المسيرة القرآنية هي ذريعة مقدسة استخدمتها حركة التمرد الحوثية في تحطيم كل القيم والأعراف والأخلاقيات التي يتميز بها الشعب اليمني فبذريعتها قصفوا البيوت وانتهكوا الحرمات والمحرمات وفجروا المساجد ودور القرآن وأزهقوا الأرواح وشردوا مئات الآلاف وأهلكوا الحرث والنسل ,
وفي كل خطوة كان يخطوها يقدم ذريعته التي يستغفل بها البسطاء فكانت حروبه في صعدة دفاعا عن النفس وكانت حربه على السلفيين في دماج طرد الأجانب والتكفيريين وفي عمران محاربة عيال الأحمر وهكذا دواليك حتى رأيناه اليوم على مشارف العاصمة صنعاء ومداخلها يرفع ذريعته للبسطاء أنه يحتج بكل الوسائل المشروعة وغير المشروعة والسلمية وغير السلمية لإسقاط الجرعة والحكومة وتنفيذ مخرجات الحوار الوطني
نحن لا نتحدث عن حركة احتجاجية ومسيرات مشروعة فالاحتجاج والمسيرات لأبد أن تخلو من السلاح ,لكن ما يصنعه الحوثيون هو حالة فوضوية بطموح مليشاوي همجي لا صلة له بأي حالة تظاهرية احتجاجية
لقد استخدم الحوثي في المناطق التي احتلها كل أساليب الأئمة وبناء مراكز نفوذ وتوزيع الوعود والسلاح وشراء الولاءات والذمم بل أرغم الناس على دفع الخمس بالقوة في المناطق التي سيطر عليها وهي أغلى على الناس من فرض الجرعة
لم يخطئ رئيس الجمهورية حين صرح بأن الحوثي يسعى لدفع اليمن الى ساحة العنف المذهبي التي ستقضي على كل شيء وقد قال ذلك مخاطبا الشعب صراحة بما يمثله هذا الاتجاه من خطورة تلحقنا بالمشهد الدامي لدول المنطقة
لقد ظهرت عورة الحوثيين واضحة وبانت سوءتهم وفقدوا تأييد بسطاء الشارع لهم بسبب اكتشاف من صدقوه في البداية أنه يصرخ باسم السيد لا باسم الشعب فكانت حركة المسيرات المليونية في العاصمة وجميع المحافظات للاصطفاف الوطني ورفض حالة الحرب التي يريد أن يفرضها الحوثيون على الشعب اليمني بأكمله متناسيا أننا قد تجاوزنا الحالة الهمجية التي استخدمها الإمام
أدرك الشارع اليوم أن أحداث العنف التي رافقت فترة الحوار الوطني والى اليوم في شمال الشمال كان الحوثيون هم من يقفوا وراءها ,بل كانت المواجهات وخلق بؤر العنف تهدف الى تعطيل الحوار الوطني , كانوا الطرف الذي يقف خلفها وهم اليوم الطرف الذي يقوم بمحاصرة العاصمة وهو نفسه الطرف الذي اعاق كثيرا من القرارات والحلول الخاصة بقضية صعدة من خلال الحروب التي ينشئها
كيف يدعو اليوم لتطبيق مخرجات الحوار الوطني وهو أول المعرقلين برفضه تنفيذ أكثر من ستة عشر قرارا ذكرت ضمن مخرجات الحوار الوطني في فريق صعدة والعدالة الانتقالية والحكم الرشيد والجيش والأمن والهيئات المستقلة والتنمية والضمانات والبيان الختامي وجميعها دعت الى (( نزع واستعادة الأسلحة الثقيلة والمتوسطة من كافة الأطراف والجماعات والأحزاب والأفراد والتي نهبت أو تم الاستيلاء عليها وهي ملك للدولة....في وقت زمني محدد)) بل جاء في فريق صعدة في القرار ( 55 )) من المخرجات ما نصه (( على أنصار الله سحب نقاطهم وكل عمل يتنافى مع واجبات الدولة ))
لقد انكشف القناع فبدلا من تسليم السلاح الثقيل الذي بحوزتهم ذهبوا للاستيلاء على سلاح ثقيل آخر في فهم معكوس لمخرجات الحوار, ورفضا لمخرجات الحوار الوطني التي يجب انجازها لبناء الدولة الحديثة والحفاظ على الثوابت الوطنية والتأكيد أن العنف واستخدام لن يقودا الى ذلك .
الحوثي في تهديده للعاصمة اليوم قد حقن الجسد اليمني بفيروس مضاد الهوية اليمنية وتسبب بإيقاظها من جديد بعد أن كانت الخلافات السياسية والصراعات القبلية والتباينات المناطقية قد أضعفتها فالغرور الذي بدى به الحوثي قد ايقظ الجسد اليمني في كل ربوع الوطن بكل تنوعاته.
إن المسيرات المليونية التي جابت شوارع الوطن في جميع المحافظات والتي من المقرر اليوم أن تنطلق في عدن لتبعث رسائل واضحة في مضمونها ومفهومها أن على كل أبناء اليمن اليوم أن يصطفوا في مسار واحد ضد كل من يريد تمزيقا ومأساة وكارثة بالوطن
لقد كانت رسالة مسيرات الاصطفاف الوطني تؤكد أن اليوم غير الأمس فلم يعد القبيلي المهدد الأول لحالة التمدن , لم تعد القبائل اليوم يمكن استخدامها كجيش مرتزق تستخدم لقتل الناس وهدم المدن بمقابل ما ينهبوه
لقد جاءت رسالة مسيرات الاصطفاف الوطني لتعزيز قدرات الجيش اليمني بأنه جيش قوي وقادر لو قاده قادة أكفاء لقد جاءت المسيرات اليوم لتعيد للحوثي صوابه بأن الشعب الذي يدندن باسمه صباح مساء قد خرج اليوم ليخبره بأن مشروعه لتدمير الوطن وكل مقدراته أمر مرفوض وأن اليمنيين بكل رجالاتهم سيردعون أي محاولة لإلغاء نضال اليمنيين وتاريخهم.