وفقا لتصريح وزيرة الإعلام أن عدد الثورة ليوم 17/12/2014 لا يمثل السياسة العامة للدولة فإن صحيفة الثورة الرسمية قد بدت مجردة من صفتها الرسمية التي اكتسبتها منذ انطلاقها لتكون صحيفة رسمية معبرة عن توجهات الدولة وسياستها العليا..
لم يكن الحدث عاديا فلقد هز الوطن بأكمله, واستحق أن يكون الخبر الأبرز في مختلف المواقع الإخبارية ومنشورات نوافذ التواصل الاجتماعي؛ كيف لا وهذا الأمر يشكّل أكبر انتهاك في العالم للسيادة الوطنية..
إن استحواذ الحوثيين على صحيفة رسمية بحجم صحيفة الثورة والصحيفة الأولى في الجمهورية اليمنية يعني البدء بمرحلة جديدة تحمل في طياتها أحداثا مهمة لعل في مقدمتها استكمال المخطط الإنقلابي الذي أسهم في صنعه عبدربه منصور نفسه, وشارك في وأد ذاته وإزاحة إضاءته شكلا ومضمونا ..
سيسجل يوم ال 17 من شهر ديسمبر ذكرى مؤلمة ونكسة محزنة في تاريخ اليمن الحديث, وسيكون حلفاء الثورة المضادة يدشنون أوسع ضحكاتهم وهم يشوهون منبرا إعلاميا بحجم صحيفة الثورة, ويطوون صفحتين مزعجتين: الأولى أزعجت المشروع الإمامي.. والثانية أزعجت الحكم العائلي ...ويتوجون نجاحاتهم بالسيطرة على البنك المركزي ...
سيعض ثوار 11فبراير أصابع الندم, وسيبكون تضحياتهم التي لم تصمد لعام...تضحيات كانت كفيلة باجتثاث الفاسدين والمجرمين مليون سنة ضوئية للأمام وقادرة أيضا على طي صفحات الاستبداد مليون كيلو متر مربع.. لكن غباء الساسة وركون الشباب وضعف أصحاب الحق عناوين بارزة شكلت في مجملها حركة ظاهرها الحوثي عبدالملك وباطنها أحمد علي..
فما الذي بقي من أنصار لثورة الشباب.. فلا بيت الأحمر ولا علي محسن, ولا قبائل أرحب ولا منصور الحنق, ولا جحافل عمران ولا حميد القشيبي, ولا أبطال الجوف ولا الشيخ العكيمي.. لقد جردوا ثورة الشباب من كل شيء باستثناء أحزاب اللقاء المشترك التي هي في مجملها أوهن من بيت العنكبوت وأكبر غلطة في تاريخ الثورات, واصغر طلقة في بندقية (ابو علي الحاكم).
ليس في مقدور أحد أن يتخيل حجم القهر وعظمة المصيبة وجريمة عودة عجلة التاريخ إلى حقارة الماضي المملوء بالعبودية وسفاهته المشحونة بالاستبداد..
باختصار شديد ستتشكل المرحلة القادمة صورة مؤلمة تضم في جوفها أسوأ ما في نظام علي عبدالله من جهة, وأحقر ما في الحكم الإمامي الرجعي المتخلف من جهة أخرى.. قوتان جمعتهما أحقاد ثورتي سبتمبر وفبراير, وأوجدت بينهما قواسم مشتركة سيكون الوطن أكبر الخاسرين بينهما..
وفي المقابل ستكون ثورة 11فبراير قد لفظت أنفاسها الأخيرة وأصبحت جزءا من الماضي, لاسيما ورئيس الدولة الذي قذفت به أمواجها إلى السلطة كخيار شديد المرارة قد أصبح خارج التغطية ومصيره السجن...