في مثل هذا اليوم من كل عام يحتفل المجتمع الدولي بيوم حقوق الإنسان في 10 من ديسمبر. وهو اليوم الذي اعتمدته الجمعية العامة للأمم المتحدة ليكون يوما للحرية والكرامة والإنسانية, وتزامنا مع هذا الحدث الحقوقي يستطيع أي مراقب للمشهد اليمني أن يصف اليمن بأكبر مجمع للبشر المنتهكة حقوقهم في العالم, فلا يوجد شعب يعيش بأكمله خارج إطار النظام والقانون غير اليمن..
يعيش أبناء اليمن في غياب تام للدولة وسيطرة تامة للمسلحين, ومعظم مؤسسات الدولة تخضع لهيمنة المليشيات المسلحة التي تسيطر على العاصمة وعدد من المحافظات منذ 21سبتمبر وما بعدها..
وفي ظل صمت مطبق من الرئاسة والحكومة يسيطر المسلحون على أهم المواقع العسكرية والتي كان آخرها مصادرة لواء الصواريخ المطل على العاصمة صنعاء.. فضلا عن إحكام السيطرة على المنافذ البحرية والشريط الساحلي الممتد حتى الحدود السعودية ..
وإن احتفت الحكومة اليمنية باليوم العالمي لحقوق الإنسان ورأيتم وزير حقوق الإنسان يحضر حفلا بهذا الخصوص إلا أن الحكومة لا تستطيع حماية قطة من بطش بعلها.. أوتوفر حماية لوزرائها أو أي فرد فيها بما في ذلك أفراد القوات المسلحة والأمن, ناهيك عن حماية المصالح العامة والخاصة للمواطنين.
تحل هذه الذكرى وآلاف اليمنيين بين مشرد ومطارد ومسجون خارج إطار القانون ,وفي ظل شلل تام لأقسام الشرطة وأجهزة الأمن إلا من بعض التعيينات التي تخدم المسلحين وتسهل مهامهم في إحكام القبضة الأمنية..
وبالتزامن مع اليوم العالمي لحقوق الإنسان تعلن دولة إيران صراحة أنها تتخذ من الشعب اليمني دروعا بشرية من أجل حماية مصالحها وأمنها وأمن بوارجها الحربية.. في حين تحلق الطائرات الاميركية على ارتفاع منخفض وتنفذ عمليات إنزال في الأراضي اليمنية..
وبالتزامن مع اليوم العالمي لحقوق الإنسان ينفذ اليمنيون المختطفون إضرابا عن الطعام احتجاجا على الانتهاك الصارخ لحقوقهم وفي مقدمتهم الشيخ / سام الأحمر الذي يدخل يومه الثالث على التوالي وهو مضرب عن الطعام احتجاجا على منعه من مقابلة فريق الدفاع..
وفي يوم كهذا نستطيع أن نقول: إن اليوم العالمي لحقوق الإنسان الذي يصادف يومنا هذا ليمثل يوما أليما ومحزنا لشعب يرزح تحت رحمة المليشيات المسلحة بمباركة رأس السلطة وبتواطؤ من المؤسسة الأمنية والعسكرية, ويتعرض لأبشع خيانة وأقذر مؤامرة.. أفضت إلى مصادرة دولة بكامل قوتها وعدتها وعتادها
