تعريف الإرهاب مسألة معقدة نظراً لصعوبة توحيد الآراء حول مفهوم واحد له ورغم الصعوبات التي تعترض تعريف الإرهاب فقد جرت عدة محاولات وهي معظمها غربية المصدر, وقد ركزت جل اهتمامها على ناحية واحدة تتصل بالعنف السياسي سواء أقام به أفراد أو مجموعات منظمة أو غير منظمة, ولم تعالج إرهاب الدولة إلا من ناحية إلصاقة بالدول التحررية, ولم تتطرق إلى الإرهاب الذي تقوم به الدول الغربية بحق الدول الضعيفة, وقبل تناول المحاولات التي وضعت لتعريف الإرهاب, سنعرضه لغة واصطلاحاً.
أولاً:- الإرهاب لغة:-
إرهاب مشتقه من كلمة رهب بمعنى خاف, ورهب الشي أخافه, وارهب القوم خوفهم.(1)
ثانياً:-الاصطلاح:-
في الاصطلاح فإن هذه الكلمة تعود بأصلها إلى الكلمة اللاتينيةTERROR وتصف الرهبة, ومنها اشتقت اللغتان الإنجليزية والفرنسية كلمة إرهابTerrorism لكن ظهور الإرهاب كتغيير وممارسة لم يكن سوى أكثر من قرنين من الزمن حيث تبلور كواقع في عام 1793ف في عهد الرهبة في فرنسا, فخلال الثورة الفرنسية مارس"روبسبير" وزمرة منه العنف السياسي على أوسع نطاق, فقد تمكنت تلك المجموعة من قطع رأس 40ألف بواسطة المفضلة.
وظهر أول تعريف للإرهاب في معجم الأكاديمية الفرنسية سنة 1798ف أي بعد الثورة الفرنسية 1989ف بست سنوات على انفجار الثورة الفرنسية, وقد عرف الإرهاب بأنه"نطاق الرعب" أي القوة التي تهاجم مباشرة الآخرين بقصد السيطرة عليهم واحتوائهم بواسطة الموت أو التدمير.(2)
ثالثاً:-القاموس السياسي:-
نجد تعريف مبدئي للإرهاب بأنه استخدام منظم لإجراءات استثنائية والعنف للوصول إلى هدف سياسي: الوصول للسلطة, البقاء فيها.(1)
رابعاً:-بعض المحاولات التي وضعت لتعريف الإرهاب ومنها:-
حيث يعرفه تورنتون بقوله"الإرهاب استخدام الرعب كعمل رمزي الغاية منه التأثير على السلوك السياسي بواسطة وسائل غير اعتيادية ينتج عنها استخدام أو التهديد أو العنف"(2)
وفيكولوس يرى إن الإرهاب هو استخدام التهديد باستخدام القوى الناجم عن العنف غير الاعتيادي لمآرب سياسي يقصد منه التأثير على مواقف وسلوك مجموعة استهدفها العمل أكثر من استهداف الضحية مباشرة.(3)
وبعض المفكرين ركز على الناحية الإيديولوجية أو الاستراتيجية لتعريف الإرهاب فيعرفه تورك بقوله"الإرهاب هو إيديولوجية أو الاستراتيجية تبرر الإرهاب الفتاك أو غير الفتاك بقصد ردع المعارضة السياسية بزيادة الخوف لديها عن طريق ضرب أهداف عشوائية.(4)
ومن خلال استعراض بعض التعريفات السابقة نجد إن بعضها ركزت على الوسائل المستخدمة لتعريف الإرهاب, وبعضها الآخر على حالة الخوف والذعر اللذين يصيبان المجتمع في جراء العملية الإرهابية, وبعضها الآخر على العنف.
الاستناد فقط إلى الوسائل المستعملة في الإرهاب أو الحالة النفسية التي تسود مجموعة من الناس من جراء العمل الإرهابي, وكذلك التركيز وحده على العنف لوصف العمل الإرهابي هي طرق خاطئة وناقصة للقول بذلك يجب الأخذ بالحسبان مصدر العنف والجهة التي يعالجها, أضف إلى ذلك عدداً من الجرائم العادية قام بها ناس عاديون أو مهمون أثارت ذعراً وقلقاً شديد في نفوس الناس ولم تعد إرهاباً.
لذا فإن التعريفات المذكورة تبدو ولا تعطي الإرهاب حقه إذ حصرته بالإرهاب السياسي الذي يقوم به فرد أو مجموعة أفراد ضد دولة أخرى أو ممثليها ولم تتناول الإرهاب الرسمي الذي يقوم به الدول خصوصاً الغربية ضد الشعوب المستضعفة, لكن من الطبيعي إن لا يتناول مفكر والغرب الإرهاب الرسمي لان في ذلك إدانة صريحة لدويهم التي تمارس الإرهاب بشتى أنواعه أو بأبشع صورة.
وقد أثارت الدول الغربية ضجة حول "الإرهاب" وخصوصاً النضال الفلسطيني, ووجهت أصابع الاتهام نحو العديد من الدول المناهضة لسياستها الاستعمارية مثل ليبيا-سوريا-السودان وغيرها.
ومن هذا المنطق جاءت التعريفات الغربية لتعكس حقيقة شعورهم المعادي للعرب خاصة والإسلام عامة, وهي تضع النضال العربي في إطار الإرهاب, ولا تعترف بالواقع الموضوعي الذي يراعي فروقاً جوهرية بين الإرهاب, ونضال الشعوب في سبيل الحرية والاستقلال بين الإرهاب الرسمي الذي يستهدف شعباً أبعد عن وطنه, وشعباً أحتل جزاء من وطنه, وبين مقاومة هذا الاحتلال.
ومما تقدم يستحيل الوصول إلى تعريف للإرهاب مجتمع عليه, وذلك لان المسألة ترتبط بوجهات نظر سياسية إيديولوجية ومصلحيه وحقوقية, وهذه الصعوبة تتلخص بالقول"المناضل هو إرهابي بنظر البعض ومقاتل من أجل الحرية لدى البعض الأخر".(1)
أحدهما تحسب العمل الإرهابي عملاً خاطئاً, بينما تحسبه الثانية حقاً مشروعاً فشرعية العمل الإرهابي أو عدم شرعيته وضعت المفكرين والباحثين أمام معضلة تقديم تعريف محايد للإرهاب فالشرعية هي نتاج اجتماعي تحتاج إليه الحكومات كما تحتاج إليه المنظمات التحررية.
فالشرعية قد تكون داخلية عندما يكون العمل الإرهابي محصوراً بالمجتمع وحده وتكون دولية عندما يوصف الإرهاب بالدولي.
وعلى العموم فالإرهاب كما يعرفه د.رجب بودبوس بأنه فأنه هو إرهاب توقع دائم للعنف يستخدم العنف ليخلق مناخاً إرهابياً ينعدم فيه الآمن والأمان سعياً لتحقيق أهداف سياسية, والإرهاب كما العنف الذي يستخدمه-سياسياً- يمكن أن يكون نتاج أزمة شرعية في الدولة كما يمكن أن يكون أزمة شرعية دولية.(1)
خامساً:- الإرهاب والعنف الثوري
إن مفهوم الإرهاب مع حلول القرن العشرين كان قد تغير من سلطة الإرهاب إلى نظام إرهاب.
أي من وسيلة تعتمد عليها السلطة لتدعيم قواعدها كما هو الحال عند قيام الولايات المتحدة الأمريكية, أو وسيلة لتحقيق أهداف قد تكون نبيلة كما هو الحال في حركات التحرر الوطنية, أو كوسيلة وهدف في نفس الوقت كما هو الحال في العصابات الإجرامية والمافيا هذا التغير حمل في طياته وجهات نظر متباينة أشد التباين ما بين الدول الغربية ودول العالم الثالث فمنذ أوائل الستينات دخلت هذه الكلمة المعجم اليومي لوسائل الإعلام الغربي هادفة بذلك إلى تحقيق هدفين أولهما إلحاق صفة الإرهاب بكل الحركات الثورية والتحررية في العالم المناهضة بقوة السلاح كل أنواع السيطرة والظلم وثانيها إظهار الغرب بمظهر حامي الديمقراطية في العالم.(2)
لذلك فاستخدام هذا المفهوم يختلف بين كاتب وآخر وبين جهة سياسية وأخرى, وكل طرف يحاول التأثير على الرأي العام وجره إلى تبديل راية وأخذ موقف يتناسب مع مصالحه وهي غالباً ما تكون مصالح سياسية.
ولكن ليس كل أعمال العنف تحمل طابعاً سياسياً أو ذات مرتكز ومبادئ وإيديولوجيات فقد تكون مجرد حوادث دموية يرجى بها تحقيق أهداف فردية غالبً ما يكون الحافز ورائها هو المال, فالعنف الغير سياسي أي الإرهاب الذي يرتبط بالإجرام هو مرادف للغريزة الحيوانية التي تدفع الإنسان إلى ارتكاب أي عمل مهما كان شنيعاً, حيث نطلق على هذا الإنسان صفة المجرم وتطارده العدالة تحت هذه التهمة وهو بهذا يختلف عن الإرهاب السياسي التي تمارسه منظمات وهيئات سياسية تؤمن بقضايا وإيديولوجيات تسعى لتحقيقها مستخدمة في ذلك العنف كوسيلة فالهدف الذي يدفع المجرم إلى استخدام العنف والإرهاب تختلف جذرياً عن الهدف الذي ينطلق منه صاحب القضية الذي يجد نفسه مضطر للجوء إلى العنف لتحقيق هدف يفيد شعباً بأسرة" وهذا ما يؤكده تقرير اللجنة الخاصة حول الإرهاب الدولي بأن نشوء الإرهاب السياسي يعود إلى أعمال القمع التي تمارسها الأنظمة الاستعمارية العنصرية ضد الشعوب التي تناضل من أجل تحررها وحقوقها المشروعة في تقرير مصيرها واستقلالها وفي حرياتها الأساسية الأخرى.(1)
وبالرغم من تطور العالم وانتشار المعرفة والعلم واستخدام أرقى وسائل الاتصال في شتى بقاع العالم.
وتقدم الفكر البشري إلى مستويات أعلى إلا إن قضية الإرهاب لا تزال تشكل محوراً هاماً للنقاش البحث ورغم خضوعها إلى كم هائل من الدراسات والندوات بهدف إيجاد تعريف دولي موحد لمصطلح الإرهاب إلا إن هذه المحاولات الجماعية كانت دائماً تمنى بالفشل بسبب محاولات كل طرف التأكيد على مفهومه الخاص للإرهاب الذي يوافق مصلحته الذاتية ويخدم أهدافه ومن هنا تلجأ تلك الأطراف إلى إصدار تعريفات فردية تعبر عن وجهة نظرها ولكنها لا تكفي لتحديد معنى الإرهاب "فالتعريفات الحديثة للإرهاب تفتقر إلى الدقة والوضوح وهي غير مكتملة بشكل عام ومعظمها يفسر العبارة بصورة مادية مجردة انطلاقاً من وجهة نظر حكومية أو رسمية سرعان ما يتبناها الأكاديميون والمفكرون الكلاسيكيون والقائمون على المؤسسات وغالباً ما تجاهلت التعريفات المعتمدة حتى في ميدان القانون الدولي للفروق الجوهرية ببعدها السياسي والإيديولوجي الذي تميز بشكل واضح الإرهاب كأداة تستخدم في ظروف معينة للوصول إلى غاية معينة عن العنف الثوري كإستراتيجية ترمي إلى تحقيق أهداف التحرير الوطني والتغيير الداخلي لصالح الشعب.(2)
فهي تفاعل ذلك عن قصد وتدبير وبناء على خطة من أجل مساواة عنف الشعوب المناضلة من أجل انعتاقها وحريتها بعمليات أخرى تصنف وفق كل المقاييس بأنها أعمال إرهابية يستخدم فيها العنف بشكل أهوج مثل أعمال المجرمين كالقتل بهدف السرقة أو الابتزاز أو النهب.(1)
وهذا التجاهل لم يأت مصادفة بل كان معتمداً أو مدروساً وينطوي على نوايا سيئة تجاه حركات التحرر والمنظمات الثورية التي تقف سداً منيعاً ضد أهدافها وتوجهاتها الاستعمارية, لذا فهي تنعت الثورية بالإرهابية, وتطلق على أعمال العنف التي تقوم بها تلك المنظمات لقب الإرهاب وتسعى لدمج مفهوم الإرهاب الفردي بالعنف الثوري ليخرج الرأي العام بانطباع إن العنف الثوري هو الإرهاب الإجرامي لمجرد أنه يلجأ إلى أسلوب العنف والضغط ويؤدي في بعض الأحيان إلى سفك الدماء في حين إن الفرق كبير بين المفهومين.
فعلى سبيل المثال تقوم الولايات المتحدة الأمريكية بالتنديد بالعمليات الفدائية التي تنفذها المنظمات الفلسطينية لاحتلال الأسرئيلي وتصفها بالوحشية والإرهاب, وتقوم بدعم العدو الإسرائيلي بآخر ما توصلت إليه تقنية للكشف عن المتفجرات والأسلحة بالإضافة إلى الخبراء المتخصصين بحجة مكافحة الإرهاب في حين تتقاضى عن أعمال القتل والتشريد التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني كل يوم, وتحذو الولايات المتحدة الأمريكية الدول الغربية الأخرى وخير مثال على ذلك تلك الاتفاقية التي أقرتها لجنة وزراء أوروبا عام1976ف حول تعريف الإرهاب, دون الإشارة إلى حركات التحرر الوطني وحق الشعوب في تقرير مصيرها حيث نصت المادة الثانية من تلك الاتفاقية على "إن لكل دولة طرف في الاتفاقية إن تحد من طرف الجرائم الإرهابية وتشمل:-
كل عنف خطير ضد الحياة أو السلامة الجسدية أو حرية الأشخاص.
"موجه ضد الأموال إذا كان يستتبع وجود خطر عام".(2)
وهي بهذا تجرم جميع أعمال العنف دون التمعن في الدوافع التي أدت إليها وانتماءات الأفراد الذين قاموا بتلك الأعمال والهدف الذي يسعون لتحقيقه من ورائها" حيث تعرف الدراسات البرجوازية المعاصرة الإرهاب بأنه إنتاج عنف تعصبي يرتكب بصفة عامة من أجل تحقيق بعض المطالب الإنسانية التي يضحي من اجلها مرتكبوا تلك الأعمال بكل المعتقدات الإنسانية والأخلاقية وأنه سلاح ردي غالباً ما يحظى هدفه".(1)
وهذه النظرة بدت جلية في"مؤتمر كوبنهاغي بالدمارك الذي عرف العمليات الإرهابية ضمن المادة الأولى من مقرراته بأنه أعمال العنف الهادفة إلى تحقيق أو تجسيد أفكار سياسية أو اجتماعية".(2)
متناسين بذلك إن الثورة هي أساس كل تغيير جذري لأي نظام اجتماعي أو سياسي وأن العنف هو أحد أدوات الثورة الفعالة والمؤثرة, "فالتحولات التاريخية العامة التي حصلت في العالم سواء أتت على الصعيد القومي أو الديني أو الاقتصادي لم تكن لتتم بسهولة لولا العنف الثوري أي لكي يحصل تحول حقيقي في التاريخ ولكي يحصل انعطاف كبير في مجرى الحياة اليومية ينبغي أن يتم التحول بأدوات استثنائية ولا بد إن يكون الثمن باهظاً".(3)
هذا الكلام يجرنا إلى ملاحظة مفادها إن الدول الغربية وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية تقوم بشكل معتمد ومن خلال تصريحات مسؤوليتها وأجهزتها الإعلامية بالخلط بين مفهوم الإرهاب الإجرامي ومفهوم حركات التحرر الشعبية لغرض تشويه كفاح الشعوب الراغبة في الحرية بمختلف أساليب الآمر والعدوان ونعتها بالإرهابية.
"حيث إن مع مطلع عهد كل إدارة أمريكية جديدة يتم رفع شعار مكافحة الإرهاب الدولي واختياره بدقة متناهية بحيث يبدو خال من أي خلاف حول مضمونه, ترافقه حملة إعلامية كثيفة, وتقدمه تصريحات مدروسة مسبقاً لهذا المسئول أو ذاك كما في عهد(جيمي كارتر, ريغان, جورج دبليوبوش..) وتحت مظلة القضاء على الإرهاب الدولي يبيح للغرب تدخله في السياسات الداخلية لبلدان العالم, وأي غطاء أفضل من الحديث عن الإرهاب الدولي الذي يعني حسب القاموس السياسي للغرب نسب كل عمل ثوري في أي منطقة في العالم إلى مصدر خارجي قد يكون هذه الدولة أو تلك مما يعطيهم الحق في التدخل المباشر تحت هذه الذريعة وخير مثال على ذلك(التدخل الأمريكي في فيتنام بدعوى مواجهة التهديد الشيوعي, ودعم الأنظمة العنصرية, الحصار الاقتصادي, ليبيا, العراق ومحاولات الاغتيال التي تعرض لها بعض القادة والزعماء مثل معمر القذافي, فيدل كاسرو وغيرهما".(1)
بالانتقال إلى الجهة المقابلة أي الجهة التي تؤيد العنف الثوري وتنادي به كأداة لتحقيق أهداف وطنية تحررية نجد تفريقاً واضحاً ويستند إلى الشرعية الدولية وعلى مبادئ الأمم المتحدة في حق تقرير المصير بين الإرهاب الإجرامي الفردي وبين العنف الثوري كأداة للتغيير وضرورة دراسة الأسباب والدوافع الكامنة وراء أعمال العنف التي يشهدها العالم كل يوم.
"حيث اقترحت الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها العادية رقم2037المنعقدة في 23الفاتح 1972ف أنه للقضاء على الإرهاب لابد من دراسة الأسباب الكامنة وراء هذا النوع من الإرهاب وأعمال العنف التي تكون نتيجة للشعور الذي تمارسه الجماهير هو بحده العنف النابع من الوعي.
والمنظم من قبل القيادات وهو يحده الذي يمكن إن تفهم حقائقه الاجتماعية وهو المفتاح الذي يجعل العنف على مستوى الأفراد, قوة دافعة ويحرر المواطنين من عقدهم وبأسهم ويجعلهم غير متخوفين ويمنحهم احترام النفس".(2)
وفي ولجذور الإرهاب المح (ليكانوف)إلى إن "ما يسمى بالإرهاب ليس طريقة الكادحين في النضال وإن الإرهاب الحقيقي هو إرهاب الفرد سواء بسبب طبعة أو كنتيجة ظروف خارجة عن إرادية".(3)
هذا المنطق تبناه الرئيس الأسبق لفرنسا"جورج بومبيدو" في مؤتمر صحفي عقده في باريس بتاريخ 21/الفاتح 1972ف قال فيه"أننا ندين الإرهاب بمقدار ما يصيب أرواح بريئة دون تمييز, ولكن علينا ألا نفرط في الأوهام, إذ أنه لا يمكن القضاء على الإرهاب الفلسطيني إذا لم يكن لدينا حل للقضية الفلسطينية أنه يستحيل القضاء على ظاهرة من هذا النوع إذا لم نبادر إلى معالجة السبب الجوهري لهذه الظاهرة.(1)
وكما أكد قائد الثورة معمر القذافي على أنه "يجب أن يكون هناك حد فاصل بين الكفاح والإرهاب إن الشعب الفلسطيني ولكن المسئول هو من استعمر فلسطين.(2)
إذا فالطريق واضح إلى تعريف محدد للإرهاب وبشهادة الأمم والمتحدة وتأييدها وهو معرفة السبب وعلاجه بدل من مواجهته والتصدي له مباشرة ولكن نعود ونقول إن تباين وجهات النظر والآراء حول هذا الموضوع سيقف دون شك حائلا دون الوصول إلى هذا الهدف فمن منادين بالجود إلى الإرهاب المضاد والأقوى إلى منادين بمسح آثار الظلم والاضطهاد التي تستند بالمجتمعات المغلوبة على أمرها ويبقى الإرهابي ثائراً في نظر البعض ومجرماً في عيون البعض الأخر وستبقى محاولات معالجة الإرهاب متعثرة حتى يرسو المجتمع الدولي على قواعد السلم والعدالة والأنصاف بين مختلف الأمم والشعوب وهو أمراً لا يبدو للأسف ممكن التحقيق والعالم بوضعه الراهن, لذا فإنه من الضروري في عصرنا الراهن أن يتخطى الباحثون الدوائر النمطية التي وضعتها المؤسسات الرسمية للدول الكبرى للحديث عن الإرهاب بعيداً عن جميع المؤثرات الفكرية التقليدية التي تغذيها تلك المؤسسات وتعمل على زرعها في أذهان الرأي العام من أجل ضبط وتصحيح جميع المفاهيم الخاطئة التي تكونت حول الإرهاب.
(1) – الطاهر أحمد الزاوي, مختار القاموس, الدار العربية للكتاب, 1983ف, ص263.
(2) –د.محمد السماك, الإرهاب والعنف السياسي, الشركة العالمية, بيروت, (د.ت)ص9.
(1) –د.رجب بودبوس, القاموس السياسي, الدار الجماهيرية للنشر والتوزيع والاعلان, الطبعة الأولى, الكانون 1425م, ص57.
(2) اسماعيل الغزال, الإرهاب والقانون الدولي, المؤسسات الجامعية للدراسات والنشر والتوزيع, بيروت, 1990ف, ص11.
(3) –المرجع نفسه, ص13.
(4) –المرجع نفسه, ص13.
(1) –د.أسماعيل الغزال, الإرهاب والقانون الدولي, مرجع سابق ذكره, ص10.
(1) – د.رجب بودبوس, القاموس السياسي, مرجع سابق ذكره, ص59.
(2) –اسامرين عامر, العنف والإرهاب, المركز العالمي لدراسات وابحاث الكتاب الأخضر, الطبعة الأولى, 11الصيف 1984ف, ص11.
(1) –د.محمد السماك, الإرهاب والعنف السياسي, مرجع سابق, ص111.
(2) –مالك أبو زيد, الإرهاب الدولي بين الواقع والتشويه, المركز العربي للنشر والتوزيع والدراسات, باريس, الطبعة الأولى, النوار 1992ف, ص11.
(1) –نصر المبروك, العنف ضرورته, المنشأة العامة للنشر والتوزيع والإعلان, طرابلس-الجماهيرية, الطبعة الأولى, 1986ف, ص206.
(2) –مجموعة من الخبراء الباحثين, قضية لوكربي ومستقبل النظام الدولي الجديد, سلسة الدراسات الاستراتيجية3, مركز دراسات الإعلام الإسلامي, (د.ت), ص310.
(1) –بليشنكو وزادفوف, ترجمة المبروك محمد الصويعي, الإرهاب والقانون الدولي, الدار الجماهيرية للنشر والتوزيع والإعلان, مصراتة, الطبعة الأولى, 1994ف, ص27.
(2) –مالك أبو زيد, الإرهاب الدولي بين الواقع والتشويه, مرجع سابق, ص11.
(3) –الإرهاب والإرهاب السياسي, من مكتبة القذافي السياسية, المركز العالمي لدراسات وابحاث الكتاب الأخضر, (د.ت), ص29.
(1) –محمد المصري, الإرهاب الامبريالي, المنشأة العامة للنشر والتوزيع والإعلان, طرابلس-الجماهيرية, الطبعة الأولى, 1982ف, ص33.
(2) –سالم بن عامر, العنف والإرهاب, مرجع سابق, ص18.
(3) –بليشنكاوفدادنوفف, ترجمة المبروك محمد الصويعي, الإرهاب والقانون الدولي, مرجع سابق, ص190.
(1) – د.محمد السماك, الإرهاب والعنف السياسي, مرجع سابق, ص113.
(2) –السجل القومي, المجلد التاسع عشر, من 87-88ف, المركز العالمي للدراسات وابحاث الكتاب الأخضر, ص855.
كاتب وصحفي من اليمن وباحث في شؤون الارهاب الشارقة