قتلت جماعة الحوثي ما يقارب من 60 ألف من أبناء القوات المسلحة, وخلّفت أجيالا من المعاقين والجرحى و اليتامى, ونهبت أكثر من 300 دبابة وأضعاف ذلك من المدافع والرشاشات والصواريخ, وأضعاف أضعاف أضعاف-حتى ينقطع النفس- ذلك العدد من القطع والذخائر.. واستولت على الممتلكات الخاصة والعامة وصدّرت الموت إلى كل بيت, وأخافت الأطفال والنساء في كل محافظة أو قرية أو خيمة دخلتها وهي مدججة بكل شيء من العنف والقبح إلا أخلاق الحرب والخصومة..
هذه الحركة الشيطانية التي صادرت دولة, وقضت على طموح 25 مليون يمني وأهلكت الحرث والنسل واستولت على الممتلكات الخاصة والعامة زعمت مؤخرا أنها تنوي تسليم مقر الفرقة سابقا التي هي في الأساس ثمرة من ثمار ثورة الشباب السلمية والتي قررت حينها أن تكون حديقة للأطفال إكراما لشهداء ثورة الشباب السلمية..
طبعا الحركة المليشاوية أعلنت هذه المكرمة بمناسبة استشهاد 15طفلة في رداع تقول الأخبار إن الحوثيين هم الوكيل الحصري والوحيد في تصفيتهن بقذيفتين ردا على تفجير سيارة مفخخة من قبل أنصار الشريعة..
حقيقة لقد جسدت حركة الحوثي من خلال هذا الكرم قول المثل الشعبي "الحجر من القاع والدم من رأس القبيلي.."
الكرم الحوثي ليس له حدود فكل بيت لآل الأحمر أو محل تجاري او سيارة إنما جاءوا لحمايتها, وكل قطعة قماش أو موس حلاقة أو قنينة عطر أو علبة مسحوق الغسيل أو حذاء بلاستيكي أو كرفتة أو لعبة طفل أو استشوار شعر أو جزمة إيطالي الصنع أو بنطلون جينز أو حفاظة أو.... إنما سرقوها من أجل المحافظة عليها وادخارها لأصحابها حتى وقت الشدة وللأوقات الحرجة جدا..
أنصار الشريعة وإن كانوا بارعين في سفك الدماء إلا أنهم لا يسرقون أموال الشعب باسم اللجان الثورية, ولا يستحوذون على عقارات الدولة كي يستخدمونها دية لقتلاهم, ولا يستولون على الصحف الرسمية كي يكتبون بالخط العريض ضد خصومهم, ولا يبتزون التجار والميسورين بدعوى حمايتهم.. كما يفعل الحوثيون الكرماء الذين لم تسلم من خُمسهم حتى المضيفات في شركات الطيران ولا الخادمات في المنازل ولا بائعات البخور في باب اليمن..
لقد كانت مطالبهم لا تتجاوز حدود الخُمس فتعدُّوا ذلك إلى أخذ مختلف الأوزان والأحجام والمقاسات.. واستغلوا مصارف الزكاة الثمانية..
تعدت أطماعهم إلى ابتزاز الدبلوماسيين وضيوف الوطن وزواره, وأخافوا شركات التنقيب ولاحقوا المستثمرين وشركات الطيران والسفن البحرية وكل ذلك جهادا في سبيل الله وتكرما من عند أنفسهم ومن أجل اجتثاث الفساد ومحاربته بشتى أنواع الابتزاز والبلطجة وقلة الأدب وأشكال اللصوصية..