حكومة بحاح مكسورة الجناح

2014/11/24 الساعة 11:10 مساءً
على الرغم من الضائقة المالية والتي تمر بها بلادنا إلا اننا نسير على ( البَركة ) فنحن أمة مرحومة ومدعو لها ومباركٌ فيها ولو آخذنا الله بذنوبنا وبما فعله السفهاء منا من سادتنا وكبراءنا لكنا في ضنكٍ لايعلمه إلا الله سبحانه ، هكذا نحن معشر اليمانيون وصل حالنا حين ركنا إلى حديث الحكمة والإيمان ولم نأخذ بأسبابهما او أننا وضّفنا الحكمة في غير ما جُعلت له .
جميل ما قام به الرئيس السابق صالح حينما ختم حياته الرئاسية بتوظيف الآلاف إبان الثورة الشبابية وكان الأجمل لو انه قام بذلك قبل شعوره بالرحيل فلولا تلك الثورة الشبابية والتي وئدة لاحقا ما ذاق أولئك الآلاف عسيلة تلك الوظائف ومهما كانت نوايا صالح لذلك التوظيف إلا أنه أسعد آلالاف من القلوب واستدرك خطؤه فهو كان السبب في حزن تلك الآلاف  وحزن أضعاف اضعافها.
وقد احسن الرئيس هادي باستقبال المنتخب الوطني ومنحه مكافأة مليئة تقدر ب34 مليون ريال وهي لاتقارن بـ ( هَبرةِ ) موظف صغير في دائرة حكومية قريبة من مصدر القرار إلا أن الذي لا يُعقل ونفاجأ به و باسم الشراكة والسلم والتوازن الوطني المطلوب أن يتم تجنيد عشرات الآلاف من المليشيات المسلحة. والدولة يعلن بعض مسؤوليها عن خلوها من مرتبات الشهرين القادمين هذا من جهة ومن جهة أخرى لقد كان الأولى والأحرى والأصلح والأحوط أن يتفق شركاء السلم والشراكة مادام هناك وفرة مالية لتجنيد أولئك الآلاف أن يتم استيعاب أولئك الخريجين الذين ذكرهم الرئيس بقوله : (هناك حوالي ستة ملايين شاب و 670 الف من الخريجين منذ عشر سنوات ما يزالون ينتظرون فرص العمل، ) في وضائف تناسب تخصصاتهم المتعدده والتي اقلها الدبلوم والحد من البطالة وتسرب أولئك الخريجين مع الجماعات الإرهابية أو مضيهم في طريق الجريمة المتطورة والتي تتناسب مع المكان والزمان والحد من تفشي مشكلة الفقر .
ليس جُرما أن يتم دمج تلك المليشيات المسلحة مع القوات المسلحة والامن فهم يمنيون ولهم حقوق على الدولة لكن على الدولة ممثلة بحكومة الشراكة والسلم ان تقدم الأولويات وتبدأ بالأهم على المهم ، لكن يبدو أن كل عمل وله ثمن وقيمة وكما قال أحد الساسة -البزغة - حين اسقاط صنعاء ( أن ما مصلي إلا وطالب مغفرة ) ويبدو أن هؤلاء المصلون والذين دخلوها بغير وضوء هاهم يجنون بعضا من المغفرة ويواصلون بقية أدائهم للصلوات في غير صنعاء وفي كل يوم يجنون مغفرة اكثر وأكثر بينما الخريجون والمؤهلون تاهيلا علميا فلا صلاتهم قٌبلت ولا المغفرة حلت عليهم وسيأتي يوم ما ويقطعون هذا النوع من الصلاة وحينها سيجني مسؤولونا بل والشعب جزاء قطعهم لصلاتهم تلك.
 
إن الشراكة والسلم جناحان ترفرف بهما الحكومة تحلق بهما عاليا ثم تهبط بهما لترى حاجات هذا الشعب وتحقق له ذلك ولاتعني تقاسسم الوضائف والمناصب واعتبارهما غنائم كغنائم (حُنين ) بين شركاء السياسة ولا يعني أن يستبد الشريك بشريكه أو يجور أو يغدر أو يلف ويدور عليه وإنما الشراكة  أساسا هي الثقة المتبادلة والعمل الدؤب بين الشركاء والإخلاص لهذا الوطن والتنافس في خدمة الوطن وتقديم التنازلات في سبيله وتناسي الماضي ونظرة الجميع للمستقبل نظرة استشراف وأمل وغير هذا فضحك على الذقون وزنقلة .