التعايش بين الفكرة والتطبيق
لا شك أن التعايش بين أفراد المجتمع يساعد على اختصار المسافات للوصول إلى ايجاد قيمة الانسان في إطار ضياع هوية الانسان والتركيز على رقعة الارض والسلطة والتقاتل عليها فماذا تنفع الارض والسلطة وحتى الثروة في ظل وجود انسان فاقد لقيمته في الحياة في ان يعيش حرا كريما يملك رايه ضامناً لأمنه ومطعمه
فكرة التعايش والتصالح اليوم لا تجدي في شيء إذا ما اقتصرت على الجانب النظري بل ينبغي العمل على نقلها إلى التطبيق كمفهوم سياسي ومجتمعي تم إحياؤه بأمر السماء يقوم على مجموعة من المبادئ منها على الخصوص ارتباطه بالمصالح العليا لكل أمة من الأمم وتوجيهه نحو الجانب الإنساني دون العقائدي وجعله موضوع تنسيق بين مكونات المجتمع على كافة المستويات والمشارب.
إن التعايش واللاعنف في علاقتنا البسيطة بما حولنا ومع غيرنا تصنع خطواتنا بكثير من النجاح والنزاهة والعدل وتتسع دائرة مداركنا فتتقلص مساحة الجهل بالآخر وتزيد تعميق تجاربنا بما تحقق الكثير من النجاح.
تحقيق التعايش والسلم الاجتماعي داخل المجتمع الواحد، بغض النظر عن مدى تجانسه، انتماءاته العرقية أو الدينية أو الثقافية، ، وخاصة في المجال السياسي، يعد شرطاً أساسياً لممارسة ديمقراطية حقيقية. إن العيش في مجتمع متسامح هو العيش في مجتمع يتقبل النقد ويقر الاحترام، وكل فرد فيه يعبر بحرية عن فكره دون أن يفرضه على الآخرين.
كما أن التعايش يفترض الحذر إذ لا يمكن التسامح مع العنصرية والتعصب والعنف ضد الممتلكات العامة والخاصة.
بل هو مساحة اجتماعية ومعرفية واجتماعية مشتركة، تتجه صوب تنمية حقائق بناء المستقبل بعيداً عن نزعات الاستحواذ أو الاستفراد، أو محاولة جعل المجال العام خاصاً بمكون من المكونات يعني أنه ليس من شروط التعايش أن يغادر أحد الأطراف قناعاته الفكرية والمعرفية، لصالح قناعة الطرف الآخر، بل من شروطه أن يذهب الجميع إلى المساحة المشتركة ويوظف قناعاته وخصوصياته الثقافية للمساهمة بإيجابية في إثراء المساحة والمجال المشترك
إن التعايش بين المختلفين في الإطار المجتمعي، مرحلة تبلغها الأوطان لتحتضن التنوع الإنساني الذي يتجه دوما صوب تذليل العقبات ولي الزوايا لتصبح دائرية سهلة الحركة تصل بنا إلى تطوير المساحات المشتركة بين المختلفين.
بهذه الخطوات تتحول مقولة التعايش من مسألة أخلاقية ودينية ، إلى واقع ملموس، على ارض وطن له كينونته الثقافية وخصوصياته المجتمعية.
وعدن اليوم لابد ان تصبح كما كانت وستظل حاضنة للجميع تتعايش فيها القلوب ويحتضن بعضنا الاخر نبحث عن نقاط الشراكة لا الفرقة نتعاون فيما اتفقنا عليه ونتجاوز نقاط الخلاف ونحتكم لقناعات الشعوب وآرائها لصياغة قيمة الانسان لننال وراثة الارض
منذر السقاف – الامين العام لمنتديات التغيير - عدن