في مقال سابق كنت قد تطرقتُ سريعا إلى قوات الاحتياط وإلى قائدها الفذ والبطل الجسور اللواء الجائفي ذاك القائد المحنك الصارم في توجيهاته الصادق في وطنيته المُعد روحيا وماديا لحماية الدين والوطن ولقد أحسن الرئيس هادي حين اختار القوي الأمين على قوات الاحتياط.
تتوالى الاحداث سريعا وتبرز المفاجأت من رحم السياسة العقيم الذي إلى الآن لم ينجب حلا ناجعا يُرجع للدولة هيبتها وسطوتها ، مارثون سياسي بيد أن المتسابقون يدورون حول أنفسهم غير أن الذي أُصيب بالدوار هم المواطنون لا الساسة المتحاورون والذين عجزوا أو اَعجزهم الطرف الآخر المتمرد للخروج بالأمة من هذا المنعطف الخطير والزلق.. فما تكاد تباشير الحلول تلوح في الأفق ويظهر أعلى الصاري لسفينة الاستقرار حتى تهب رياح عاتية وأمواج متلاطمة تبعد السفينة فتضيع الحلول في هذا البحر المتلاطم والذي تَحول بعض البحارة فيه إلى قراصنة يبحثون عن الكنوز سالكين دروب العراقيل والاشتراطات الانتهازية التي تفضي الى حالة من الخوف والرعب بين الأمة المنتظرة لسفينة الاستقرار والتي يتحكم فيها القراصنة..
يؤكد الواقع والوقائع أن الحوار لابد له من رديف قوي يحميه ويقف على رأس معرقليه والذين يتوكؤون على عصى الحوار بينما فواهات بنادقهم تقف حول طاولة وأرضية الحوار ومن كل جهاتها مجاهرين بقوتهم وتمردهم في تحقيق مطالبهم والتي تتكاثر يوما عن يوم يقطعون الطرقات يرهبون المارة ، كلما أوت الفتنة إلى مضجعها أيقضوها يسعون فسادا يحاربون ويحاورون نصبوا ونصّبوا من أنفسهم أوصياء على كل منطقة احتلوها فيريدون أن يملكوا البحر والبر والجو ومعهم بذلك صك إلهي حسب زعمهم ومن نازعهم فيه فقد أُحِل دمه وماله..
لم يعد هناك ثمة قوة في شمال العاصمة بل وفي شمال الجمهورية بعد أن تسلق وحطم المتمردون آخر أسوار الجمهورية العتيدة اللواء 310 واستشهاد قائده القشيبي فقد أصبح الدرب سالكا لقطعان التمرد للوصول إلى مركز الجمهورية بكل عتادها التدميري في تحد صارخ للنظام والقانون وفي سلمية أقل ماتحمله الكلاشنكوف وفي تهاوٍ لبعض المواقع العسكرية الحساسة والتي يعلن المتمردون السيطرة عليها بين الحين والحين وآخرها (جبل النبي شعيب) رغم النفي الرسمي ..
إلا أن الحقيقة تقول أن على الدولة أن تلتفت إلى القوة الضاربة في جنوب العاصمة ( قوات الاحتياط) والتي تُعد من قوات النخبة والمؤهلة والمدربة والمزودة بأحدث التقنيات العسكرية والتي تتمركز على عدد من المرتفعات والهضاب المحيطة في تشكيلة قوسية من الجنوب الغربي إلى الجنوب الشرقي ويتمركز لواء من هذه القوة ( اللواء الرابع ) في مراكز استراتيجية تطل على العاصمة وعلى مدخلها الجنوبي وترصد كل حركات التمرد ومواقعه المستحدثه والمُسلحة ويتسلح أفراد هذا اللواء بحبه لدينه ووطنه ووحدته في جُهوزية عالية ومعنوية في تصاعد مستمر يقبضون على الزناد كما يقبضون على أنفاسهم صابرين على تلك المناوشات والاستفزازات من غوغائية المتمردين والذين يتحرشون بأفراد اللواء باحثين عن ذريعة لمحاصرته أو قنص أفراده والدخول معه في مواجهة بحجة الدفاع عن النفس في غير موقع الدفاع باحثين – المتمردين – عن أسباب تمكنهم من احكام السيطرة كليا على العاصمة غير أن أفراد اللواء يقفون كل صباح يعاهدون الله أنهم لن يفرطوا في وطنهم ولن يخونوا شرفهم العسكري ولن ينجروا إلى استفزازات غوغائية التمرد وسيظلون على أهبة الاستعداد وسيقطعون السبيل على كل خؤون ومتمرد وداع للفتنة وسيقومون بواجبهم الوطني في الذود عن حياض الوطن راجين من الله العون ومن القيادة السياسية ألا تذعن إلى المماطلين والمبتزين والمتربصين من المتمردين معاهدة لها أنها ستكون خير حام للوطن ولمخرجات الحوار الوطني..