عد كل ذلك الضخ الاعلامي التحريضي تحت مسميات الشيعة والسنة طيلة سنوات ابتدأت في عام 2004 او دعونا نقول بعد سقوط بغداد 2003 جاءت النتائج في اليمن مخيبة للآمال والتخرصات بحرب سنية شيعية في اليمن فاحد طرفي الحرب المفترضين لم يحارب. كان الإعلام الموجه من صالح طيلة الحروب الستة في صعدة يردد على مسامعنا الشيعة يشتموا عائشة يشتموا ابا بكر وعمر للتحريض لا غير ، وكان موقع المؤتمر نت يضج بمواد مصورة حول تلك الدعايات - لا ادري هل مازال اﻻرشيف المرئي للموقع الرسمي للمؤتمر الشعبي العام يحمل تلك المواد- مازلت اذكر ابن طنينة وهو اسير يسأله جندي من التوجيه المعنوي عن عائشة بطريقة استفزاية وهو يشتمها بطريقة جاهلة وسفيهة. كان نظام صالح يريد استدراج التجمع اليمني للاصلاح الى تلك المعركة والحروب الستة لكن الاصلاح لم يفعل وكان موقفه واضحا برفض تلك الحروب العبثية التي تزرع الفتنة بين مكونات الشعب الواحد. لم يجد صالح سوى كتائب الجيش التي يريد ان يزيحها من طريق اسم النبي عليه احمد علي ، وكانت محارق للجيش والشعب هناك، لم تكتمل اية حرب كلها ارسال جنود ومعدات وسحب جنود بلا معدات وحرب تبدأ بالتلفون وتنتهي بالتلفون. في 2011 تم استقبال الحوثيين في ساحة التغيير بالترحاب الكبير من الثوار السلميين، مع وجود وجل عندهم من الإصلاحيين والعكس نتيجة للتراكمات الاعلامية التي ظلت تضخ مواد سامة ومفخخة للأفكار ، وانتشرت عناصر صالح من واجهزته الأمنية التي عملت على تسميم الاجواء الثورية بمناكفات لكنها كانت محدودة تنتهي بالمشاجرات اليدوية. وعندما جاء مؤتمر الحوار ودخلت فيه كل المكونات حمدت الله كثيراً لان هذا يفوت الفرص على اعداء البلد، واطلت مشكلة دماج والتي كانت اول فخ للشعب اليمني وقواه الحية ولم يستطع احد تجاوزه ووقعت حرب بين الحوثيين والسلفيين . كان الإعلام يضج ويضخم القضية ونقل التضخيم الى كتاف حيث كان اسد السنة بحسب وصف القنوات الوهابية لحسين الأحمر هو الحمار الذي دق اسفينا بين اسرته وبين الحوثيين وولى هاربا، وجاءت حرب حاشد وحملت معها روح الانتقام لكن خفت فيها صوت الطائفية. وجاءت معركة عمران بين الجيش والحوثيين وجاء التحريض من هادي للطرفين وتمت بيعة القشيبي ومن معه في اللواء 310 بمباركة من هادي ووزير دفاعه، لكن الملاحظ ايضا ان مفردات سنة وشبعة خفت كثيرا، وكان سقوط عمران بمثابة الفخ لاسقاط صنعاء وكانت جرعة الغدر التي اخترعها هادي بمثابة افساح الطريق للحوثيين ان تعالوا للحرب في صنعاء. هادي الذي بدأ بوجهين منذ صعوده وكل من التقي به وعده وناصر فكرته وحرضه على خصمه، كان هو المحرض الأساس للحرب بين الاصلاحيين والحوثيين ليتخلص من القوى الحقيقية في الشمال وان تمت له السيطرة والا رحل الى الجنوب بعد ان دمر الشمال بحسب خبراء كثر وقد تم نشر هذا الكلام في كثير من التحليلات والمقالات عبر وسائل الاعلام. كانت جامعة الإيمان والفرقة الاولى مدرع هي المرمى لاهداف هادي البعيدة واهداف الحوثيين القريبة لتتم المواجهة وينتهي الطرفين او ينتهى احدهما ليتم القضاء على الاخر. الملاحظ ايضا في معركة صنعاء اختفاء مفرادت الشيعة والسنة الطائفية، وهذا مؤشر واضح انها مفردات غير حقيقية ودخيلة على المجتمع اليمني الذي ايد صدام في حربه ضد ايران في الثمانينات دون الالتفات لمسميات الشيعة والسنة الغريبتان عن اليمن. انسحاب قوات الجيش المرابطة في الفرقة واختيار الإصلاح مصلحة الشعب والوطن بتركه لفتنة الحرب تسبب في خسائر كبيرة لقوى سياسية كانت ترى في الاصلاحيين والحوثيين مجرد جماعات دينية تحتكر الاسلام، من بين تلك القوى المحلية احزاب وشخصيات تدعي الحداثة وتبيع الوهم للناس ومصلحتها تدمير الوطن وقبض الثمن من الإمارات وغير الإمارات. فاتت الفرصة ولم يتحارب احد وجاءت استفزازات الحوثيين للاصلاحيين في غير محلها وتمثلت في نهب المقرات وبعض البيوت، وهي دلائل واضحة على ان هناك من لم يعجبه انسحاب الاصلاح من اجل اليمن فراح يرسل عناصره داخل جماعة الحوثي ليقوموا باعمال الاستفزاز لاجل وقوع الحرب. كانت فتاوى الوهابيين في السعودية من الطريفي الى العريفي تدعو للحرب وكان الوهابين في اليمن يبثون هواجس الحرب وتم انتقاد الاصلاحيين انهم لم يتربوا على منهج سيد قطب!. لم يكن يعلم وهابيي اليمن والسعودية ان الاصلاح قد عمل منذ سنوات على يمننة مناهجه الحزبية وان كان بقى منها شئ مستورد لكن بعقل وتمحيص فالوعي الاصلاحي قد تجاوز سيد قطب ومفاصلته للمجتمع وقد غاص الاصلاحيين في كل زوايا المجتمع وانتشروا بهدوء وفهم للواقع الاجتماعي لمختلف المناطق اليمنية. انا ادرك ان بعض الاخوة الحوثيين ادركوا الفخ الذي اريد لهم وللاصلاح والبعض منهم يحتاج له المزيد الوقت ليدرك ذلك. التقى الحوثيين المدججين بالسلاح بالصلاحيين العزل ولم يجدوا ما كان يضخه الإعلام من عداء فتوقفوا عن الحرب بأنفسهم، الان عليهم ان يدركوا انه مثل ما ان هناك من يتآمر على الوطن هناك من يتآمر عليهم وعلى الاصلاحيين أيضا. ومن قبل كل هذا كنا قد دعونا الحوثيين لترك السلاح ولغة السلاح ولياتوا من باب السياسة الاوسع ويشكلوا حزب ويساهموا في التنمية ولم يفعلوا لكنهم اليوم سيدركون كم كنا صادقين معهم في هذه النقطة ، وانا متاكد انهم سيفهمونها اليوم بعد دخولهم صنعاء ولكونهم صاروا جزء من منظومة الحكم . سيدركون انهم بحاجة الى المزيد من العمل السياسي والبعد عن الاسلحة واستخداماتها القذرة ، اتمنى ان يدركوا هذا قبل ان ينسحبوا من صنعاء وان يعيدوا اسلحة الجيش؛ فالشعب لن يأكل رصاص ولا بنادق ولا دبابات، الشعب يريد خبز وخدمات وتنمية ومن لم يطع الشعب سيخسر ولو انه يملك الاسلحة النووية وليس التقليدية المتبقية من الحربين العالميتين الاولى والثانية، سيدركون ان التعليم والتنمية هما اقوى سلاح عرفه البشر وان مخلفات اسلحة روسيا الثقيلة والخفيفة لم تعد صالحة للاستخدام ومكانها المحرقة. انا من هنا ادعو اخواننا الحوثيين المسلحين الى ادراك ان اللابتوب خير من البازوكا وان القلم الضوئي خير من الرشاش وان التابلت خير من المدرعة والدبابة ، انتم بحاجة الى من يعلمكم ان الحاسوب لغة العصر وان الرصاص لغة العجزة وان القوة في بناء الذات ثقافيا وعلمياً لا في لغة الميزر والجرمل. انا ادعو الى فتح حوار ثنائي بين الاصلاحيين والحوثيين بعيداً عن جميع المحرضين الذين انتظروا الحرب بفارغ الصبر ليمزقوا النسيج التجتماعي ويمزقوا الوطن ، الوقت لم يفت بعد والعداء الوهمي يجب ان يزول والانتباه لمن حولكم من بغال السياسة وحميرها سيجنبكم ويجنب البلد الانزلاق نحو المجهول. انا اشك ان مدعيي الثقافة واللقافة الذين ضجوا مسامعنا طيلة الفترة الماضية وفخخوا الأجواء بوسائل اعلامهم بالتحريض بين الاصلاحيين والحوثيين وميلهم للحوثيين كان واضحا صاروا اليوم ينتقدون الحوثيين لانهم لم يحاربوا ولم يشفوا غليلهم من الاصلاحيبن لا العكس.. هذه الملاحظة القادمة من اعماق منهج الشك الذي اتبعه -اذ الحقيقة عندي هي الشك- اقول لكم انها مجرد ملاحظة ولا علاقة لها بما سبق اعلاه