هكذا انتم دائما عند المحن لا تستطيعوا العمل لتجاوزها ،ولكنكم تستطيعوا العمل على إشعال فتيلها ، جماعات تتنصل من تحمل المسئولية وقوى تتحفظ عن المشاركة ، وأخرى تمدد للحرب .
وجميعكم عند الفيد والتقاسم نجدكم في أول الصفوف تتزاحمون وأنتم محملون بزنابيل مصنوعة من اجساد البسطاء والصادقين الحالمين ،لا لشيء سوى اغتصاب آمالنا ، وانتهاك حرمة مشروعنا الوطني الكبير وضمانات قضيتنا الجنوبية .
ان تخونوا رئيسنا وتسرقوه أمر متوقع منكم ، لأنكم فشلتم فشلا ذريعا في قبول الشراكة سوى في السلم أو الحرب ، فلم يكن إلا انكم انتهازيون طامعون تغتصبوننا مرتين ،اليس هو من توافقتم عليه وقت ما اختلفتم في القسمة وحملتوه بقايا وطن ، وكرسيا من نار، كلما خمدت نيرانه أشعلتموه بحقدكم وبرصاص بنادقهم ، تتحالفون في مؤامرة أعدت بلغة التخوين واللوم ، تقولون أن هادينا تخلى عن صنعاء من أجل عدن ، في حين أنه ضحى بأخلص الرجال ليحمي وحدتكم ، تزعمون انه صف احزاب من اجل احزاب ، في حين أنه حكم اليمن على توافقكم .
محاولات مستميتة لإضعاف الوطن وتشويه الرمز الوطني الذي قبل أن يحكم اليمن برؤوسها المفخخة حاملا كفنه على كتفه ليصنع يمن العز والكرامة ، عشرات المواقف وقفتها تلك الجماعات للإخلال بالمشروع الوطني التنموي الكبير من خلال التحريض وإثارة المجتمع داخليا وإصدار فتاوئ تثير الفتن للقضاء خطوة بخطوة على الوحدة وضمانات القضية الجنوبية ومشروع السلم الذي اصطفننا جميعا سياسيا وشعبيا لتحقيقه ، وفي تجاهل متعمد لكيفية تسليم الحكم للهادي ، دولة هشة ، وجيش مقسم ، وعشرات الالاف من الافراد المسلحين ، وغزاة من الداخل .
دول الربيع العرب تبحث عن توافق وعن حوار ونحن لدينا توافق وحوار ونموذج ديمقراطي يعني بالتعايش ، ومع ذلك نحاول تحويل الجيش الى مليشيا والدولة مستعمر وطني .
علينا ان نفرق بين الرغبة ،وبين الاسباب الواقعية ،فالرغبة أننا جميعا نريد الحسم لصالح الاستقرار ، ولكنه سيكون استقرار نسبي لا محالة لأن لدى المتصارعين شرهة في الفيد واستخدام العنف بدلا من السلم ،
والأسباب الواقعية أننا مازلنا لم نتخلص من بعض المليشيات التي استفادت من الثورة ، ولأن ثوارنا اختلفوا وتمزقت شرعيتهم الثورية أشلاء ، ولم نقضي على مستعمر وطني مازال يعبث بماضينا وآتينا .
لابد من التوافق على عدم استخدام العنف ولابد من استخدم مرجعيتنا واحترام مخرجات الحوار الوطني وضمانات قضيتنا الجنوبية وتنفيذها دون التفاف أو تسويف ، لأننا لن نرحمكم هذه المرة يا امراء النفط ويا أسياد الامس .
والدي الرئيس وأنت تقف اليوم بكل مسئولية ووطنية لتعدنا بأنك لن تهرب من مسئولياتنا وستعمل على تحمل كاهل أعبائنا ، ثق أننا لن ننهزم ولن نغادر آمالنا التي اقتربنا من تحقيقها وسنحول طاقاتنا وعواطفنا إلى مواقف بناءه وعمل ايجابي ،ولن نخذلك فمثلما صنعنا تغييرا شهد به القاصي والداني بالسلم ، فأننا لن ندوس عليه ، ولن نقبل بالبكاء على أطلالنا ،ولا بمستقبل مجهول ، ولن نستقيل ولن نتنصل ولن نبيح احلامنا ليلهث بها أمراء النفط ومتعهدي الحرب وغزاة الأمس ، وسنقبل بتعايشنا وتصالحنا ، وسنبني اليمن الجديد معا .
يقول الشاعر عبدالله البردوني :
يمانيون في المنفى ومنفيون في اليمن.
جنوبيون في (صنعاء) شماليون في (عدن).
وكالأعمام والأخوال في الإصرار والوهن.
خطى(أكتوبر) انقلبت حزيرانية الكفن.
ترقّى العار من بيع ٍ إلى بيع بلا ثمن.
ومن مستعمر غاز إلى مستعمر وطني.
لماذا نحن ياربى ويا منفى بلا سكن.
بلا حلم بلا ذكرى بلا سلوى بلا حزن ؟