استطاع الحوثي وجماعته المسلحة أن يستعطفون البسطاء في المجتمع اليمني من خلال رفعه لهدف اسقاط الجرعة والتي جاءت مفزعة للشارع اليمني بأكمله وعارضتها جميع القوى الوطنية إلا أن الحوثيين كانوا الأعلى صوتا , ولكن صرختهم لم تكن تستهدف حالة المواطنين بل أرادت أن تستغلهم وسرعان ما تطورت الأحداث حتى أدرك الجميع اليوم أن للحوثي مآرب أخرى
ظن المواطن أنها ثورة فأراد أن يسير في ركابها والبعض أراد أن يعوض عدم التحاقه بثورة فبراير , ظن المواطن أنها ثورة الجياع , ظن المواطن أن المستقبل مع هذه الجماعة حين ينظر الى الضجيج المتعمد الذي ينثرونه في إعلامهم وإعلام من يساندهم ويقف من خلفهم
لكننا اليوم يجب أن نصارح المواطن بحقيقة ما يدور من حوله بأن الأمر ليس ثورة جياع ولكنها ثورة مضادة تستهدف الوطن وتهدف الى الانقلاب على كافة مخرجات وتوافقات القوى الوطنية وأن الهدف المعلن والمبطن هو تحقيق حضور سياسي وجغرافي وإقليمي لجماعة الحوثي وقوى الإقليم الداعمة له من خلف حدود الوطن
على المواطن اليوم أن يدرك أن الصراخ ضد الجرعة والمطالب بإسقاطها والتباكي على لقمة عيش الشعب وبطونهم قد انتهت تلك الصرخة وحلت محلها صرخات للمطالب والأهداف التي لم تكن معلنة
ما يحدث اليوم في الوطن يجعل المسؤولية والواجب الوطني على عاتق الجميع حكاما ومحكومين أفرادا وجماعات وأحزاب وقوى وطنية وعلى كل واحد أن يؤدي دوره حتى لا ينهار الوطن وحتى لا تغرق السفينة وحتى لا يقع السقف على الجميع .
ولئن كنت ألمح الى الجميع في كلامي إلا أنني أشير بالبنان اليك أنت أيها اليمني أيها المواطن فأنت هدف الجميع وأنت شوكة الميزان الآن وقد اتضحت لك مآرب الحوثي وأنت تلحظ ما تحدثه الجماعة الإرهابية المتمردة على كل أخلاقيات الدين والوطن والساعية الى رهن البلد لأعدائها والساعية سعيا حثيثا على الخراب والتدمير والفوضى وإغراق الوطن والمواطنين في بحر من الدماء دون رادع من خوف أو ضمير أو دين
هاأنت اليوم أيها الوطني تبدأ معك محنة فوق محنك المختلفة وازدياد انقطاعات التيار الكهربائي بسبب ما قيل أنه ناتج عن الاعتداء على شبكة توزيع الكهرباء نتيجة المعارك الدائرة مع جماعة الحوثي الإرهابية في مفرق مأرب – الجوف وكم تبعد عنا تلك المناطق من مسافات إلا أننا اكتوينا بنارها ونار حرها فكيف اذا اتسعت دائرة العنف
إنك أيها المواطن قادر اليوم أن تعلن عن رفضك لممارسات تلك الجماعة وتوسيعها لدائرة العنف وأن تتبنى موقفا وطنيا تحمي به نفسك ووطنك وإنجازات ثورتك , قادر أنت اليوم أن تعبر عن موقفك واصطفافك خلف الوطن بكل وسائل التعبير التي جاءت تلك الجماعة الإرهابية اليوم لتقضي على منجزات الثورات ومحاصرة الحريات ومصادرة العدالة ومحاربة الفكر والإنسانية بل حاصرت حتى الفن والإنشاد لتعتقل الصحفي والفنان وتتهجم على قاعات الأعراس وتغلقها , قادر أنت أيها الوطني اليوم أن ترفض أفكار تلك الجماعة وعنفها وفرضها لمختلف قبائحها بقوة السلاح وتعديها على بيوت الله ودور القرآن ومقرات الأحزاب ومنازل المواطنين في تنكر لكل شيء , قادر أنت أيها الوطني أن تلعب دورا كبيرا قد لا تلعبه الأحزاب ولا مكونات المجتمع المدني في تبني مواقف واضحة ضد كل ما يحدث اليوم للوطن من قبل أولئك المتآمرين عليه في الداخل والخارج
أنت أيها المواطن من نشد التغيير وأنت من رفض الاستبداد وأنت من اكتوى بنار الظلم أنت من واجه الظلمة من دعاة الإمامة من الأئمة وكذا قاوم المحتلين لتراب هذا الوطن وحافظ وبنى وعمر وتطور وطنه حتى قام بثورة أخرى مكملة لثورات الآباء بتخليص الوطن وتحريره من أيدي مستبديه وفاسديه من أبنائه , كل هذا النضال كنت اللاعب الأساسي فيه فما أظنك اليوم ستبقى متفرجا وأنت تنظر الى الانقلاب على منجزاتك والقضاء على ثوراتك من قبل أولئك القادمين من كهوف الماضي والذين يريدون إعادة عقارب الساعة الى أكثر من خمسين عاما
كيف سيحتفي الوطن اليوم بمرور اثنين وخمسين عاما على تحقيق ثورة سبتمبر بينما نلاحظ تآمرا على تلك الثورة وأهدافها من قبل جماعة الحوثي المسلحة تسير على قدم وساق
إننا اليوم والوطن أمام مفترق طريق للحفاظ على وطننا وثوراتنا ومنجزاتنا فإما أن يكون الوطن وإما ألا يكون على أيدي أبنائه ومخلصيه.
رسالتي الى قواتنا المسلحة : ولست في موقع أخاطب فيه القوات المسلحة فلديهم توجيههم المعنوي وقادتهم يناط بهم التوجيه , لكني أشد على أيديهم وسواعدهم في حماية الوطن والمواطن والإنجازات فكم رثيت ورثى الوطن لحال الجنود الذين ذبحوا في حضرموت ومناطق أخرى وكم رثيت وأن أشاهد جثث جنودنا بالأمس مرمية بحقارة بجوار مسلحي الحوثي وكأنهم ليسوا يمنيين ولا بشرا
أنتم يا جنودنا الأبطال حماة الوطن ومنجزاته وأنتم ضحية الإرهاب والإرهابيين وأنتم وحدكم من تحملون في أعناقكم مسؤولية حماية المكتسبات وأنتم من تصبون دماءكم رخيصة فداء لدينكم وأمتكم فأدعوكم اليوم الى أن تكونوا أصحاب عقيدة وطنية لا تستجيبون إلا لنداء الدين والوطن وكونوا مثلما عهدناكم دوما فخرا للعزة والكرامة ومثالا للوطنية والفداء وأف لتلك الأيادي الحقيرة الملطخة بدمائكم أو تلك التي تسترخص بقاءكم وحياتكم.