رغم مامرت به اليمن في الآونة الأخيرة من إرهاصات وثورات وحروب مابين شمال الشمال وجنوب الجنوب جعل المواطن اليمني وعلى وجه الخصوص الشباب ينظروا لمفهوم الثورة مفهوم مغاير كون الأحزاب السياسية غيرت المعنى الحقيقي لمفهوم " ثورة " أي ثورة شعب ضد الظلم والإضتهاد والتخلف والعبودية .. أصبح مفهوم الثورة مفهوم منفر للكثيرين في وقتنا الحالي كون هذا المسمى جعل اليمن تدخل في نزاعات مسلحة راح ضحيتها خيرة شباب اليمن . كل هذا إلا أننا كشباب في اليمن نعرف أن ثورة 26 سبتمبر تعتبر منجز تاريخي غير واقع اليمن ونقلها نقلة نوعية من الذل والخنوع تحت وطأة الإستعمار .. جعلت المواطن اليمني يعرف أنه بإمكانة التخلص من المحتل بقوة العقيدة وحب الحرية . 26 سبتمبر هي الثورة الأم التي أنجبت لنا ثورة 14 اكتوبر و30 نوقمبر وجعلتنا نتحرر من الإستعمار البريطاني ووحدة صف اليمنيين من الجنوب إلى الشمال وهذا أكبر منجز تاريخي نعتز به ونفتخر ونحارب لأجلة .. منجز " الوحدة اليمنية " . للأسف الشديد أن هذه المرة وهذا العيد كتب له أن يأتي في ظروف صعبة للغاية ظروف يعاني منها المواطن اليمني اقتصاديا وسياسيا وحتى عسكريا . وفرحة العيد لن يكون لها طعم ونحن نعيش على قارب تتلاطم به الأمواج من كل الإتجاهات .. مآسي تتكرر يوميا بسبب ألأعمال الإرهابية التي تستهدف أبناء القوات المسلحة التي تعتبر هي صمام أمان البلد والحروب الحزبية والمذهبية وغلا الأسعار وأزمة المشتقات النفطية والإنقطاعات المتكررة للكهرباء وأخيراً أتت "" الجرعة "" التي اثقلت على كاهل المواطن اليمني وزادت من همومة التي لا قبل له بها . انعدم الأمان وأصبحت اليمن مهددة بفقر مدقع وحروب أهلية طاحنة ودماء تسفك بشكل يومي كل هذا سيجعل الناس يتناسوا ذكرى ثورة 26 سبتمبر ويستعدوا لما هو قادم وما هو أعظم ثورة من نوع اخر وجديد هي ثورة " الجياع " التي قد تكلمت عنها مرارا وتكرارا . نحن كشباب لا يهمنا ما كان في الماضي بقدر ما يهمنا ماهو آتي نريد حياة كريمة أمنة ومستقرة نريد اليمن أن تستقر ونعيش بسلام نريد أن نحظى بوظائف ونتخلص من معدل البطالة المرتفع ويكفينا ألم ويكفينا صراع ويكفينا تغني بما مضى ونحن نعاني في الحاضر ؟