يعيش الحراك الجنوبي اليوم في أوج عنفوانه , وفي زخم شعبي منقطع النضير ، يبرهن بما ليس فيه شك أنه يمتلك ألق في التجدد ، وقدرة عصية على الانكسار ، والمتأمل جيدا لمسيرة الحراك التحررية يصاب بكثير من الحيرة الممزوجة بالألم فبالر غم من عدالة القضية والإجماع الشعبي في الجنوب على تحقيق هدفه وبراعة الوسائل التحررية التي استخدمت من اجلها والرصيد العالي من التضحيات إلا أن الأمور تسير إلى انسداد و كأن لم يكن شيئا ! وأمام هذه الصدمات لأبد إن تبرز الكثير من التساؤلات وتكون بمثابة مراجعة شفافة لمسيرة الحراك الجنوبي تفضي لمعرفة ومعالجة عوامل التأخير وإلا خفاق ؛ ونحن بهذا لانغيب عظيم مااحدثه حراكنا المبارك من فعل تسونا مي مدمر لجغرافية الجمهورية اليمنية والتي باتت في حالة تصدع وتشرذم يوما إثر يوم وظهور لاعبين جدد أكثر نشاط وتأجيج للاقتتال اللا منتهي هناك أو بما أحدثه في إبراز وإظهار بل وعنونة القضية الجنوبية في الأطر الإقليمية والدولية إلا أن المرحلة الحالية هي مرحلة حرجه فالحراك في مفترق طريق إما الانعتاق أو الانكسار ويجب التعامل مع هذه المرحلة بكثير من الدقة خصوصا وأن القادم تجاه الجنوب أمره ليس بهين وأي انكسار شعبي أو خيبة أمل يتجرعها شعب الجنوب ستكون مؤلمة ومكلفة خصوصا وأن الحراك يعيش حالة الصدمة الناتجة من نجاح سلطة نظام صنعاء في احتواء وإفراغ وضرب الهبة ألشعبيه التي انطلقت في 20 ديسمبر 2013م والتي عول عليها الجنوبيين بعظيم الأمر وانتهت بتحكمات للدم والحقوق وكذلك نجاح نظام صنعاء في اختزال القضية الجنوبية وضمها بدهاء في المبادرة الخليجية واليتها المزمنة كقضية حقوقيه و أستاطاعو بهذا الصنيع فرضهم لأطراف خارجية تتحمل حماية واحدية اليمن واستقراره وبهذا فالحراك أضحى مواجها لجبهات متعددة لها من القوة والنفوذ والقدرة على الغلبة وبالرغم من خروج الحراك من حالة الوهن والضعف والتشرذم ولملمة الممكن إلا أننا نرى إن صناعة الحراك وهم أل 30 من نوفمبر وغرسه في مخيلة ووجدان شعب الجنوب بأنه يوم الانعتاق الجبار فأن هذا اليوم سيكون بمثابة المصيدة التي ستدمي قدميه حد الشلل وتضرب بمصداقية شرف احترامه للشعب وستمرر الأجندة الخبيثة مشاريعها على أنقاض إفلاس مشاريع الوهم ولا اعتقد أن الحراك بخافي عليه أن المعلب المصنوع من قبله في ساحة الشرف غير مستوي وغير محصن ومخترق بأطراف مارست بحقه عداء تاريخي عنيف للقضاء عليه كما وانه مازال مشتت القيادة وضعيف في الإرادة والى يومنا هذا مازالت تقدم المبادرات لتوحيد الصفوف ؛ إذا في ضل الاختراق وعوامل الافتراق وضبابية الرؤية إلا من شي عريض وهو استعادة الدولة يتعين على الحراك الجنوبي أن يدرس واقعه التحرري بدقة وعناية ويمارس مشروعه التحرري بكثير من الواقعية وبأهداف مرسومه توضع لها وسائل التحقيق والحماية .