وقفة إنتباه أمام القوة الناعمة وصانعي الحرب !!

2014/11/18 الساعة 08:39 مساءً

منذ أن تولى الرئيس هادي مقاليد الحكم في اليمن وهو يحاول إخماد روائح البارود المشتعلة هنا وهناك التي يطلقها أصحاب المشاريع السلطوية المدمرة ، محاولات مستميتة وبلغة السلم لردع صدع التناقضات التي تنشب بين الفرقاء السياسيين بكثير من الحلم والسلم والقوة ولكنها وبرغم قوتها فهي القوة الناعمة التي تحاول أعادة كل ذي نفس طامعة مستكبرة  إلى دينها و إنسانيتها ويمننتها .
عندما نرجع بالذاكرة إلى الوراء قليلا وبكل إنصاف ودون مغالاة أو امتداح لشخص الرئيس هادي نرى كيف أنه تعامل بحصافة وعدل لإشراك الكل اليمني في السلطة والثروة وفق مخرجات مؤتمر الحوار التي أعطت للقضية الجنوبية وقضية صعدة وكل القضايا اليمنية حقها في الإنصاف والمشاركة ، ووفق وثيقة الشراكة والسلم التي وقعت عليها كل القوى السياسية التي ما برحت أن انتهت من التوقيع  عليها صباحا حتى أمست  تنقلب عليها لتؤذن ببدء صراع سياسي عسكري متخلف تطفح معه على السطح النوايا الخبيثة لهذه القوى التى جعلت اليمن ساحة حرب لتصفية حسابات ، غرضه الابتزاز والمساومة و العودة للحكم الفردي الشمولي البائد. 
ومع وجود هذه القوى المتكلسة والمتغطرسة بقيت قوى السلم بقيادة الرئيس هادي تبحث في كل صراع جديد يبتدعوه ، عن وسائل سلمية تنهي به صراع البقاء للأقوى ، وتوقف التهديد المستمر للقضاء على سيادة الدولة ومؤسساتها بشتى الوسائل لا لضعف فيها ولكن لرهاصة  الليث الذي مهما أطال الجلوس فأنه لا يلبث أن يقضي على من يحاول القضاء عليه . 
من الذي يهدد كيان الدولة يا قادة القوى المتصارعة ؟ من الذي كلما أخمدت روائح بارود اسلاحتهم بحثوا عن ما يثيرها  ؟من  الذي ينقلب على ورق لم يجف حبر توقيعهم عليه  ؟ 
 تطلق الاتهامات على الرئيس هادي وكأنه هو من يحمل السلاح بين حنايا أضلعه ليدمر شعب يرنو ليمن جديد كان يوصف باليمن السعيد ، وأنه من تنصل عن الاتفاقيات التي وقعت ، وأنه الذي يسعى لتدمير كيان سياسي بنته قواعد يمنية شريفة بعرقها وفكرها.
فهل مشكلة الرئيس هادي أنه تعامل بالقوة الناعمة مع  صانعي الحرب لكي لا يجر اليمن لحرب الخاسر الوحيد فيها اليمن ، وهل محاولة تحويل الخصوم إلى رفاق شركاء في البناء والتنمية جريمة يعاقب عليها بالتخوين ؟ وهل محاولاته المستميتة لإبعاد المؤسسات العسكرية عن الصراعات السياسية فيه تجاوز لإقصاء طرف وتمكين أخر؟  
فرض عقوبات على الأطراف المعرقلة آمر لا يتناقض مع الاتفاقيات بل يتفق مع ما تم الاتفاق عليه تماما ومن يفسد ولم يحترم القانون ويمنع الشراكة ويفرض نفسه بالقوة لا يحق له الاستمرار في الشراكة مهما طال بقاءه ، ولا يمكن اعتباره بأي حال من الأحوال يمني الجنسية ، ويكفي الشعب اليمني ما تحمله من وزرهم طيلة 33 عاما تحولت فيها اليمن من استعمار أجنبي وإمامي إلى استعمار وطني .