وأخيرا دخل القاتل وتسور محراب الإصلاح وانسلّ المجرم أداة قتله ليُردي الأمين العام المساعد لاصلاح تعز(الشهيد صادق منصور) قتيلا والشمس بعدُ في ضحاها فسقط نجمٌ من نجوم الإصلاح غير أن مجموعته الشمسيىة لازالت تسبَح في فلكها .
القاتل المأجور لايريد بجريمته رزقا يطعم صِغاره أو يكفل به أيتاما أو يكون ساعٍ على أرملة .. لقد عجز الذين مردوا على النفاق والمرجفون في المدينة – تعز - أن يُدخلوا الفتنة والصراع بكل أنواعه ليلا وسرا فأرادوا دخولها نهارا جهارا متحدين متهكمين غير مبالين لا بشرع ولا نظام ولا قانون لأن القاتل يمارس جريمته معتقدا أنه يطبق قانون عصابة دأبت على الفوضى والعبث والفتنة ..
لم يكن الشهيد / صادق منصور صيدا بالغ الصعوبة ومحاطا بترسانة تقيهِ من الغدر والخيانة فمن يعرفه يصفه بتجرد عن المجاملة غير مبالغ في حقه ، فمن كان يريد قتله كان عليه أن يقتفي أثره فقرعُ نعاله وأثرها سيجدها العدو والصديق ملتصقة بدرب المسجد وفي أزقة حارته يسعى في الخير ، سيجد خطواته مازالت بارزة في شوارع تعز وهو يتنقل بين مؤسساتها الحكومية والأهلية والحزبية ليس بحثا عن وظيفة أو ترقية أو علاوة وإنما في سبيل تعز وأبناء تعز مصابيح الحرية ومشاعل الثورة ، سيجد خطواته في ساحة الحرية ثائرا متفانيا في خدمة الثوار ، سيجده مُصلِحا لا مَصلحيا (مصلحا اجتماعيا ) عشقه المجتمع كعشقهِ هو لمجتمعه مؤثرا له متأثرا عليه ..
مازال أثر جبينه عالقاً مُلتصقا بسجَّادته التي صلى عليها آخر صلاته الأخيرة والتي ودّع فيها الدنيا وتمنى لقاء الله ساجدا ، الشهيد صادق منصور اختار طريق الأوابين ليكون الطريق الذي يقوده إلى ربه وهو راض عنه.. نعم لقد كانت صلاة الضحى صلاة الأوابين كما صحّ عنه صلى الله عليه وآله وسلم فكانت آخر صلاته معلنا أوبته الدائمة لربه مشتاقا للقياه.
لا حزن عليك أيها الصادق والمنصور إسما ومعنا أيها الأواب في كل حين و عند كل ضحى لقد أفضيت إلى رب راض عليك غير غضبان ، وإنما الغضب على القاتل المأجور الساعي في الأرض فسادا ، لم تخسرك زوجتك الفاضلة ولا أبناؤك الأفاضل ولا أسرتك الطيبة ولا حزبك العريق ولا محافظتك المُثقفة وإنما خسرتك أمك – اليمن - وأبناؤها الأبطال من تحملوا همها وسهروا لأجلها وآثروا عليها النفس والنفيس .
ما أرادوك إلا شراراة ليغتالوا محافظتك ويشردوا أهلها في كهوفها وجروفها ويصيبوها بالخوف بعد الأمن والعسر بعد اليسر ، لقد عجزت الخيانة أن تـُفت في عضد قومك ومحافظتك فلم يجد الخونة بدا إلا دمك وقودا لإحراق الحالمة لكن هيهات لهم ذلك فسيكون دمك ندا وطلا يروي بذور الحرية التي غرستَ وتعاهدت .. رحمك الله وصبّر أهلك ومُحبيك أيها الأواب الصادق المنصور.