كيف يختصرنا الخليجيون؟

2014/10/12 الساعة 02:39 صباحاً

هل تعلمون كيف ينظر لنا الخليجيون ويختصرون هذا الشعب؟

سأقول لكم :كونهم كما تعلمون أولا: يختصرون الأشياء الكبيرة والجوهرية بأشياء ورغبات صغيرة جدا ، من قبيل إختصارهم للحياة في الجنس والسيارات والكماليات.

وبالتالي فإنهم، ووفقا لذلك المفهوم والفكر، يختصرون اليمن طوال أكثر من (50) عاما بالمشائخ والمصطلح المذهبي ( زيود ) .ويختصرونها مؤخرا بـ " الإخوان المسلمين " ( الإصلاح ) وجماعة الحوثي ، ولكن في حالةالأخير من زاوية ضيقة جدا ، وهي الأيديولوجية ،انطلاقا من قناعتهم التي تقول إن الحوثيين أيادي إيران حقّ عليهم العذاب .


ويختصرون اليمن في الزواج السياحي. وفي شجرة القات ، ونسوا البن والفواكه والحبوب والعمران والتاريخ .
ويختصرون اليمن في الإرهاب القاعدي ، وإن كانوا هم من يصدّرونه لنا.

بكل أسف القول : إن أشقاءنا في الجزيرة والخليج ، لم يتعاملوا مع اليمن يوما - ما عدا الكويت في مرحلة معينة - بإحترام وكبلد عمره (9000) عاما
ينسب له الفضل الأكبر بعد الله ، في بناء دولة الإسلام في المدينة والدفاع عنها وفتح مصر والمغرب العربي وبلاد الأندلس والشام وفارس والسند.

والأشقاء في الخليج لم يتعاملوا معنا يوما كشعب ، عزيز وجار شقيق له عمقه التاريخي و الحضاري ،والإنساني ، الذي تؤكده النقوش والكتب والحقائق التاريخية، وتؤكد معه - أيضا - إن شعوب الجزيرة وسلطاتها التي تتأفّف وتقبض على أنفوها كلما سمعت اسم يمن ، أو يمني، تنحدرُ من هذه البقعة الجغرافية وهذا الشعب الأصيل.

للأسف الشديد نقول: إن الخليج وفي مقدمتهم السعودية ظلوا طوال العقود الماضية يتعاملون معنا ، إما كتسوّلين ومتهرّبين بصورة غير شرعية ، أو من خلال كشف العطايا/ العمالة / الراتب الشهري لمجموعة من المشائخ والنافذين ،الذين ، حسب تصنيف ( اللجنة الخاصة ) ، هم المخوّلون بالتحدّث نيابة عن الشعب اليمني ، وهم المخولون ببيع ما يرونه فائضا عن حاجتنا ، سواء كان الأراضي ، أو المواقف ، أو حقوق الجوار ، أو السيادة ، أو الأمن ، أو حتى استخراج الثروات وبناء الدولة ، بدليل إنّه حينما حاول الشهيد الخالد/ إبراهيم الحمدي الخروج من تحت مظلّة الوصاية ، والإعتزاز بيمنيته وعزّ بني يمنه ، ورفع شأنهم بما يستحقّونه، تم التآمر عليه وقتله من قبل أصحاب كشف الراتب ، المخلوين ، طبعا، إما بسجننا الكبير أو الصغير، أوقتلنا بالجملة أو بالتجزئة، أوإذلالنا ، إمّا بالداخل ،أو بالخارج، وهكذا.
والخليجيون يختصرون اليمن - أيضا - في مشاهد البؤس والحرمان وطوابير
الفقراء والعاطلين عن العمل.
ويختصرون اليمن في سوقيّ بيع السلاح في جحانة بمحافظة صنعاء ،والطلح في ضواحي مدينة صعدة الذي لم يعد موجودا تقريبا .

والخليجيون يختصرون اليمن في منتخب كرة القدم ، ومدى السعادة التي قد تغمر هذا البلد الخليجي أوذاك، في حال وضعت القرعة اليمن في مجموعتهم، كون هذا الأمر يعني لهم حاجة واحدة هي: رفع الغلّة التهديفية ، التي قد تكون سببا للتأهل ، بعد تساوي النقاط مع المنافسين ،أو ماشابه .

بكل أسف ، الخليجيون لم ينظروا لنا كبلد شقيق وبلد له حضوره وجذوره التاريخية وحقّه في الحياة والعيش بكرامة ، بلد عرف العمران ونطاحات السحاب، في الوقت الذي كانوا هم يصطادون اللوءلوء من أعماق البحر ، ويسكنون المغارات والأكواخ والخيام المبني من القش وفضلات النياق والأغنام، لا يجدون ما يأكلون أو يلبسون، وهذه حقيقة يجب أن نقولها.

الخليجيون اليوم يتفرّجون على اليمن بمتعة غامرة ، لم يقدموا له المساعدة المادية الحقيقة التي تنتشله من أوضاعه الاقتصادية الصعبة التي هي سبب كل مشاكله، ولم يقدموا لليمن شيئا من آلاف المليارات من الدولارات التي تغرق بها بنوك الغرب والشرق ..
لا نقول هذا الكلام من باب التسوّل، لكن من باب إنه واقع ، هم يعلمون فداحته قبل غيرهم ..
لكن ومهما يكن الأمر،فالذي يجب أن يفهموه هو: إن اليمن إذا أنهارت فيها الدولة تماما، فلن تجديهم الأسلاك الشائكة ولا حتى الجدران العازلة ، اليمنيون يعرفون تماما كيف يخترقون الحواجز وكيف يعبرون عن مكنوناتهم، ووجودهم وأوضاعهم ومظلوميتهم..
عذرا أضيف :
نطرح هذا الكلام من باب حُسن النية ، وبدون فتح أي ملفّ من ملفات الفتن التي أشعلتها وتشعلها الدول الخليجية في بلادنا ، أما في حالة فتح ملفات المذهبية التي سوّقت وتسوّق لها وملفات العصابات التي تتبناها وووالخ ، فلن نكتفي بتناولة كهذه ولن تتوقف نظرة اليمنيين الطيبة لمحيطهم في الجزيرة والخليج ، عند العتب ، فحسب ..