ﻻيمكن اعتبار ما يقوم به اﻹصﻼح من قرارات ومواقف
في عﻼقته مع جماعة الحوثي تخبط وعجز عن تحديد رؤية واضحة في
التعامل معها ، قد يلحظ المتابع لما حدث بدأ من لقاء زيد الشامي
وسعيد شمسان بعبدالملك الحوثي وما شكل اللقاء من ضجة داخل
الحزب عبر عن اﻻمتعاض من الذهاب إلى الرجل بعد كل ما قامة به
جماعته ضد الحزب وقياداته ومؤسساته ثم لياتي اجتياح جماعة الحوثي
ﻷرحب ليثبت هشاشة أي اتفاق مع الجماعة بفعل ما قامت به من
استهداف لمقرات الحزب بعد اتفاق عدم التعرض لها وقد عرفت بنكثها
ﻻي اتفاق ليأتي اعتذار الشامي عن مواصلة تمثيله لﻺصﻼح في لجنة
التواصل مع جماعة الحوثي ليشعل موجة سخط أخرى من تخبط تشهده
مواقف الحزب ، بعدها جاء بيان من اﻻمانة العامة يأسف لتثعر الوصول
إلى اتفاق مع جماعة الحوثي وخرج ناطق الحزب بعدها بيوم على
الجزيرة ليقول أن التواصل مستمر وآخر اتصال هاتفي بين الطرفين
كان امس ، يمكن النظر إلى هذه المواقف على أنها تخبط وتناقض
وعجز عن اتخاذ رؤية واضحة تحدد العﻼقة بين اﻻصﻼح والحوثي في
حال نظرنا إلى اﻻمور بسطحية دون اﻻلتفات إلى حساسية المرحلة
وضرورة اللعب على المتناقضات والحاجة إلى تغير المواقف أو الظهور
بموقفين مختلفين في نفس اللحظة وهنا ستتحول نظرتنا إلى مواقف
اﻹصﻼح أنها سياسة وليست تخبط وذكاء وليس عجز فاﻹصﻼح ذهب إلى
صعدة وله هدف لن يعود إلى الوراء حتى يحققه ولو اجتاحوا ارحب
وفجروا مقراته لئن ما يريده أبعد من الحفاظ على مؤسساته رغم
أهمية ذلك لكن هناك ما هو اهم أما المقرات فكان بإمكان اﻻتفاق
عليها في صنعاء دون الحاجة إلى الذهاب لصعدة ، لقد تم حصر مشكلة
دعوة اﻻصﻼح لضرورة مواجهة الدولة التمدد الحوثي في زاوية صراع
الحزب والجماعة وليس
الجماعة الدولة تبعا لواجبها في بسط نفوذها على كل البﻼد واخضاع
الجميع لسلطتها وعليه تقدم وسطاء ليقربوا بين اﻻصﻼح والحوثي من
المنطلق السابق الذي ينظر لﻸمور من زاوية ضيق ووصل اﻻمر لعرض
الرئيس ليكون هو وسيط بين اﻻصﻼح والحوي ليشكل خيبة أمل وتنصل
في نفس الوقت ، السفير اﻻمريكي تقدم بمقترح الوساطة خارج البﻼد
إذا لم تتوفر فرصة اللقاء في الداخل في الوقت الذي كان يرد فيه
اﻻصﻼح على كل عرض وساطة أنه ﻻ يوجد خﻼف شخصي بينه والحوثي
ويستطيع في اي وقت اﻻتفاق معه دون الحاجة إلى وسطاء .
كما أن تقرب الجماعة للخارج بمحاربة اﻹرهاب ووصف إعﻼمها لكل من
يخالفها بالتكفيريين أو الدواعش وتسويق ذلك للخارج فجاء القاء ليثبت
أنهم غير ذلك بدليل اللقاء رفيع المستوى الذي تم على مستوى زعيم
الجماعة .
المرحلة الحالية تتطلب من قيادة حزب اﻻصﻼح إلى سرعة اتخاذ القرار
ونحن ندعم ذلك وننظر إليه بعمق ودون تسطيح فقد تلحظ موقفين في
يوم واحد أو في نفس اللحظة تحكمه تغييرات وتحالفات يمكن أن
تستحدث في أي لحظه وتتطلب مجراتها والبعد عن الصدام قدر
اﻻمكان .
اﻻصﻼح لم ينبطح أمام عنف جماعة الحوثي ولن ينبطح وما يتطلب من
افراد وقواعد الحزب توسيع دائرة الرفض الشعبي لهذه الجماعة ولما
تمارسه من قتل وسفك للدماء وجر ألبﻼد نحو الفوضي وما تشرف
عليه اﻻيام القادمه من انهيار لﻺقتصاد وللدولة بإحﻼل مليشياتها بد .
لم تكن مهمة الدفاع عن الدولة اﻻ مهمة مؤسساتها ومن خلف ذلك
الشعب ولن يتصدى الحزب مفرده جماعة الحوثي اﻻ ضمن الشعب
اليمني كجزء من مكوناته فمتى قرر الشعب - وسنظل ندعوه لذلك من
منطلق الواجب - التصدي ﻻي جماعة عنف وفي مقدمتها جماعة
الحوثي وإلى أن يحدث سيكون اﻻصﻼحيون في المقدمة.