لم يكن احد يتوقع أن تذبح العاصمة اليمنية صنعاء على يد الثورة المضادة بهذه الطريقة الوحشية وقبل أيام من تقديم المسلمين اضاحيهم تقربا إلى الله تعالى , كما تقرب ذابحو صنعاء بذبيحتهم تقربا للدول المعادية لثورات الربيع العربي والممولة للثورات المضادة , وعلى رأس هؤلاء الذباحون والثورة المضادة الريس هادي ومليشيا الحوثي الإرهابية والمخلوع صالح محليا , والسعودية والإمارات وإيران اقليميا , وأمريكا دوليا.
وما كان احدا يتوقع أن يقبل أحرار اليمن ومناضلوها والغيورين على يمانيتهم من ابناء الجيش والقوات المسلحة الذين يعتز بهم الشعب اليمني من غير اللواء على محسن الأحمر بأن يذبح شرفهم العسكري واخلاقهم العسكرية على محراب صنعاء بطريقة بشعة متجردة من أي قيم وأخلاق خدمة لنزوات اشخاص فقدوا مصالحهم الشخصية والسياسية , أو جنوحا للحصول على أموال من هنا وهناك تشبع حاجتهم مؤقتا ومقابل عار يلاحقهم إلى الأبد , أو تلبية لرغبة اشخاص يريدون التأسيس لحكم طويل الأمد نقيضا لحكم المخلوع صالح.
إن اليمنيين بمختلف تنوعاتهم ومشاربهم السياسية لم يفيقوا بعد من صدمتهم لما حدث بصنعاء بتلك الطريقة الهمجية البربرية التترية , وهي اقل الأوصاف التي يمكن ان يصف بها الانسان ما حدث , والتي لا يصدقها عقل بشري من نهب وسلب لممتلكات الدولة وعتاد القوات المسلحة , واستباحة حرمة مدينة آمنة بأهلها ونسائها وأطفالها وشيوخها بأمن دولة واجهزتها الأمنية والعسكرية يفترض بها ان تقوم بواجبها الأخلاقي والقانوني في حماية هؤلاء الناس , وفي حماية سيادة البلد والتي تمثل العاصمة رمز هذه السيادة.
أما الهدف من غياب هذه الدولة والسماح لما حدث في صنعاء فلا يخلوا من أن يكون فخا لحزب التجمع اليمني للإصلاح احد احزاب اللقاء المشترك التي كان يفترض بها ان تكون حاملة للمشروع الوطني وهو من الأحزاب الإسلامية المدنية المعتدلة ومحاولة اضعافه وحلفائه التقليدين إن لم يكن القضاء عليه كمقدمة للقضاء على احزاب المشترك , وإلا لماذا لم تصمد العاصمة صنعاء على الاقل نصف ما صمدت عمران؟ وأين جاءت تلك القوات العسكرية والأمنية بكثرتها وعتادها وصواريخها؟ التي كانت تواجه ثوار ثورة 11 فبراير السلميين وكانت تدك مدينة تعز وصنعاء وارحب وجهم بكل تلك الشراسة والقوة.
أمعقول أن تتهاوي بكل تلك السرعة الجنونية! ان لم يكن هناك مؤامرة على ثورة التغيير السلمية وعلى حزب الإصلاح وحلفائه من العسكريين والقبليين تقودها الثورة المضادة المدعومة سعوديا اماراتيا امريكا في دول الربيع العربي , وهو ما تجلى من اعمال تلك المليشيات المسلحة المدعومة من أولوية الحماية الرئاسية – ما كان يسمى بالحرس سابقا – ومن حرس المخلوع صالح الذي يقدر بـ 5000" فرد من اعمال انتقامية ضد رموز ثورة التغيير السلمية بمختلف توجهاتهم , وبتواطؤ من الرئيس هادي نفسه.
اعتقد جازما بأن حز ب الإصلاح كان ذكيا جدا عندما فطن للمؤامرة التي كان يراد منها أن يكون بديلا عن الدولة في الدفاع عن صنعاء ليسحق فيها ويحمل كل التبعات عندما اعلن انسحابه من الميدان , ووجه انصاره بملازمة منازلهم , والسماح لأنصار الله الحوثي بدخول صنعاء , وهو الذي يمتلك قوة شعبية وجماهيرية كبيرة ومقاتلين اشداء ليجنب العاصمة صنعاء احراق محقق كان نيرون يريد أن يفعلها كما جنبها سيول من الدماء لينتصر لليمن ولليمنيين , ويسجل بأحرف من ذهب وطينته العالية وخوفه على اليمن واهلها , كما سجل انتصاره الكبير على جحافل الغزاة والثورة المضادة المستبيحين لصنعاء والمتحالفين معهم.
فمن انتصر بهذه المعركة ليس الغزاة الذين يحتفلون بنصر وهمي , وإنما المغزوون الذين كان يراد ذبحهم على الطريقة "الداحشية "والتضحية بهم قبل عيد الأضحى المبارك وانهاء الاحتفالات بالعيد الـ 52 " لثورة سبتمبر لولم يتعقلوا ويفهموا مخطط الثورة المضادة ولانسحاب من الميدان في الوقت المناسب والصحيح , وهذا ما سيسجله التأريخ كما سيسجل مواقف التنظيم الشعبي الناصري الوطنية بهذه المحنة والمعركة التي تخوضها اليمن ضد قوى الشر والإرهاب والثورة المضادة.