أولا أنا ضد أي اقتتال وقتل ولا يجب ان نشجع علي قتل اليمنيين ، وما اسطره لا يعبر عن موقف مؤيد لهذا الطرف او ذاك ، الدم اليمني محرم مهما كانت المبررات ..
المشكلة ان جماعة الحوثي لم تستوعب الاستعداد لمواجهتها بعد تسليم صنعاء لها وسيطرتها عليها وعلي الحديدة وذمار اضافة الي سيطرتهم علي عمران وصعده بقوة السلاح ، من اشار علي جماعة الحوثي بالتوجه الي محافظة اب والبيضاء كان يعني معني الاشارة ، قرار الذهاب الي البيضاء هو بمثابة تنسيم " للجماعة " بعد انتفاشتها كما قال محمد قحطان .
لا يمكن لجماعة الحوثي انكار دور علي عبدالله صالح في انتفاشة الجماعة وانتفاخها في ثمان محافظات ، وبالطبع لا يمكن لعلي صالح انكار بصمات دعمه وخدماته للجماعة ، علي صالح نجح بتحويل جماعة الحوثي الي فاعل مستعار ، و كل الاهداف التي نفذتها الجماعة بحق من تطلق عليهم "التكفيريين " هم خصوم علي صالح وقادة ثورة 2011 م سواء كانوا سياسيين او عسكريين او قبليين ، واغلب من طالهم القتل والتفجير والتهجير والتشريد ينتمون للاصلاح او من انصاره ..
العمل الذي يقوم به الحوثي تحديدا ضد خصوم علي صالح له جانب اخر من مهمة اقليمية ودولية ، المناقصة رست علي الرئيس السابق علي صالح بإعتباره المقاول الاصلي ، وجماعة الحوثي هي عبارة عن مقاول من الباطن .
الي الان كل الاهداف التي قامت بها جماعة الحوثي في المحافظات التي استلمتها من المشرف العام " هادي " كلها اهداف ضد الاصلاح وحلفائه ، ولم تسجل اي حالة من خارج الاصلاح وحلفائه ، وتحديدا خصوم علي صالح عام 2011 م .
بعد سيطرة جماعة الحوثي علي اغلب المحافظات الشمالية ، وبروز دور علي صالح كلاعب اساسي في تسهيل مهمة الجماعة ، وتصاعد الغضب الخليجي ضده وخاصة السعودية ، بالاضافة الي الغضب الشعبي والداخلي بحزب المؤتمر اصبح من الضروري عمل اجراءات تخفض من نشوة وانتفاخ جماعة الحوثي ، خاصة بعد خروج قيادات حوثية تنكر دور علي صالح في دعم الجماعة ، بل تطورت اللهجة الي اكثر من الانكار ووصلت الي حد التهديد والوعيد والتحذير وكلها تدور حول وضع حد لحياته ونهايته .
من يعرف اسلوب صالح في التعامل مع خصومة يجزم ان جماعة الحوثي ستلقى ضربة "التنسيم " عن طريق صالح ، وفي الاغلب لن تكون ضربة مباشرة من صالح ، وانما بنفس الطريقة التي انتقم من خصومه بواسطة جماعة الحوثي التي استخدمها لذلك الغرض .
انا اعتبر قرار جماعة الحوثي بالتوجه الي المناطق الوسطي هو مخطط لاستدراج الجماعة الي مناطق ترفض الحوثي كليا مذهبيا وسياسيا واجتماعيا ، وهذه المناطق اشبه بطينة مغمورة بالمياه وكل من اقترب منها فلا ينجوا من " التغريز " .
رداع، البيضاء هي من ستقوم بعمل (مكوى الحلقة) لجماعة الحوثي ومكوي الحلقة علاج شعبي قديم لمن يصابون بمرض الهلوسة او الجنان ، والذهاب الي رداع التي تعتبر بيئة حاضنة لانصار الشريعة بالمفهوم الاعلامي وانصار السنة بالمفهوم الواقعي ، لانه لايمكن الجزم بأن كل ابناء رداع والبيضاء هم من انصار الشريعة لكنهم من انصار السنة .
عنجهية الحوثي وغلوه بالبطش واستفزاز الناس ، هو دعم كبير يقدم لانصار الشريعة علي طبق من ذهب ، ومثلما كان دور علي صالح وحزب المؤتمر يوفر الغطاء الشعبي والسياسي للقبول بجماعة الحوثي وابعاد صفة التمرد والارهاب عنها سيكون مثل ذلك وبمستوى شعبي واسع بالنسبة لانصار الشريعة ، مقاومة الحوثي بقوة من قبل انصار الشريعة سيعزز مكانة التيار شعبيا واجتماعيا وسيكسر الحواجز التي شيدها الاعلام ، اضافة الي انتشاره جغرافيا في مناطق كانت بالنسبة للتنظيم مستحيلة او مستبعده .
المناطق السنية ضمن المحافظات المصنفة بأنها زيدية ستكون هي السباقة باستدعاء انصار الشريعة ومن هذه المناطق ( مديريات عتمة ووصابين في محافظة ذمار ، اضافة الي محافظة ريمة بكاملها ) وهذه المناطق تعتبر كتلة سكانية وجغرافية واحدة ، وسيضاق الي هذه المناطق المواطنين الغاضبين من الحوثي والمنتمين للمذهب السني وهم اغلبية داخل المحافظات التي سيطر عليها الحوثي .
رداع البيضاء اب وبعض مناطق ذمار اتوقع ان تتحول الي مثلث رعب امام جماعة الحوثي وان " تنسيم " جماعة الحوثي سيكون داخل هذا المثلث ، ووفقا للقراءة الاولية لرد الفعل المقاوم لجماعة الحوثي يؤشر علي توجيه ضربة قوية لها كمقدمة لاستئصالها واضعافها في المركز .
الصعود السريع ينتهي بالهبوط السريع ، هذا في المنطق العام ، اما حين يكون صعود جماعة شيعية الي مناطق سنية فلن يكون هناك هبوط ، ربما تكون النهاية هي احد النتائج المتوقعة في حال واصلت الجماعة السير نحو المحافظات السنية .
كان امام جماعة الحوثي فرصة ذهبية للسيطرة علي محافظات الجمهورية كاملة السنية والشيعية ، لو انها اعتمدت علي وسائل حضارية تجذب الناس لها طواعية والاستفادة من امكانياتها المالية والتكتيكية ، والتوجه بخدمة الناس من خلال ايجاد فرص جديدة للكسب ، المبالغ التي انفقتها الجماعة علي الحروب الاخيرة كانت كافية لتحويل المجتمع اقتصاديا وكانت مافية لانشاء مؤسسات تعليمية وخدمية انتاجية .
كانت هذه فرصة ، الجماعة اسقطت الثقة الشعبية العامة بها حين تعمدت علي اسقاط مؤسسات تعليمية وخيرية واجتماعية ، واضافت للناس اعباء جديدة تحت مسميات مكذوبة ولا علاقة لها بالواقع .
انسحاب علي صالح ماديا وبشريا ولوجستيا سيكشف ظهر الجماعة ويضعها امام واقعها وحجمها وحينها ستظهر الفواتير المؤجلة لتسديدها سواء دم او اموال وممتلكات ، وقد يكون التسديد جملة لا تجزأة .
الى الان تعتبر النتائج التي حققتها جماعة الحوثي هي اهداف خاصة بعلي عبدالله صالح ، وهذا يعني ان له القدرة الكبيرة علي التحكم والسيطرة علي الجماعة ، صحيح ان السيطرة والتحكم لابد لها من ضريبة ، مثلما كان للانتفاخ والانتفاشة ضريبة دفع ثمنها علي صالح وستدفع الجماعة ضريبة التحكم والسيطرة ، علي صالح هو الطرف الوحيد الذي له القدرة علي اعادة ضبط الجماعة الي وضعها السابق ، طبعا مع حدوث متغيرات تتطلبها عملية اعادة الضبط ..
انتهيت من كتابة الموضوع ولم اتطرق الي دور هادي وادواته باي كلمة .. طبيعي لانه لاوجود له كفاعل حقيقي ... هو مفعول به