النساء والخمرة في عهد الرفاق في عدن

2015/01/16 الساعة 11:22 مساءً

 

(شهادة من الواقع وصور وعبر لابد منها في جلد الذات الرفاقية ) .
رأيت كثيرين من رفاق الدرب والمسير ومن فرسان الزمن الجميل وهم من قيادات دولة الجنوب حينها وتحديدا من القيادات الحزبية والأمنية ممن يتحلون بالقيم ويحملون صفات الايثار والنضال يسقطون بسهولة ورعونة امام عاملي ضعف وتأثير هما (الخمرة والنسوة) في حلبة المعاقرة وجلسات المنادمة ..
وكانا هذين العاملين (بالإضافة الى عوامل أخرى رئيسة) سبب هام في ايغال صدور الرفاق ضد بعضهم البعض مما أوجد مشاعر متزايدة من الاحقاد والضغائن وسلسلة لا تنتهي من المؤامرات والدسائس أدت بهم الى ما سمي لاحقا بالمنعطفات التاريخية التي ادعيناها حينها ونسبناها فلسفيا إلى عوامل موضوعية وذاتية واسباب داخلية وخارجية ومبررات تاريخية وجغرافية بينما في الحقيقة هي في معظمها بسبب من الخمرة والنسوة ..
فالخمرة ومعاقرتها المستمرة ليل نهار لدرجة الادمان ومن بعض القيادات الحزبية حينها هي التي كانت تذهب بعقولهم فينجروا لاتخاذ القرارات الهامة وهم تحت تأثيرها ..!!
والنساء الفاتنات الماجنات المعروفات (حينها)علنا بالجمال وغياب القيم المثلى والاخلاق السوية عند بعض القيادات المؤثرة من الرفاق على القرار أدى إلى تسابقهم للنيل منهن فلعبن بالقلوب والعقول ايضا, مما أدى إلى الرفع من حمى الصراع .. لتشترك الخمرة والنسوة في تأجيج عوامل الصراع بين الرفاق في زمن ومجتمع لم يعرف حدود المحرمات وعواقبها, وفي ظروف شهدت ما كان معروفا حينها بصراع مراكز القوى (الشللية) على السلطة .
وكان لرفاق السوء من دهماء الليل الدور الكبير في تحريك مشاعر التوجس والترقب والحذر من الأخر التي تحولت بفعل من تأجيج أولئك العسس الى شعارات تعصب ومحاذير تحسب مثل (من ليس معي فهو ضدي) و (أتغدى به قبل ان يتعشى بي) والتي تم تجسيدها تدريجيا بأنشطة رصد استخبارية متبادلة, وملفات امنية متخمة مليئة بتهم التخوين المفبركة واحكام الاعدام الجاهزة لتنتهي بما يسمى لاحقا بالمنعطفات التاريخية للتجربة بينما هي في حقيقة الأمر لاتعدوا أن تكون مجرد أطماع شخصية وشللية في الانفراد بالسلطة ورغبة جامحة في إقصاء الأخر من شركاء الأمس في صناعة ملحمة النضال والانتصار, بل هي في الواقع الاجتماعي والمسار النضالي غياب للقيم الانسانية الجميلة وانحدار في السلوك النضالي المطلوب أدت إلى ازمة في الأخلاق المثلى المنشودة وغياب العلاقات السوية المطلوبة بين ثوار الأمس وقيادات الدولة الحاضرة حينها ونتج عنها أزمة ثقة في العلاقات أدت في المحصلة الأخيرة الى تصفيات متبادلة بين قيادات المرحلة وصلت الى مستوى القواعد المنحازة بالضرورة لهذا الطرف او ذاك, حيث وفي أجواء كتلك لا مجال للحياد ولا فرصة للرأي الأخر المستقل فالجميع في نظر لجميع متأمر وخائن .. فدفع الجميع الثمن لغياب الحكمة المطلوبة وتراجع الفرسان النبلاء في الطرفين ..!!
وهنا يجب التأكيد بأن الصراع على السلطة على الرغم من أنه كان يغلف بغطاء أيدلوجي احيانا كصراع التيارات الفكرية المزعومة واحيانا اخرى يظهر بمظهر مناطقي وجهوي إلا انه في واقع الأمر كان صراع شللي نفعي برجماتي وفي هذا الجانب برزت شلة محمد سعيد عبدالله – محسن – وعبدالعزيز عبدالولي وصالح مصلح قاسم وقماطة التي كانت تستمد قوتها وتواجدها من قيادة فتاح وتقابلها شلة جاعم صالح وعلي سالم الاعور ومحمد سالم عكوش وعوض برداحة وحسن باعوم وعلي صالح البار التي كانت تحتمي بسالم ربيع علي – سالمين - , ثم تأتي شلة علي عنتر وعلي شائع هادي ومحمد حيدره مسدوس وصالح منصر السيلي ومحمد صالح مطيع وسعيد صالح سالم وسلمان يقابلهم علي ناصر محمد واحمد مساعد حسين ومحمد علي احمد وابوبكر عبدالرزاق باذيب والبطاني واخيرا شلة علي سالم البيض وهيثم قاسم طاهر وشعفل عمر علي يقابلهم سالم صالح محمد وحيدر ابوبكر العطاس وهم من هربوا بصراعهم للوحدة في العام 1990م, ولو تم التدقيق في هذه الاسماء التي تعبر عن الكتلة أو الشلة الواحدة لوجدنا أعضائها ينتمون الى أكثر من منطقة واحدة ولا ينحصروا في منطقة واحدة بذاتها بل أن هناك تعدد مناطقي في انتماء أعضاء كل شلة من هذه الشلل المتصارعة على السلطة حينها بل أن اعضاء الشلة الواحدة التي تحقق الانتصار في جولة ما تعود في الجولة اللاحقة لتنقسم على نفسها في صراع شللي جديد على السلطة وهنا يتضح ايضا أن كل طرف (شلة) كان يعمل على ضمان ولاء أجهزة الدولة لشخصه وجماعته التي يفرزها صراع المصالح لا للحزب والشعب والوطن كما كان يشاع للناس ويعمم على الاعلام .
نعم كان ذلك أهم عوامل الخلاف في الماضي والذي مازال تمتد جذوره لخصومات الحاضر وقليلين هم من حصن نفسه ونأى بها من تلك المعاقرة المشينة وأبتعد بشخصه عن رفاق السوء المنافقين ومنادمة دهماء الليل الفاسدين فأسلم نفسه والأخرين من الكيد الخبيث وحبك المؤامرات الحقيرة ..
صحيح بأنني من حيث عاملي العمر وامكانية نسج العلاقات الشخصية (حينها) مع تلك القيادات الوطنية التاريخية الهامة لا يسعفاني بمعاصرة تلك الاحداث والاطلاع عليها عن قرب وبالتالي لا تسمح لي بحديث مثل هذا .. إلا أنني أبرر ذلك بمعرفتي بمعظم هذه التفاصيل الدقيقة بعد فترة من زمن حدوثها وتحديدا بعد العام 1982م عندما تفاقمت أزمة ما عرف لاحقا (بصراع الطغمة والزمرة) واشتداد هذا الصراع وتأججه فيما بينهما حيث تمكنت وبفضل علاقتي الطيبة بالطرفين من خلال حرصي على البقاء على مسافة متساوية منهما, تمكنت (حينها) من الاستماع لمعاناة الطرفين ومعرفة الكثير من تفاصيلها وأسبابها لأجد ان بعض جذور تلك الازمة التي انفجرت في يناير1986م كانت تمتد من حقب سابقة سواءً لمعاناة راهنة للبعض إلا ان لها أسبابها السابقة أو أنها معاناة هي في الاصل موجودة من السابق ولم تندمل بعد, عندما كان البعض منهم ينتمي لشلة صراع (سابقة)على السلطة وظلت عوامل الحسم القديمة مؤثرة فيه ويريد استغلال الفرصة للانتقام في ظل علاقات الاصطفاف والفرز المصلحية الجديدة ومحددات الثأر الناتجة عنها !!
نعم حينها استمعت لروايات الكثير منهم فهالني كثيرا ما سمعت حد الرعب والتقزز والغثيان وكم تمنيت أن لا يكونوا أولئك القتلة هم فعلا قياداتنا الحزبية التي اعتقدنا بها كثيرا ووثقنا فيها طويلا ..
وفي تلك الفترة وثوقا وعن ذلك التاريخ تحديدا علمت ان بأن معظم اولئك الرفاق ليسوا من النزهاء المخلصين, ولا يجب ان يكونوا في محيط المقربين , كما أيقنت ايضا بانه لا يجب نحيط قياداتنا الحزبية بتلك الهالة من القدسية, وأن لا نعتد كثيرا بمقولاتهم الفكرية وندعي بأنها هي الحقيقة المطلقة, وحينها فقط بدأ يساورني الشك في التجربة من أساسها بل والقضية برمتها, وبدأت البحث في بعض حقائقها المغلقة والنبش في معالمها المحرمة واتسأل عن مدى صحة تفاصيلها من زيفها ..
ولتعرفوا شيئا مما سمعته حينها, ذلك الذي صدمني وهالني إلى حد الفجيعة والانقلاب على الذات الشخصية والقضية الحزبية, وحتى أبرر لنفسي أمامكم ذلك التحول الكبير الذي غير من مساري في المجمل واصاب قناعتي في مقتل.. ها كم بعضا مما سمعت به فعرفت عن حقيقته لأتركه غير مأسوف عليه ..
فقد قال لي من أعتقد في نفسه بأنهُ بطل صنديد واحمر عين مقدام ويدعى (جميل. م ) فلم أجده سوى مجرد قاتل وضيع ميت الاحساس والضمير عندما كان يحدثني متوعدا الطرف الأخر بالويل والثبور وعظائم الأمور وخاصة (عنتر ومحسن وفتاح ورموز جماعة الطغمة) ويدلل على ذلك بما كان يفعلوه في الماضي وكيف كانوا يذهبوا بضحاياهم الى صحراء بير نعامة في ضواحي مدينة البريقة ومعهم قوارير الخمرة ومجرفة !! فيأمرون الضحية بالبدء بالحفر (إعداد القبر) بينما هم يحتسوا الخمرة وبعد ان يكمل الضحية تسوية الحفرة اللحد يطلقون علىه الرصاص في مؤخرة الرأس ثم يدفعون بالجسد المنهار وركلا بالأقدام الى الحفرة القبر ويستكملوا شرب الخمر كأن شيئا لم يحدث للتوا ..!!
و يا لها من رواية بشعة تقشعر لها الأبدان .. و يا لله كم هو مجرم وحقير هذا العمل المشين الذي حدثني عنه الرفاق متفاخرين ومتجاهلين بأنه فعل يشمئز منه الناس في الأرض ويغضب منه الرب في السماء .. !!
وبالمقابل نجد عنصر قيادي مثل (ثابت . ع . ح) يتحدث بعنجهية وسخرية عن القيادة في الحزب والدولة حينها (أبو جمال وأبو سند وأبو باسل وباذيب وقيادات الزمرة الأخرى) ويصفهم بالجبناء والخونة والنعاج التي تستوجب القتل والذبح !! .

وفي ختام هذا المقال أجد بأنه من المناسب الاشارة والتوضيح بأن الضرورة التي استدعت نشري المتأخر لمثل هذا المقال وتلك المعلومات أنفة الذكر هو ما وجدته من أصرار البعض من الفاسدين ممن كان لهم دور بارز في الماضي في تجسيد تلك الافعال الاجرامية المدانة والسابق ذكرها في هذا المقال على تكرارها في الحاضر مستغلين تواجدهم الحالي في قيادة أحد الاجهزة الامنية الهامة, وأعتبر هذا المقال تحذير علني ونهائي مني لأولئك المجرمين بان يكفوا عن غيهم وبغيهم ما لم فنحن لهم بالمرصاد وسوف ننشر كامل الحقائق عن جرائمهم السابقة