انتصرت الحكمة اليمانية وجميعنا شمالا وجنوبا لم نراهن على شئ خاسر ، فاليمن رغم ما تمر به من أزمات مفتعلة خلال هذة المرحلة الانتقالية العصيبة تجد أهلها - كم شبههم سيد الخلق صلى الله عليه وسلم في الحديث الشريف :
(اأتاكم أهل اليمن ، هم أرق أفئدة وألين قلوبا ً، الإيمان يمان والحكمة يمانية)- أسرع لقبول الحق واستجابة للداعي فهم أجابوا إلى الإسلام بدون محاربة للين قلوبهم ،وهاهم اليوم وفي اصطفاف وطني لا مثيل له يستجيبوا لصوت العقل ويعلنوا أنهم سيدخلون لدولتهم الجديدة بلين قلوبهم حريصين على السلم الاجتماعي، رافعين خيار التنمية وصولا لطريق المجد .
وثيقة الحوار الوطني جاءت موقعة من جميع القوى السياسية وملبية لمطالب وطموحات كافة القوى السياسية والمجتمعية وللحوثيين بشكل خاص،ولا يحق لجماعة الحوثي أو أي طرف سياسي أن يلتف على المخرجات أو أن يعيدنا من جديد لمربع ما قبل الحوار، لمجرد أنها تريد إعادة تشكيل مكونات العملية السياسية بطريقتها هي لاعب سياسي واحد ،وإقصاء لآخر وللأسف هم من يقصوا أنفسهم من خلال لي الذراع والاستقواء على الدولة ومحاولة تغيير مسار العملية السياسية .
الحوثيون يشكلون ما نسبته 5-7% من أصل سكان اليمن ومع ذلك يتحدثون كأوصياء على الشعب ،, يمارسون سياسة تملُّق الجماهير لاستغلال مشاعرها وكسب ودّهم وإثارتها بلغة غوغائيّة الصرخة ، وبشعارات تعبوية عامة لا تقدم أي حلول علمية وواقعية ، وحينما تقدم القوى السياسية الاخرى مبادرات تعالج فيها الازمة بلغة التعايش والسلم وبواقعية وبعلمية وتوافق مع مطالب الشعب ومطالبكم ، نجدكم ترفضونها وبشدة بحجج واهية ، فقرار فيدرالية الدولة من ستة أقاليم لا ولن يتم تغيره لأنه قرار قد توافقنا عليه جميعا ، وإقليم آزال لا ولن تحكموه بمفردكم لأن الحكم اليوم قائم على الديمقراطية التشاركية لا الشمولية الفردية ، إما الحكومة فتم اسقاطها وما تسمونها جرعة تم إعادة النظر فيها ، فما الذي تريدونه بعد ؟ ولماذا هذا التنصل ولمصلحة من ؟ ولماذا تريدون العبث بالأرض والإنسان ؟
دعونا ننفد مخرجات مؤتمر حوارنا كما توافقنا عليها جميعا ، دعونا نترجم جغرافيا الاقاليم التي شاركتم برسم خارطتها معنا،سلموا سلاحكم أعيدوا الينا أحلامنا وتطلعاتنا التي حلمنا بها معا في مؤتمر الحوار، حكموا ضمائركم وعقلاكم لا تعيدوا لنا الزعيم ولا الشيخ ولا الجنرال ولا حتى السيد ، لا نريد أن نصنع اصنام بأيدينا ونمجدها ، خرجنا جميعا متوافقين خروجا مشرفا في مؤتمر الحوار يليق بأهل الإيمان والحكمة .
لا تسمحوا لأي أحد من خارج اليمن أو داخله أن يخرجنا متفرقين وأن يجرنا إلى طابور الانتحار الإجباري ، ويكون وصيا علينا ويقضي على ماتبقى لنا من أمل .
ليس ضعف ولكن حرصا على الامن وإدراكا أن لغة العنف ستحرق الاخضر واليابس وتبدد مواردنا ،لا للعودة للماضي ولا لدائرة الصراعات التي الهتنا لبناء الانسان والوطن ونعم للتعايش والسلم الاجتماعي نعم لبناء يمن جديد ...فهل نسمح للعودة إلى الوراء وهل هذا ما يستحقه منا شعبنا الصابر صاحب الإيمان والحكمة ؟