من يتذكر ايام الحراك الاولى سيعرف كيف انطلق الحراك وكيف كانت ردات فعل السلطة تجاهة فلاتزال الاعمدة الخرسانية لجمعية ابناء ردفان شاهدةً على تلك المرحلة
ولا تزال اوراق التحذير والانذار من قبل الاجهزة الامنية التي تنذر بالويل والثبور لاعضاء جمعية المتقاعدين ولايزال رنين تلك الاتصالات التي تهدد وتتوعد بالانتقام من تلك الشرذمة الضالة
حسب وضف تلك الجهات رغم ان انطلاقة الحراك الاولى لم تكن تطالب الا بعودة الجزء اليسير من المسلوب والمساوة في الاجور اسوةً باخوانهم في القوات المسلحة والامن في المحافظات الشمالية
كذلك اعلان مبدء التصالح والتسامح بين ابناء الجنوب كل ذلك كان يعتبر خطوط حمراء بالاضافة الى تحريم الكلام والحديث والكتابة والنشر ويتذكر اخواني واصدقائي رفاق الدرب منذ الانطلاقة
الاولى والعديد من الكتاب واصحاب الاقلام الجنوبية الحره وقد كنت اقل منهم شجاعة فقد كنت استتر خلف اسماء وهمية انا والعديد من الاعلاميين الجنوبيين الاخرين بعد مارئينا ماحل بهم
من نكبات حتى ان البعض منهم كان يتم مقايضتهم بعناصر مطلوبة امنياً لدول الجوار يتم تسليمهم و كيف كان يؤتى بهم بواسطة طائرات خاصة وبحراسات مشددة
من بلد المهجر الى سجون صنعاء وكانه لايوجد اخطر منهم على الامن والسكينه العامة ونتذكر جميعاً اننا كنا لانستطيع فتح المواقع الجنوبية الا عبر نظام البروكسي لازلت احتفظ بالبرنامج الى الان رغم
مرور ثلاث سنوات على عدم استخدامة ويتذكر البعض كيف كان ينصحنا بالانتباه خوفاً من التصوير او القرب من الكيمرات حتى لايتم التعرف علينا
وملاحقتنا واعتقالنا وتتذكر زميلة لي كيف كنا نهرب الاعلام والشعارات الجنوبية كانت ايام لايمكن لنا ان ننساها وكيف كانت تخرج القوات الامنية بااعداد يفوق عددها عدد المتظاهرين عشرات المرات
ليتم اعتقال المتظاهرين فمن يلبس سروال ويحمل المشدة يتم اعتقالة ومن يمسك بصحيفة الايام يتم اعتقالة لايتم التمييز بين هذا وذاك حتى وان اخطاء احد من ابناء الشمال وكانت له نفس المواصفات يتم
اعتقالة حتى ان البعض منهم يصيح بااعلى صوته منادياً ياجماعة انا دحباشي ولكن دون جدوى كل تلك الاحداث كانت في عهد النظام السابق الذي رفع شعار الوحدة او الموت
كلما اتذكر تلك الايام ابتسم عندما اتذكرها وكم اشعر بالفخر وتنتابني لحظات حزن لما وصلنا اليه الان فبعد تولي الرئيس عبدربة منصور هادي تغيرت الاوضاع واتيحت لنا فرصه كبيرة للتعبير عن الراي
وعرض قضيتنا بالشكل الافضل فقد اصبح ماكان محرم ومجرم اصبح متاحاً ومسموحاً به دون قيود فهل استطعنا ان نستفيد من ذلك هنا اسال فااصبح لنا قناة فضائية واصبح لنا عشرات الا لم اقل مئات
المواقع والصحف الجنوبية التي ترفع شعار التحرير والاستقلال واصبحنا نمتلك عشرات الالاف من الصفحات على شبكات التواصل الاجتماعي والتي اصبح اصحابها لايخفون انفسهم الا فيما ندر
ناهيك عن التصوير والصور التي اصبح بعض نشطاء الحراك يتباهون بها حتى اطلق البعض عليهم شعار صورني واصورك كما انه تم تسهيل عقد المؤتمرات وانشاء المكونات في الداخل والخارج
ونظمت الرحلات المكوكية بين عواصم البلدان العربية والاجنبية وظهرت قيادات كانت بالامس لا تجرئ على الظهور وهناك انا لا اهاجم ولا اتمدح بالرئيس هادي ولكني اورد حقائق لايمكن اغفالها
فقد منحت لنا الفرص المتعددة وصولاً الى ادراج القضية الجنوبية في الالية المزمنة للمبادرة الخليجية وتحولت من قضية مطلبية وحقوقية الى قضية سياسية باامتياز ودخلت الى اروقة مجلس الامن الدولي
لتقفز بعدها قفزة نوعية اخرى الا وهي دخولها الى مؤتمر الحوار واعتبارها القضية الاولى في اليمن كل تلك النجاحات وتلك الفرص التي لاتعد ولا تحصى فهل استطعنا الاستفادة منها وتسخير تلك
الفرص لصالح قضيتنا ام اننا تهاونا فيها ولم نستطع الاستفادة اترك لكم الاجابة لهذا السؤال فهذه الاجابة علينا جميعاً الاشتراك فيها