الخطاب الرئاسي شديد الوضوح والشفافية تجاه محاولات بعض القوى عرقلة المضي في استكمال مراحل إنجاز مشروع الدستور الجديد، وذلك من خلال تشديد الخطاب الرئاسي على ان مشروع الدستور ليس صيغة نهائية.. وانه يمكن النقاش بين مختلف القوى والمكونات المجتمعية للوصول الى صيغة نهائية ومتكاملة ، فضلاً عن التسليم بأن هذا الاستحقاق اضحى مسئولية وطنية لا يحتاج الى مزيد من اضاعة الوقت واهدار الفرص امام اليمنيين الذين يتطلعون الى انجاز مشروع اقامة الدولة الاتحادية القائمة على اسس العدل والحرية والمساواة والشراكة الوطنية.
إن أشكال العرقلة التي يحاول البعض فرضها امام استكمال انجاز هذا المشروع الوطني بامتياز، انما هو بمثابة التنصل عن مخرجات الحوار الوطني الذي اجمعت علية مختلف مكونات المجتمع ونخبه السياسية بما في ذلك اولئك الذين باتوا اليوم يتصدرون مشهد التنصل عن الاجماع الوطني .. وبالتالي فإن الضرورة الوطنية تقتضي التسليم ـ وعن قناعة ـ بتلك المخرجات مع حق كل الاطراف في التعبير عن قناعاتها بوسائل الحوار الحضارية وبمعزل عن استعراض القوة والهيمنة واعتماد اساليب القمع والبطش والاختطاف والتنكيل بالخصوم السياسيين تحت اية مبررات او حججً كانت!
وفي هذا الاطار، لابد من التأكيد على تلك الحقائق التي قد تكون غائبة عن اذهان بعض النخب السياسية وهي تتعامل مع مشهد التحول الديمقراطي واعادة البناء وفقاً لمخرجات الحوار بصورة سلبية وعلى نحو احادي الجانب وبغير ادراك لتبعات هذه القرارات الخاطئة وانعكاساتها السلبية على مختلف الصعد وبصورة خطيرة تسوق الذرائع للمتربصين بأمن واستقرار وسلامة ووحدة الوطن وتعريضه للخطر .
ان ثمة من يراهن على امكانية التقاط الفرصة الاخيرة لاعتماد الحوار والعقلانية في التعاطي مع هذه المستجدات بصورة مسئولة، وهو شيء طيب وبنّاء غير اننا يجب الا نغفل ـ في ذات الوقت ـ ان هناك من يصر على التمسك بقناعاته الذاتية ومحاولة فرض صيغ لا تتماشى مع تطلعات ابناء الوطن ،فضلاً عن ان هذه التوجهات تتعارض مع الاجماع الوطني .
ومع كل ذلك فإن الآمال لاتزال معقودة على انتصار أصوات العقل والحكمة داخل هذه المكونات وذلك على الرغم من الشطط الذي يستبد ببعض المتنفذين داخلها من ان تبادر الى التقاط زمام المبادرة والتعامل بصدقية ومسئولية من اجل الوطن ومضامين الشعارات التي تحملها هذه النخب على الاقل للمنافحة عن حق المواطن والوطن في الرخاء والاستقرار وعدم الذهاب الى تجريب الحسابات الخاطئة التي ستكون وبالاً على الجميع دون استثناء !.
"الجمهورية"