عدن ام الدنيا ومدينة السلام هي ملاذ أبنائها ومعشوقتهم في الغربة .. عدن مدينة المساكين ومستقر الشاردين والغادين .. عدن في لفظها عشق ولسماعها رنين ولحروفها معان عميقة في نفوس محبيها .. عدن السهل والبحر والتل والجبل والشاطئ والجزر ..يحبها كل من يزورها ويعشقها كل من يمر بها ويستنشق من هوائها , سكانها بسطاء طيبون ليست لديهم أطماع ولاتملئ قلوبهم الأحقاد والضغائن يؤلفون بمجرد التلاقي ويعرفون بحلو كلامهم وبساطة لغتهم .
هذه المقدمة الشاعرية التي لايمكن أن يتحدث متحدث عن عدن وأهلها وإلا ويستهل كلامه بها , ولعلني سألمح الى شيء مما تستحقه هذه المدينة وأهلها , لاسيما وقد عرضت حكومة الكفاءات بيانها على البرلمان , سأضع بين يديهم من وجهتي ( ما الذي يريده أبناء محافظة عدن من حكومة الكفاءات في هذا الظرف العصيب الذي تمر به البلد, ما الذي يتمنونه , ما الذي سيعيد لهم ثقتهم بوطنهم .. أسئلة كثيرة تمر أمام ناظري وأنا أرسم لعدن لوحة جميلة من تاريخها الذي ينبغي أن يحافظ عليه ولا تتغير بسلوكيات وفدت عليها بفعل عوامل كثيرة ,قد أصيب وقد أخطئ في نظرتي إلى أولويات أبناء عدن المرجوة من حكومة السيد بحاح ولكن يكفيني أنني حاولت , عدن تستحق الأفضل والأجمل ولست بذلك مناطقيا ولكنها نظرة حب ووفاء للصورة التي ينبغي أن تبدوا عدن فيها.
بين يديكم مطالب أبناء عدن من اليمن الجديد أيا كان شكله :
((الأمن والأمان – والاستقرار والعيش الكريم والدخل الكافي وحل مشكلة المساكن وحل المشاكل العالقة بصورة مرضية لاسيما ملف تأميم المساكن والاهتمام بالمتنفسات وحل مشكلة المتقاعدين وتثبيت توظيف المتعاقدين وضمان وظائف للخريجين والاهتمام بمرتكزات الحياة الاقتصادية بالمحافظة كالمطار والميناء وشركة تكرير النفط وتطوير الصحة وإعطاء أبنائها فرصة للمشاركة في حكم أنفسهم وتقلد مناصب قيادية في السلكين المدني والعسكري والمحافظة على تاريخ المدينة وتنوعها وحماية شكلها من التغير العمراني وحمايتها من العشوائيات وإعادة التأهيل للمحطات الكهربائية وشبكات توزيعها وحماية أثارها ومحمياتها ومتنفساتها ورفع مستوى دخل أبنائها وتنشيط الرياضة وتطوير تنوعها وحماية الثقافة وتطوير المسرح والمعاهد الفنية التي تشجع المواهب وتحمي مستقبلهم ومعالجة أثار الإحالة إلى صناديق التقاعد والمحافظة على الثروة السمكية وتأهيل الكادر الشرطوي ومعامل التكنيك الجنائي ورفع مستوى دخلهم ومخاطرهم وتنشيط الدورات الداخلية والخارجية لهم وتحرير السلطة القضائية من تأثير النفوذ ومن الفساد المستشري ...)) وغيرها من القضايا التي قد نكون غفلنا ذكرها ,هذا شيء يسير مما تتطلبه الحياة المستقرة ومما ينشده كل مواطن في عدن.
قد يتشارك فيما ذكرناه أو في جزء منه كل اليمنيين لكننا نرى أن أبناء محافظة عدن هم الأهم والأحوج في هذا الظرف الصعب الذي نمر به , إننا في عدن وأمام مختلف ما مررنا به على مدى تاريخنا وأمام الأوضاع القائمة أصبحنا في حاجة إلى توثيق صلتنا بالدولة وبالوطن وبالحياة .
ليس في نفسية أبناء المحافظة كراهية لأحد ليس في قلوبهم حقدا ليس بينهم وبين احد ثأرا فهم بسطاء طيبون محبون راغبون في حياة كريمة ومستقرة وآمنة بعيدا عن الظلم والاستبداد والغش والفساد, لنجرب شيئا نافعا يا حكومة الكفاءات : إذا لبيتم لأبناء محافظة عدن شيئا من تلك الطموحات كيف ستكون نفسيتهم نحو وطنهم وحكومتهم.
فرق بين العصيان والمعصية وبدون زعل :
العصيان شكل متقدم من إشكال النضال السلمي ينبع من إرادة جماهيرية حرة وواعية تتملكها قناعة كاملة .. أما ما يحدث من تعد واعتداءات وعنف وإراقة للدماء وتحطيم للممتلكات وتهديد للمجتمع وتعطيل عنيف للحياة ما هو إلا معصية وليس عصيانا
لقد جاوز الحوثيون المدى :
استمرار بالعبث والتوسع في المحافظات وإلغاء لمؤسسات الدولة وإقالة لمحافظين ورفضا لقرارا ت جمهورية وطردا للوزراء ونوابهم من ممارسة أعمالهم وتفجير معارك في أنحاء الوطن المختلفة واستمرار للنهب المنظم لسلاح المعسكرات ومؤسساتها وتهديد لرئيس الدولة ولهيبتها ...هل مازلتم تظنون أنهم يريدون سلما وشراكة واستقرارا في الوطن.
خاطرة : الذين لايريدون لسوريا استقرارا ويريدون لها تمزيقا هم الذين مزقوا العراق قبلها واالذين يمزقون سوريا اليوم هم الذين لايريدون لليمن وضعا آمنا مستقرا والذين يربكون الأوضاع في عدن هم الذين يستغلون الفوضى والعبث الذي يحدث في العاصمة اليمنية .. انه مشهد لإرباك واحد بأيدي عابث واحد.
العزاء موصول لصحيفة الثورة :
اقتحام مؤسسة الثورة والسيطرة عليها هي آخر الأعمال التي تعبر عن غياب الشراكة والعدالة والحرية الفكرية ... صحيفة تعبر عن السياسة العامة للدولة يتم السيطرة عليها من قبل الحوثيين ويمنعون إطلالة رئيس الدولة على صفحاتها.
بإختصار قبل الختام :
عصابات ومليشيات مسلحة تسيطر على مؤسسات البلد في ظل استمرار تواجد مؤسسات الدولة وسيرها سيرا طبيعيا ظاهرا ( سبحان الله في اليمن وليس في غيرها يمكن حصول ذلك ).