لا أحد يجادل أن اليمن كادت تنفجر وأن حرباً أهلية طويلة الأمد كان مخططاً لها أسوة بسوريا والعراق وليبيا والصومال قبل ذلك وأطراف الحرب كانت جاهزة بخطابها الإعلامي المتشنج والمحرض " دواعش تكفيريين – روافض مجوس " ولكن بصدق وتفاؤل فاجأ اليمنيون تجار الحروب وصناع الفتن محليين كانوا أو إقليميين أو دوليين وأوقفوا الحرب في بدايتها عندما بدأت في شمال وجنوب العاصمة صنعاء ولم يسمحوا باندلاعها على نطاق واسع سواء في العاصمة أو في بقية المحافظات.
ولا يقل أحد وماذا حدث في دماج وعمران ؟ سأجيب أن ما حدث هناك كان الشرارة الأولى وما أن وصلت إلى العاصمة صنعاء المتنوعة السكان من مختلف مناطق اليمن بكل تنوعهم الثقافي والسياسي والمذهبي وكادت هنا اليمن أن تنفجر استوعب من بيدهم قرار الحرب ويملكون السلاح والمال أن الشرارة الأولى ستتحول إلى بركان سيحرق الجميع فكان قرار إيقاف الحرب والمواجهات يمنياً حكيماً من جميع الأطراف "الإصلاح وحلفائهم وأنصار الله وحلفائهم "
ولم يبق الآن وبشكل عاجل وبدون تسويف إلا تطبيع الأوضاع المنفلتة وهذه أولوية قصوى بعد أن بدأت أعمال التفجيرات الانتحارية بذات النمط القديم الذي تمارسه "القاعدة" منذ عقود وجريمتا " التحرير " بصنعاء و" الغبر " بحضرموت التي أودت بحياة 77 يمنيا وأصيب المئات في هاتين الجريمتين البشعتين اللتين ترسمان ملامح اليمن المشتعل حروباً وتفجيرات وأشلاء!!.
من يتحدث عن عراق ثان وليبيا أخرى وصومال ثان لم يقرأ المشهد في العمق كنا في اليمن سائرين إلى مشاهد تلك الدول وما جرى ويجري فيها ولكن سلم الله وتجلت الحكمة اليمانية فهيا إلى تطبيع الأوضاع أولاً والبداية بالترحم على الشهداء الأبرار الذين سقطوا في التفجيرات الجبانة والتمني للجرحى الشفاء العاجل ومطالبة الأجهزة المختصة بملاحقة الجناة " المخططين والممولين والمساعدين على التنفيذ" وكشفهم للشعب اليمني وكفاية سكوت ومداهنة وإخفاء للمعلومات والحقائق .
وتطبيع الأوضاع يحتاج إلى رجال أصحاب همم عالية ونفوس أبية وشجاعة من قبل قادة الأحزاب والتنظيمات السياسية وكافة مكونات المجتمع اليمني يكون أول قرار لهم إيقاف المناكفات والمكايدات والمماحكات والتحريض والتحريض المضاد بشكل فوري وحاسم والبدء بتنفيذ بنود اتفاق السلم والشراكة الوطنية بدون تأخير وتسويف على طريق استكمال التسوية السياسية للحفاظ على السلم الأهلي وعدم الإنزلاق إلى الحروب والمشاريع الصغيرة .
وتطبيع الأوضاع بالكف عن محاولات عرقلة جهود تشكيل الحكومة تلك العرقلة التي تهدف إلى إبقاء المشهد العام في اليمن مفتوحاً أمام خيارات الفوضى والعنف ولهذا فإن سرعة تشكيل حكومة شراكة وطنية يأتي في سلم أولويات تطبيع الأوضاع قطعاً لدابر الفتنة.
وأخيراً: ليعلم القاصي والداني وأقولها بالصوت العالي والواضح " إن من يخرج من السلطة في اليمن لا يمكن أن يعود إليها مهما عمل أو استعان بالغير أو راوغ وتحايل وتذاكى " وهذه حقيقة يعرفها الجميع في اليمن وخارجه ولهذا فإن تطبيع الأوضاع أولا في صالح البلاد والعباد فاليمن يتسع للجميع.
"الثورة"