لم يكن بين عبد الله ابن أبي بن سلول وبين تنصيبه ملكا على يثرب سواء اللمسات الأخيرة للتاج الذي بدأت تصنعه قبيلتي الأوس والخزرج غير أن الأقدار بددت حلم ابن سلول بقدوم رسول الله إلى المدينة لتكون منطلقا رئيسا للدعوة وأول عاصمة للدولة الإسلامية الأمر الذي جعل حلم بن سلول بالملك والزعامة يتحول بالإنتقام والحقد إلى زعيما للمنافقين وحوله منافقون ومرجفون وممن مردوا على النفاق يقودهم لتقويض الدولة المدنية الناشئة الفتية القائمة على الحنيفية السمحة بل وذهب ابن سلول إلى أبعد من ذلك فقد قاد التحالفات مع يهود المدينة ومع كفار قريش بل
ومع الروم .. لاغرابة فقد تجرد ابن سلول من عروبته ومن مكارم أخلاق العروبة والتي حملها اجداده اليمنيون من اليمن في جنوب الجزيرة إلى المدينة المنورة فأضحت الخيانة في نظره وسيلة لرد زعامته فانقلب على مبادئه العروبية بل وانقلب على المبادئ الإسلامية والتي لم تتجاوز شفتيه فسعى للتحالفات وقيادة الإنقلابات على الدولة الإسلامية في مهدها وحتى لحده غير أن كيده في تباب وحركاته وقيادته للفوضى مفضوحة رغم صلاته خلف رسول الله ودعوته للمسلمين بالسمع والطاعة ويشهد الله على مافي قلبه وهو ألد الخصام للإسلام والمسلمين..
مازال الطامعون في الزعامة والتي أسقطها حشود هادرة من الشباب المتحرر يلوذون بالصديق والعدو بالقريب والبعيد بالبر والفاجر لعودة زعامتهم وهيمنتهم على الأرض والإنسان ، يدفعهم حب الإنتقام ممن أفقدهم زعامتهم لايبالون بالعواقب ولايتعضون بالوقائع يحسبون أن تاج الزعامة يصنع وتطرز لألئه في صعدة وأن الحشود الرابضة على مداخل صنعاء والتي هي خليط من الأعداء من أهل الزعامة والسيادة ستحتفل بعودة التاج إلى ذلك الرأس الغارق في أحلام الزعامة لكن الحقيقة كفيلة بأن تبدد أحلام اليقضة والمنام فبدلا من ان يوضع التاج على الرأس فسيقع الفأس على
الرأس والقيد على المعصم وحينها ولات حين مناص فالثأر متوقد في قلب صاحب السيادة على صاحب الزعامة والحروب الست لم تكن نزهة في حديقة السيد و26 سبتمبر لم يكن سوى بغي وخروج عن وصي السماء وطالما أن الجمهورية القائمة لم يخرج ثوارها من مزارع ( قم و طهران ) فهي جمهورية باطلة لا أصل لها ووجب اسقاطها وأن أي وعود او عهود بين الحليفين فإنها إلى النقض أقرب ، والمكر سمة بارزة بين النقيضين وكما قال المثل ( صحبة لغير الله تتم عداوة )
من حق كل حزب وحركة أن تنال الزعامة والسيادة غير أن عليها أن تأتيها من أبوابها وليس هناك باب اوسع من باب الحرية و الشورى والديمقراطية والمصلحة العليا للوطن والغايات النبيلة والتي ابرزها خدمة المواطن والوسائل السلمية الحضارية البعيدة عن الفوضى والعبثية وإن الصعود المفاجئ والسريع يعقبه سقوط متوقع وسريع أيضا.