الثورة الشعبية المليشية السلمية المسلحة

2014/09/11 الساعة 11:21 مساءً

الوضع يراد له أن يزداد قتامة وظلامية ويصبح واقع الوطن في كف عفريت كما يتمنى خصوم اليمن , فمازالت جماعة الحوثي بمسلحيها وجيشها المنظم في مخيماتهم المتنقلة كل يوم في اتجاه غير مبالين بالوطن ولا المواطنين غير مبالين بانهيار منظومة الدولة السياسية والعسكرية والاقتصادية غير مكترثين إلا لتوجيهات سيدهم فتى  كهوف جبال مران والذي يطلق تهديداته ووعيده كل يوم في اتجاه . اليوم يدعي أنه الشعب وغدا سيدعي أنه أية الله ومخلصها الوحيد.

ان الوطن اليوم أمام مفترق خطير إما أن يكون أو لا يكون إما أن تدافع الدولة عن مؤسساتها ومصالح ملايين اليمنيين  والشعب مصطف من خلفها أو أن تجعل الوطن يسير في طريق اللاعودة ,وأن يرتهن الوطن لمجموعة المراهقين الذين يتحدثون باسم الشعب والوطن وهم  رهنوه  أصلا لغيرهم ويخوضون معاكهم بالوكالة  .

لن يكون أحد فرحا أبدا بسقوط القتلى والجرحى من أي طرف كان  ولن يسر أحد بإحراق العاصمة ولكنه بالمقابل لا يمكن أن تصمت دولة أو حكومة على اقتحام مؤسساتها السيادية بحجة التظاهر والسلمية بينما الجميع يدرك خطورة ماتصبو اليه تلك الجماعة الخطيرة  ومليشياتها المسلحة التي تجهد نفسها هذه الأيام بمحاولة ادخال سلاحها الثقيل لنقل معركتها الى قلب العاصمة للإضرار بالشعب اليمني ومصالحه الذي تدعي ليل نهار أنها خرجت لأجله.

إننا أمام مشهد يستدعي تحرك سريع لإنقاذ ما يمكن إنقاذه فلا يتصور أحد أن الحوثيين يتجهون لإغراق البلد في مستنقعات من الدماء لأجل ألف وخمسمائة ريال مضافة على المشتقات النفطية ولا نظن أن الحكومة لا تستطيع تجاوز ذلك الأمر طالما وهو مطلب الجميع ,, لكن الأمر أكبر بكثير من هذه السطحية  ان الأمر كما قاله فتى الكهوف في تهديداته التي تتغنى بها مسيرته ( حذاري حذاري ) ( وقد أعذر من أنذر ) وعبارته لن نسكت ولن نقبل ولن نرضى  ولن نبقى متفرجين وغيرها من عبارات التهديد التي لا يليق به أن يخاطب رئيس دولته عوضا عن مخاطبة الشعب اليمني العظيم. فما نطق به لسانه في آخر خطاباته يوحي بغطرسة وعنجهية فما الذي يعنيه بخطابه  (نحن لا يمكن أن نتغاضى عما حدث بالأمس .. المسألة خطيرة جدا .. وأنا احملهم المسؤولية كاملة امام الله والشعب .. وعليهم أن يدركوا أننا لا يمكن ان نبقى متفرجين ))

إن رسالتي الى فتى الكهوف  ((أن خلاصة ما قرأته من خطابك في آخر بياناتك كانت رغبة في الكلام فقط ورفعا لمعنويات الأتباع التي اهتزت بما حدث... وبدوت شاحبا مرهقا تستجمع الكلام استجماعا مكررا كثيرا من عباراتك الرنانة في الكلمات السابقة .. كما أن هناك نبرات تهديد ووعيد بتبعات غير معروف مداها حتى من قبلك كما اظهرت انكسارا في الحديث  حين تحدثت عن وجود وساطات قائمة ولم تجد بد من الحديث عن علي محسن وحميد بأنهم من يوجهون رئيس الدولة وكأنه طفل لا يفقه ..)) هذا شيء من مضمون حديثك الأخير فعن أي ثورة تتحدث وأنت تقتحم المؤسسات وتسقط المحافظات وتحاصر العاصمة وتقتل الجنود وتعد نفسك لمعركة توهم أصحابك أنها عزة ونصر , أي ثورة تلك التي بشر بها خطيب جمعتك مؤخرا بأنها ثورة الحسن والحسين  . أي ثورة أنت وميليشياتك فيها هم الشعب وهم الطائفة المنصورة وهم الآمرون والناهون أليس ما تقومون به هو انقلاب على كافة مخرجات الحوار واعاقة لتحقيق الأمن والاستقرار وبسط نفوذ الدولة في كافة أراضيها والبناء المؤسسي لليمن الجديد.

وأيضا عن أي سلمية تتحدث وأنت اليوم تخوض الحرب السابعة على عدة جبهات أي سلمية هذه التي تبشر بها وسلاح ميلشياتك على ظهورهم وبأيديهم عن أي سلمية تتحدث وأنت تنشر نقاط التفتيش المسلحة في مداخل العاصمة وتحتجز مركبات الجيش والأمن عن أي سلمية تتحدث وأحداثك في حزيز مؤخرا ماثلة وشاهدة عليك قتلا للجنود وتدميرا لألياته العسكرية وحفر متارس ومهاجمة معسكرات واحراق مولدات الكهرباء.إن أتباعك ليسوا ثوارا وليسوا معتصمين  بل هم مليشيات منظمة تستقي توجيهاتها من قادة ميدانيين توجههم كجيش شعبي في أي اتجاه شئتم ..انهم راغبون ومتعطشون للدماء والقتل والدمار

انني أتساءل كما تساءل المحامي والناشط خالد الآنسي أيمكن أن نقبل أن يستجمع جلال بلعيدي أتباعه وينصب اعتصاما مسلحا أو سلميا أمام مبنى الداخلية ومجلس الوزراء وغيرها ويعدها معسكرات لأتباعه في انتظار التوجيهات أو ساعة الصفر للانطلاق

  ان ما حدث هو خروج عن شرعية الحوار وتقويض للدولة ومؤسساتها ورفضا للشراكة والاصطفاف مع كافة القوى الوطنية لبناء اليمن الجديد .. ان ما حدث هو مصلحة السيد فوق مصلحة الجميع ولتحترق صنعاء ولتذهب اليمن الى الجحيم في سبيل انشاء الضاحية الشمالية لدولة الحوثي ذات المنفذ البحري والمناطق النفطية والحدود المفتوحة  والنفوذ الواسع وأن تكون له اليد الطولى في رسم كافة السياسات التي تحكم البلد .

أقرأ أن الوضع بحاجة الى استنفار كافة العقلاء لدرء شبح الحرب  والتداعي للسلام وادعو رئيس الجمهورية الى استنفاد كافة الوسائل والمبادرات والوساطات لتجنيب البلد حربا مدمرة لن تبقي ولن تذر ولن تخدم إلا أعداء الوطن وادعوه  بالمقابل لحماية الوطن بكافة أراضيه ومكتسباته وعلى الحوثيين  أن يراجعوا ضمائرهم  قبل ان نخسر اليمن .ولقواتنا في الجيش والأمن كل التحية والتقدير والإكبار في حماية الوطن ومكتسباته ضد كل الخارجين على القانون والنظام والعابثين بأمن واستقرار الوطن

خاتمة  :  ((  إذا كان  الحوثي ثائر سلمي وقائد ثورة سلمية فغاندي قاطع طريق وبلطجي مسلح  ...!!))