من الواقع المعاش الذي يجعلنا نرى مستقبل تشكيل الحكومة الجديدة سيكون معرض للانهيار إذا ما تم بحسب ما توافقت عليه جميع المكونات السياسية تحت رعاية الرئيس هادي والذي توج أو عرف باتفاق " السلم والشراكة الوطنية " مع الحوثيين " أنصار الله " كتغير جديد في حقل العمل السياسي اليمني لتجنيب البلاد الانجرار في أتون حرب أهلية لا قبل لنا بها وكنوع من التسوية السياسية والدفع بها إلى ألأمام لقطع الطريق أمام التدخل الخارجي وعدم العبث بأمن واستقرار البلد .
نسمع اليوم كثرة الجدل واللغط حول التدخلات الخارجية إما بالتخطيط أو بالتجنيد أو بالدعم المادي وتبادل أصابع الإتهامات .
اليمن تمر بمرحلة خطيرة وحرجة في شتى المجالات سياسياُ وأمنياُ واقتصادياً وهي شبه منهارة إذا لم تتكاتف الجهود ويقف اليمنيين وقفة رجل واحد أمام التدخل الخارجي الذي يحاول خلط الأوراق وتشجيع جهات للعمل بسياسة " الكيل بمكيالين " وهو أسلوب جديد من نوعه وضع أمام العيان على الطاولة لحرف مسار العملية السياسية .
نرى أن " أنصار الله " يستخدموا أسلوبين متضادين وغير مقبولين بمعنى أنهم جمعوا بين النقيضين أو الشتيتين ,,, يد تحاور والأخرى تحارب,,, رغم توقيعهم مع الرئيس عبد ربه منصور هادي على الملحق الأمني الخاص بالاتفاق، والذي يقضي في أهم بنوده بسحب مسلحيهم من صنعاء، يواصل الحوثيون تحركاتهم الميدانية نحو عدد من المحافظات والمدن اليمنية وخير مثال ما حصل من سيطرة بقوة السلاح على المؤسسات الحكومية في صنعاء وهم في ذات الوقت كانوا يحاورا في دار الرئاسة .. والآن يتكرر السيناريو ذاته في إب و رداع وأماكن أخرى .. وهذا ينبئ بتعثرعملية سير تشكيل الحكومة الجديدة .
لذلك لابد من تسريع تنفيذ اتفاق السلم والشراكة الوطنية الموقع بين المكونات السياسية اليمنية قبل أكثر من شهر، والذي من أهم بنوده تشكيل حكومة جديدة بعد شهر من التوقيع كخيار بديل لحل الأزمة المتفاقمة من 21 سبتمبر / أيلول الماضي وحتى اللحظة .