سافروا إليه من ذمار، وشكوا إليه ظلم وفساد الحاكم الذي أرسله إليهم من صعدة، مطالبين بتعيين آخر من ذمار كما فعل في صنعاء، وقالوا له قولتهم المشهورة: الحوثي الذماري باثنين حوثة من صنعاء، واحسب كم بايطلع من حق صعدة. فرد عليهم بنبرة غيظ مكظومة: المناصب لمن شاركوا بالحروب الأولى وليس لمن يسكنون الطيرمانات.
لم يقتنعوا بكلامه، وجدّدوا طلب المساواة مع أصحاب صنعاء، وهنا عدل جلسته، ثم حمد الله وأثنى عليه، وقال بنبرة هادئة هذه المرة: إن حوثي الطيرمانة ليس كحوثي الكهف، ونحن مسيرة قرآنية، والقرآن ذكر أصحاب الكهف ولم يذكر أصحاب الطيرمانة، فبكوا من الخشوع وذرفوا الدموع وقالوا بينهم وبين أنفسهم: سهل، الأيام بيننا..!!
وفي روايةٍ أنه قال لهم: حوثي الطيرمانة ليس كحوثي الكهف. قالوا: كيف هذا وكلهم حوثة؟ فمدّ إليهم يده وسألهم: هل تستوي أصابع يدي الشريفة؟ قالوا: لا. فمدّ إليهم رجله، فقالوا على الفور: وأصابع رجلك لا تستوي أيضا. فعوج السماطة وقال لهم: مدّيت رجلي لأجل تحبّبوها يا لُغَج!!