بداية وقبل ان نذكر ما تضمنه البيان الرئاسي الأخير لمجلس الأمن والذي تم ربطه بقرارات مجلس الامن السابقة وعلى وجه الخصوص القرار 2140والذي صدر وفقاً والفصل السابع , ذلك البيان الرئاسي أشار الى ضرورة تسليم عمران والسلاح وعودة النازحين وإزالة المخيمات والاعتصامات داخل صنعاء والحشود التي في محيطها وإيقاف القتال في الجوف .
فبرغم صدور تلك المطالب من أعلى هيئة دولية في العالم وهو مجلس الامن الدولي ، إلا أن الحوثي وجماعته مطالبون وطنياً قبل مجلس الامن بإثبات حسن النوايا والمصداقية بأن يكونوا أول من يحرص على نبذ القتال ووقف الحروب ، وكذا الالتزام بتسليم عمران للدولة والإسراع في السماح بعودة النازحين إلى عمران ، وهذا لن يتأتى إلا بتسليم عمران للدولة لان النازحين يريدون حماية الدولة ولن يضمن لهم العيش بحرية وكرامة بعد سيطرة الحوثي إلا وجود الدولة الكافلة والحامية للجميع .
الوضع الذي يعيشه النازحون من عمران صعب ويمرون بمحنة إنسانية وعيب وظلم كبير ان يمكثون في هذه المأساة وهم على بعد بضعة كيلومترات ويتحسرون على حالهم ومساكنهم التي حرموا منها بسبب حروب الحوثي في مناطقهم .
الحوثي مطالب داخليآ ان يثبت نبذه للعنف وبكل جدية وان يتوقف عن اختلاق المعاذير لحروبه وكذا البحث عن اعداء , ويجب ان يثبت حرصه على صيانة العيش المشترك مع المختلفين معه , وبدون تسليم عمران والسلاح وعودة الدولة لإدارة عمران ، فلن يستطيع النازحون الاطمئنان والعودة , وكذلك فأن قوى سياسية ومجتمعية ايضاً ستكون في حالة شك وترقب وعدم ثقة بالحوثي وجماعته ،إذا لم يتوقفواعن الحروب , فالكل سيرى الحوثي مصدر خطر دائم وعلى الحوثي ان يطمئن الآخرين ويقبل بالتعايش والقبول بتسليم السلاح ورفع الحصار وعودة النازحين بدافع وطني داخلي قبل الالتزام للبيان الرئاسي لمجلس الامن ،وهذا كفيل بأن يطمئن الآخرين ،ومصداقيته الآن على المحك .!
