إن الأمور تتسارع وان العقل يصاب بكثير من الحيرة ، وبتأمل هادئ نجد أللا ممكن أصبح ممكن وأللا واقع أضحى جهارا نهار نراه نصب أعيينا واقع يتجلى بأنه الحقيقة ومابين غمضة وأخرى تشخص الأبصار ، معالم كل شيء أضحت بغير ما كانت وأمام ديمومة التغيير الجارف و ألمذهل تسارعها مازلنا نقبع في كهوف صنعناها بأيدينا نمارس بدائية الحرث والبذر فلا حرثنا نمت فيه بذورنا ولا تلك البذور تتجلى بخطاها نحو أن تكون ثمار .
والثمار القادمة من شمال الشمال مرورا ووصول إلى الحالمة (تعز) نرى فيها أنها سلكت مسالك الإصرار رغما عن الحروب الستة والتحالفات القبلية و الاقليميه والتي أريد منها أن تجعل تلك المعارك النهاية للمشروع الحوثي وان تكون هذه النهاية في حدود جغرافية الشباب المؤمن هناك إلا أن تلك القبضة تم كسرها وتم الخروج من هول وشراسة المعارك بانعتاق وتجلي ساطع مرورا بسيطرتهم الكاملة على كل شي حتى أضحت حركة الرئيس اليمني مقيده وفي مسار محدد وبإذن مسبق والتلويح بالقبض عليه أمر سهل الفعل وان خيبة وزير الدفاع وشعوره بالألم عند تفتيش جنوده والياتهم العسكرية من قبل أنصار الله وصولا اليوم إلى صرخة السيد وتوجيه جنده بتطهير الجيش من المرتزقة والمندسين ورفع جاهز يتهم العسكرية القناليه لحماية الشعب وثورة 21 من سبتمبر 2014 م أمر غاية في الغرابة ! حيث أضحى الرئيس مقيد من السيد ، والجنود يفتشون عبر رجال السيد ، والوزارات تراقب بعيون السيد ، وتسليم جنود شاكسوا احتفالية المولد النبوي التابع للسيد إلى يد السيد ، والمذهل استجداء إخوان اليمن للسيد بالكف عن مطاردتهم واقتحام غرف نومهم وتدمير مايدعوه منازلهم واستعادة مايدعوه انه ممتلكات لهم من مقرات ولم تشفع لهذه الفئة الدموية الانتهازية استجداءهم حتى أضحى (رأسهم ) ومحلل استباحتهم وفعلهم في الجنوب أرضا وشعبا فار من أرحب وطريد يجب إحضاره حيا ليمثل تسليمه عظيم القربى لمن أراد أنصار الله لها الموت وهي أمريكا فيصبح بذلك الشريك المؤتمن لتطلعات أمريكا في إستراتيجية زعمها في محاربة الإرهاب .
بل بات كل شيء في تشضي وانقسام لا المؤتمر مؤتمر ولا المشترك مشترك ولا الأفراخ كأحزاب أحزاب بل ان .هروب الدولة من صنعاء إلى عدن وكذلك إسقاط مخرجات حوارهم اليمني المزعوم عبر الاتفاق الجديد والمسمى باتفاق السلم والشراكة والمصنوع بالقوة والإذلال واهانة ما يسمى دوله وأحزاب وقبائل ومثقفين ، ليعلن هذا الاتفاق نهاية التقسيمات والأقاليم الستة ببنده العاشر ، وكذلك نهاية دستورهم الجديد لقيطة تجارب الكل واضحي موصوف بالدستور الملفق ، ويتضح من جميع المتغيرات والأحداث المفروضة انه لواقع تم رسمه بالدم وإرساءه لمعالم جديدة وهي عودة صنعاء ( وعادت صنعاء ) إلى أحضان مؤسسي الدولة اليمنية مرة أخرى ، وأمام هذه المتغيرات وفرض واقع مغاير تم صناعته من قبل فئة انتصرت لنفسها ومشروعها عبر انتصارها لمضلومية الناس ؛ فقد أحاطت نفسها بشبكة حماية متداخلة عصية على الكسر والاختراق وبأيديهم باتو يصنعون عجلة إنهاء وبناء الأشياء . وبالمقابل نرى الوضع في الجنوب يؤسس إلى تراجع مخيف وحركة تحرره أضحت مقيده وتم اختراقها بفعل خبيث ، والحامل السياسي للقضية والموجه لها معدوم وصراع قادة الأمس للقيادة اضحو اليوم يتصارعون برؤى لاتنسجم يبعضها البعض ولا تترجم طموحات الشعب ، وداهية الدواهي بروز أحلاف مناطقيه صنعت ويحملها عائدون من خارج معادلة المعاناة واستحقاق الوطن وأضحت هكذا مشاريع تمزق النسيج الوطني الجنوبي والذي يعد تحركه موحدا في مرحلته التحررية من عظيم عوامل الانتصار ، والتي تقتضي فيه لحمة الجميع فصنعاء لن تعطي للجنوب سوى دماء الاثوار لمسح ذاكرتهم عن قتلاهم ،وكل إقليم وعد بان يسلم لهم كشيء يحسبه الضمان ماء والهدف منه إضعاف أنفسهم وإخوتهم ولن يضفروا إلا بأضغاث أحلام ، وبهذا لم يعد للجنوب من قوة في طرح قضيته وإجبار الخصوم على التعاطي مع تطلعاته أو أن يجد المتعاطف والممون والداعم لتحركاته وأصبح الجنوب القادم مجهول الهدف والهوية والخوف من المجهول واجب التحرز منه وهم معذورون فمازال التوحد في صراع ومازال الاختراق يوجه لعظيم الافتراق وأننا لنخاف إن للجنوب أجيال قادمة ستحرره وليس بعد انه آن الأوان , في ضل واقع يؤسس اليوم على سفك دمائنا ويفرض علينا بالقوة لتمرير مشاريع زوال وطن وشعب وهوية كان لنا الدور الأكبر في هذا الجرم ومآسيه وانتكاسات الجنوب .