وفاة جونسون في بحر المكلا

2013/07/21 الساعة 03:39 مساءً

بي مثل ما بك يا حورية البحر مدينة المكلا من شدة الحزن وكل مالحق بهذه المدينة من الاضرار التي امتدت الى البحر والبر ولم يسلم مكان من التلوث والسطو مابين البيوت او الساحات وكل الطرقات حتى سقط الحزن وعلى الطرقات ياحورية البحر.
واليوم في حدث طارئ تم الاعلان المباشر عن وفاة جونسون في بحر المكلا تحت الامواج وفي الاعماق ، وفاة غريبة ومحزنة ومؤثرة إذ من العادة إن يخطف البحر ضحاياه الى الاعماق ، ثم يقذف بالغرقى اذا لم تأكلهم الاسماك الى ساحل البحر، الاهذه المرة مات جونسون وهو في اعماق البحر حيث يعيش مع اخوانه واصنافه ولكن بصورة مؤلمة وعلى حين غرة! ها نحن نرى التلوث الذي انسكب وتوسعت دائرته الى كل الساحل المكلاوي الجميل ! باخرة مازوت جنحت وانسكب حملها من الزيت في بحر المكلا ومن اثرة مات جونسون وهو قابع في الاعماق ودون ان يبعث لنا رسالة من تحت الماء!!
وإذا تحدثنا عن مابنا من التلوث وكل اضراره ، فأن اكبر مصيبة قد لحقت بنا من هذا التلوث الذي غدى مهيمناعلينا هو تلوث العقول وفساد الضمائر ! نحن امام ازمة انفلات شاملة كاملةوفساد عقول لاتفكر الا في اقتناص الفرص واشعال المشاحنات والمعارك والاحتيال في سرقة الاراضي والاختلالات التي خلقت اجواء التي قال عنها الكاتب الكبير ( فيدوردستوفسكي) وأبدع في تصويرها في محنة الشعب الروسي أنذاك ، هناك روائح فاسدة وبحيرات آسنة تطفو على الاجواء وتزكم الانوف ثم رويدا رويدا تأخذها الرياح بعد معاناة لنا نحن البسطاء والكتاب!
عقول فاسدة وانحراف يدير الواقع اليوم ، وصراع على أشدة بين الاجنحة المتواجهة في السلطة المحلية من يسبق من لهذا المنصب ؟ ومن يقص الأخر وكأنما نحن في أحسن الأوضاع اذ ما قارننا أنفسنا بدولة الدنمارك أو جيبوتي الصغيرة الفقيرة الأمنة المتألقة !!
أنسكب الزيت ولم يعد أمام السلطة أو كما قال رأسها الاول الأستاذ/ خالد الديني المحافظ أما حشد أيقض على عجل للقاء عقده بمنزله ، ليس الا البحث عن خبراء لإزالة الزيت والتلوث وما الذي سنفعله سواه وهل هناك منقذ، السفينة ( شامبيون 1) ظهرت وسكبت وأنتهى الامر ، اذا كان الامر ليس الا استقدام خبراء لإزالة الزيت وانصبغت كل المكلا وأقدام الاطفال والخور وشوارع المدينة ( بالمازوت ) الغليظ مثلما يفعل الصمغ وهنا تحضرني حكاية لابد من قولها : ذات يوم وبعد أبعاد الاستاذ المناضل سالم باعلوي من منصب مديرشركة النفط ( وليسامحني ) استدعاني هذا الرجل الصديق الى لقاء في مقهى ( جود ) بالمكلا وقبل ظهور الحراك الجنوبي والثورة السلمية الجنوبية وأيام الصدامات المشهورة وطرح فكرة أقامه جمعية لمكافحة التلوث البيئي وإشهارها ، وتبادلنا الحديث فقلت له يومها ( ياسالم أنت لسه مغادر المنصب منذ شهر وأن نعلن هذه الجمعية البيئية سيعتبرها الجماعة سياسة منك للعودة ومواجهة السلطة وباتزعلهم وبايشلون السيارة وباقي الحساب حق العيال اما انا ماشي معاي ياسالم وأصحاب العيون الزرق في المؤتمر نظرهم لازال نحوك شفك خرجت من الحبس حق الديزل ومن المنصب وانت محسوب على المناضلين القدامى الي دخلوا السجون والمزقلين في الشوارع الان جزاء نضالهم . وكان أن اقتنع لخوفي عليه وليس على البيئة التي أحبها وأنتهكها الجميع في المكلا .
الان نحن في مواجهة منذ زمن كل البيئة تتغير منازل قديمة مكلاوية وبيوت حكم تهدم أليس من الاجدر أن تشتريها السلطة وتهديها لتاريخ البلد !
أثار تمحى وتبنى عليها منازل للمقاولين والمتطاولين والمتسللين عبر دهاليز العقار، وأثار تسرق من القصر وماحوله ونسكب الطين والحجارة ونردم الخلجان البحرية التي خلقها الله في منطقة خلف وساحل الشرج وفوه وبروم وغيرها ، ونبني أراضي نوزعها بيننا البين في كشوفات كما قال المثل ( كتبها ليل تحصلها بالنهار ) ونسكت على المخططات الخاطئة التي يمر امامها المحافظ والامين العام والمدراء والوزراء وكل السلطات ويغمضون أعينهم ولا أحد يتكلم ناهيك عن الجرف والصيد العشوائي وقله الاسماك في الاسواق وكأنما نحن نلعب ( الثبت ) في شوارع شرج باسالم نأتي بمن لايفهم الاسماك في مقعد الاسماك و نأخذ صاحب الاسماك الى مقعد التمر ,
هناك تلوث وفساد يا أخوتي والبقية تأتي والان نحن أمام كارثة محدقة بنا من ينصفنا كل التلوث في البحر وماذا نفعل ؟ وقد مات جونسون الصغير الرقيق الاحمر صاحب العيون الواسعة السوداء ومات معه ( الحيفول ) الطويل الرقيق الابيض الذي كنا نمسك به ونحن صغار ونداعبه والان تغادر ( الحصيحصة والبوغة والخلخل ) أو كما قيل : هل غادر السمك بحر المكلا ، وكما قال الشاعر القديم : هل غادر الشعراء ؟!
اما النكبة التي سنصاب بها والتي لايدركها الجميع الان هي أفلاس البنك السمكي في الرأس لمدينة المكلا والتي ستدوم سنوات وسنوات . ماالذي سنفعله عدى الصرخة باستقدام الخبراء بينما نحن لم نفكر منذ شهر رمضان لتوفير الثمد لناس ، نحن في محنة بين الصراع الذي لانفهم الغازه ومفاتيحه من يحبنا حقا ومن يخفي الحب عنا في جيب بنطلونه وللحقيقة نحن في مواجهة يومية أمام التلوث أكان في البحر او في البر او في العقول الملوثة او ما يردده الاطفال في مدينة المكلا بكل براءة : عصفور طلق حمامه وقالها مع السلامة و نلتقي في برميل القمامة كأنما هؤلاء العصفورين الرقيقين ادركا أن التلوث هو مصيرهم فما مصير العقول التي تدفعنا الى طريقمندونحلول ، ندعو الله أن يهدينا الى مافيه الرشاد وصوم رمضان وصالح الاعمال والله من وراء القصد.

* جونسون سمكة صغيرة حمراء لذيذة تكثر في بحر المكلا تشبه سمكة يطلق
عليها سكان ساحل حضرموت بانهار