هكذا تنتحر المليشيات...

2014/11/25 الساعة 05:12 مساءً


ذات ليلة وقعت عيني على قناة المسيرة فتوقفت عندها لحظة ما كان أحد المراسلين يتحدث عن منزل الشيخ حميد الأحمر ويتكلف الوصف وكأنه يحدثنا عن رجل تسلل إلى اليمن في مطلع التسعينيات على ظهر قارب صغير قادم من الصومال واستولى على الحكم وصادر الممتلكات الخاصة والعامة...
لقد كنت مشفقا على ذلك المراسل وهو يسترسل في وصف الصوت وصداه حينما تكون وسط الغرفة وحينما تكون في زاوية من زواياها..وأدرت وجهي عن الشاشة لحظة ما انحنى كي يرفع مايشبه (غرف التفتيش) وانصرفت عنه تماما وهو يحدثني عن المكان المخصص للأحذية ..
حتى الآن لا أدري ما الذي كان يريده.. وما الرسالة التي أراد إيصالها ..
كلنا نعلم أن حميد الأحمر أحد رجال المال والأعمال وينحدر من أسرة بسط الله لها في الرزق والمال المكتسب بطرق شرعية وبجهود شخصية ومن حقه أن يعيش في أفخر القصور انطلاقا من أن الدين لا يمنع ذلك ولا يحرمه لاسيما والرجل لم يكن على رأس وزارة المالية ولم يسبق له أن حكم اليمن 33عاما أو استولى على البنوك والمعسكرات أو تورط في نهب الممتلكات الخاصة والعامة..
وربما أن هذا المفهوم الذي تولد لدي قد تولد أيضا لدى عدد من المشاهدين الذين تابعت ردود أفعالهم تجاه هذا الأسلوب الرخيص وقرأت ما نشر من مقالات ومنشورات لعدد من المثقفين والسياسيين بمن فيهم من يختلفون مع حميد الأحمر فوجدتهم مجمعين على أن هذه الجماعة أفلست في كل شيء وأحرقت نفسها بنفسها لا سيما وهي تكشف عن مساوئها وزيف شعاراتها, واثبتت أنها مجرد أداة أستخدمت في تصفية حسابات وبطريقة مبتذلة ومكشوفة ..
حميد الأحمرمن أكثر الناس الذين دافعوا عن أبناء صعدة, وأتذكر أنه في العام 2009 تقريبا تسلمت كتيبا صغيرا صدر عن الحوار الوطني الذي كان يترأسه آنذاك حميد الأحمر بغرض مراجعته لغويا, وكان مايقارب من ثلثه قد خصص لقضية صعدة؛ مايؤكد أن حميد الأحمر على الأقل لم يكن أحد قادة الحرب في جبال مران وإنما كان ماله وجهده مسخرا لإيجاد الحلول لقضايا عدة خلفتها السياسات الخاطئة للقيادة السياسية آنذاك..
وباعتقادي إن تلك الممارسات سواء بحق حميد أو بغيره لم تكن إلا بقصد النيل من ثوار 2011 .. تلك الثورة العظيمة التي غدروا بها وبرموزها وتنكروا لها ..
لقد كان حميد الأحمر متوقعا لكل ذلك ولم يخسر شيئا بل كسب الكثير والكثير في رصيده الوطني وانحاز له الملايين من المنصفين الذين يعترفون له بأنه من أكثر اليمنيين تضحية ووفاء لوطنه ومبادئه..
لم يكن حسن زيد مبالغا ولا منافقا وهو يتساءل عن سر العداء لحميد لأنه يدرك خفايا وأسرار تحركات الجماعة.. لكن الغريب في الأمر أنني لم أحصل بعد على مواقف عتاولة آخرين في اللقاء المشترك الذين كنت أراهم وهم يترددون على حميد وقضوا معه وقتا طويلا في صياغة مسودة رؤية اللقاء المشترك لحل القضية الجنوبية وقضية صعدة