مصانع الإرهاب

2015/01/17 الساعة 12:37 صباحاً

 

القوى الحزبية والدينية والقبلية التي استخدمت الإرهاب بعد 22مايو 1990م كأدوات للظفر بالسلطة الاستحواذ عليها ووسيلة لإقصاء خصومها السياسيين من الحكم هي ذاتها التي تستخدم هذه الأداة القاتلة وان تغيرت بعض الاساليب و تعدلت بعضها بحسب مقتضيات الحاجة.!

- البعرة تدل على البعير . فالفكر التكفيري الذي أخرج الحزب الاشتراكي ومعه الجنوب من الدين والملة هو ذات الخطاب الذي نسمعه ونراه اليوم يمطر فتاوي مفخخة من فوق منابر (بعض) المساجد وعلو منائر (بعض) الجوامع الواقعة تحت هيمنة احزاب الاسلام السياسي والجماعات المتطرفة ذات الارتباط الاقليمي فكراً وتمويلاُ .!

- الخطاب الإعلامي الذي جعل الحزب الاشتراكي عام 1994م رجسا اشتراكيا ونجسا شيوعيا في ثوب الاسلام وجب ازالته ومحوه. هو ذات الخطاب الإعلامي المدمر الذي يرى في خصومه اليوم عبارة فئة ضالة مارقة خارجة عن الشريعة وخطر ماحق على الأمة لابد من قلعه من جذوره, بكل وسائل الإعلام التحريض , وبكل طرق التضليل التي لا تتوقف عن تبرير القتل والتماس العذر للقتلة والمفخخين والذباحين إما قناعة بهذا الفعل أو نكاية بالضحية, والذي هو في العادة خصم سياسي وإن لبس الارهاب ثوب الدين, الذي هو بريء من شناعة هذه الافعال .هو ذات الإعلام الذي يلف حول خاصرته أحزمة ناسفة من نشرات الاخبار ويطوق صدره بعبوات متفجرة من تقارير صحفية طائفية مذهبية على شاشات القنوات الفضائية وصدور الصحف وواجهات مواقع الاخبارية المفخخة فضلا عن صواعق صفحات التواصل الاجتماعي لبعض خبراء التفجير التابع لغلاة الإسلام السياسي .

- الممول المالي والمادي لإرهاب عام 1994م هو ذاته الذي يفتح اليوم كل مساربه الى خزان ومخازن إرهاب اليوم.

نقولها بالمجمل: ان ما نراه اليوم هو إعادة لفيلم يعرض لنا طريقة صناعة منتج قاتل, أسمه الإرهاب, تم صناعته في مصنع واحد متعدد الاقسام والورش. أشبه بمصنع لصناعة الآلة, السيارات مثلا. فقسم يصنع المحرك وقسم يصنّـع السرير وقسم آخر يعد الهيكل وقسم لتصنيع التوابع الإليكترونية وآخر يجهز أجزاء نقل الحركة والإطارات. وكذلك هو مصنع الإرهاب منظومة متكاملة من الورش والمعامل والاقسام وتوابع قطع الغيار, موزعة بين قسم التفجير التكفيري وورشة التحريض الاعلامي وقسم التكفير المذهبي ومعمل لتبرير القتل والذبح.! وشتان بين مصنع ومصنع.!

-ورحم الله عبدالرحمن الكواكبي القائل: ( أعلم أيها المفتي المحترم، إن هذه الحالة التي أنتم عليها من التشديد و التشويش في أمر الدين هي أكبر أسباب انحطاط المسلمين..).