هذه المرة يجب على الحوثي ان يعي جيداً انه ليس الوصي على الشعب , عليه ان يعيد قراءة الواقع جيداً لأن الشعب الذي نصب نفسه وصياً عليه قد شب عن الطوق , ولم يعد يحتمل مزيداً من مغامراته النزقة.
هذه هي فحوى الرسالة التي بعثت بها مليونية دعم الإصطفاف والمصالحة الوطنية , هي رسالة يعيد كتابتها المواطن اليمني مرة اخرى عبر تظاهرات سلمية , بأن زمن الوصاية على القرار الشعبي قد ولى إلى غير رجعة , وان ما تقوم به مليشيات الحوثي في حصارها للعاصمة صنعاء فعل مدان وإستغلال مفضوح لفقر الناس ومعاناتهم .
اليوم قال الشعب كلمته سلمياً لجماعة مسلحة نصبت نفسها مدافعاً عن حقوقه العادلة , وخرج مدفوعاً بخوفه على وطنه ومستقبل ابنائه , لم يتحرك من اجل حزباً او جماعة , او ينصت لخطاب من اقصى الشمال يحدد له خياراته التصعيدية , بل اندفع إلى الشارع بقلب مقبوض ويداً مرفوعه إلى السماء تدعي حقناً للدماء وحفاظاً على يمناً واحداً موحداً .
لا يمكن بتاتاً ان يقنعنا الحوثي بمثالية مشروعه , ونحن نرى "صعدة" خارجة عن سيطرة الدولة , ومقاتليه يحكموها بالحديد والنار , ولا يمكننا حتى ان نلوك بضع جمل من خطاباته عن المواطنة المتساوية والدولة التي يستظل تحت رايتها الجميع , فيما ثواره المدججين بالسلاح يحتلون منازل الكادحين بعمران وطلبات إستدعائهم مختومة بصرخة الجماعة وصميل جيش المتفيدين . احمقاً انا ان انطلت على مسامعي ترهاته , فالدولة التي ينادي من اجلها وحده من احتل معسكراتها وقتل جنودها ونهب مؤسساتها وحول مقراتها إلى "مقايل" لمضغ القات .
مللنا إدعاءات كاذبة وبهرجة إعلامية على حساب حقنا في الحياة وفقرنا الذي لا اسوء منه سوى ان يسوق كبضاعة مقايضة في سوق السياسية , لم يعد ثمة ما يدفعنا لتحمل مزيداً من الغباء , هي صرخة اطلقها اليمني كي لا يموت على يد محرريه وثائريه القادمين من شمال الشمال , وهذه المرة يجب عليهم ان يفهموا الرسالة الشعبية جيداً دونماً حاجة إلى تلقين آخر , بأن صبر الشعب فار عن طوق الصبر , ولم يعد يحتمل مزيداً من حماقات الجماعات الدينية والسياسية.