منذ أن دخل الحوثيون العاصمة صنعاء وسيطروا على كل مرافقها الحيوية وأنتشروا في شوارعها وأحيائها ونحن نشهد سقوط الأقنعة من أوجه كبار مسؤلي الدولة وقيادة وزارة الدفاع وجنرالات الجيش
لم يقتصر الأمر عن سكوتهم المريب بل تعدى الى أن نسمع أن مقر قيادة القوات المسلحة ووزارة الدفاع وكثير من المعسكرات والمنشأت تم تسليمها دون طلقة رصاص واحدة د
تعجب اليمنيون وذهل العالم من هول السقوط الحر لمؤسسات الدولة
ظن اكثر المتشائمين أن تشهد العاصمة إشتبكات مسلحة ومقاومة كتلك التي حدثت في الجوف أو عمران ، لكن أن تسقط صنعأ وتتهاوى قلاعها وهي تعج بعشرات المعسكرات والقواعد الجوية والمنشأت التابعة لوزارة الداخلية
فهذا أمر لا يقبلة عقل .
لم يكتفي الحوثيون بنهب السلاح من المعسكرات بل تخطت وقاحتهم حاجز الجرأة وانطلقو يستبيحون حرمات المواطنيين فقتحمو المنازل والمستشفيات والمدارس حتى الجمعيات الخيرية لم تسلم من فحشهم وقبحهم وأستجرأو على إنسانيتهم ودينهم فدنسو باحات المساجد
والجامعات .
إختفت الدولة وحلت مخلوقات غريبة مكان رجال الأمن في الشوارع و الأحيأ
أصبح الآمر والناهي والمحلل والمحرم والمشرع للقوانين ذلك المخلوق الغريب الذي يعيش في كهوف مران ،
فما قاله سمع وما أمر به نفذ وما نهاه حرم
إسترخص الكثير من الناس ذممهم فأصبحو أداة سهلة بيده يغزو بهم المدن ويفجر بهم البيوت والمساجد ويسفك الدمأ ويشعل فتيل الحرب في كل أرجا الوطن .
لا يهمه كم سقط قتلى منهم فهم بالنسبه له مجرد مبالغ مالية وأرقام أرصدة فهو يمتلك المال والسلاح ، أما أسواق بيع الذمم فقد إنتعشت في بلد يعج بالأزمات '
إنطفأ الحراك الثوري وخفتت اصوات الناشطين وخيم الرعب وساد الصمت في أرجأ العاصمة وغيرها من المدن التي ترزح تحت سيطرته .
فزادت أطماع السيد وتوسع طموحه ورأى أن الوقت مناسب ليضهر نواياة الحقيقة فبدأ بتغيير خطبأ مساجد و مدرأ مدارس وقادة للمعسكرات وانتها به المطاف للسيطرة على جامعة صنعأ ؛
فدخلوها بقوة السلاح وتحت مبرر حماية منشأتها ،
دخلو الجامعة ضنا منهم أن تنحي رقاب طلابها كاؤلئك الذين سلمو معسكراتهم وارتجفت بنادقهم من شدة خوف أصحابها
دخلو الجامعة وكأنهم فاتحون ولم يأبهو إلى ما تحتويه الجامعة من شباب فجرو ثورة وحملو على عاتقهم هم وطن وأمة
لم يدركو أن أقلام شبابها أشد فتكا من سلاح المرجفين الذين استرخصو وطنهم وخانو شرفهم العسكري
ظن الحوثيون أن تسقط جامعة صنعا كما سقطت وزارة الدفاع وان تسلم منشأتها كما سلمت المعسكرات
أوأن تستباح قاعاتها كما أستبيحت الوزارات ولكن مع دخولهم بوابه الجامعة إذ بهم يرون مشهدا لم يألفوه ... سمعو أصوات تصرخ في وجوههم كأنها صواعق تنزل عليهم من السمأ ، جلعو اصابعهم في آذانهم عسى أن تحجب عنهم ذاك الزئير المدوي في سمأ صنعأ .
لم يحتل الحوثيون جامعة صنعا لتغيير موضفيها أولإضافة مواد لتدرس فيها ووإنما لإسكات صوت شبابها ومعاقبة أولئك الذي كان لهم الفضل الأكبر في إنشا ساحة التغيير وإطلاق شرارة الثورة
إختلقو الذرائع وأكثرو المبررات واستنفرو عقولهم الزائفة بحثا عما يطفئ لهيب الغضب بين أوساط الطلاب والطالبات
فكل ما علا صوت أسكتو وكل قلم يكتب فحشهم كسروة وكل منبر يصدع بالحق هدموه
خطفو وهددو وتوعدو وأشهرو سلاحهم وأضهرو وجههم القبيح ولكن هيهات لهم أن يفلحو أو أن يمررو مخططهم الخبيث على عقول شباب كشفو زيف الشعارات وعرو أوجه الخائنين ولم يرتضو أن تظل جامعتهم مسرحا لجرائمهم الدنيئة .
فلم تطق أفئدتهم الضيقة عظمة أفكار شبابها
ولم تصل أبصارهم القصيرة لسقف طموحهم اللا متناهي
ولم تفهم عقولهم المتحجرة لما يدور في خلد هذه الأرض الصغيرة من مشاريع وخطط لنهضة أمة
ومع استمرار التظاهرات المطالبة بخروج المسلحين من داخل الجامعة والإبتعاد عن محيطها
لم يجد مسلحي الحوثي عزما ولا صبرا للبقاء فيها فخرجو منها بعد ما أدركو أن من فيها هم أسياد الأرض لا عبيد السيد وأنهم عمالقة في زمن قل فيه العظمأ وكثر فيه الأقزام .