أصبحت صنعاء اليوم على صوت الرصاص والاشتباكات وفرار الأهالي من تلك المناطق وهو ما يعزز الحديث عن تحدي السيد لهادي بل والتحقير اكثر واكثر من ذلك الرجل المحسوب على الجنوب .
وهي عاده طبيعية يمارسها الزيود على الجنوب منذ عهد الوحدة التي انتهت فعليا بعد صحوة الجنوب وارتفاع الحناجر الرافضة للذل والهوان .
وبالتالي يصبح هذا اليوم جزء لا يتجزأ من الفرص التي يمنحها الشمال يوما بعد يوم للجنوب لفك الارتباط !!!
لكن السؤال الذي يطرح نفسه بقوة هو :هل سيستفيد الجنوب والحراك من هذه الفرصة ؟!أم سينتظرون خطفها من اطراف اخرى تعي التطورات وتعي الى اين تتجه البلد !!!
البعض يرى أن الانفصال سيأتي بدعم وبحماية دولية وهذا امر يفوق الخيال فالدول التي تربطها المصالح بالجنوب لن تسارع في اتخاذ مواقف تتصادم مع مصالح اخرى ودولية كذلك .
المجتمع الدولي لم يقدم قط اي حلول في اطباق من ذهب ولن يأتي للحراك او الجنوبيين ليتفاوض معهم او يمد العون والمساعدة فهو يتعامل مع سياسة الوضع الراهن والقوة التي تسيطر وكيفية ضمان المصالح بالتشاور مع اهل الارض وقادة المكان .
على الجنوبيين ألا ينتظروا الفرج من صنعاء او من خارج الوطن فالحلول تنبع من الجنوب وأهله اولا وقبل كل شيء ،إذ يجب أن تتجه قوى الحراك اليوم لتشكيل لجان الانتخابات وتقديم دعوة للأمم المتحدة لمراقبتها ومن حضر اهلا وسهلا ومن تخلى لا يعني الجنوب .
إن اعلان دولة الجنوب بتسمية ما قبل الوحدة هو المخرج السليم بدون قفز وشطح لن يخدمنا فلن يعترف العالم بالجنوب الا بما قبل الوحدة وما دون ذلك يحقق عدم فك الارتباط ويخلق تمزقا جنوبيا لا اكثر .
دعونا ننطلق من الواقع ونتجه إليه لنرسم المستقبل ،دعونا نبحث عن شباب جاد لإكمال مشوار البناء الجنوبي لكل أراض الجنوب ،دعونا نكتب على صفحات التاريخ أننا أنجزنا شيئا سوى الاعتصامات التي لم تقدم شيئا ولن تقدم !!!
الكيانات المتعددة لا تعنينا طالما لم تخدم القضية الجنوبية، وأشد على كل جنوبي بأن يتذكر أن الحراك لم يكن لولا تضحية الشباب وتصدرهم المظاهرات حين كان يقال بأن هؤلاء الشباب أهل بادية وجايين يخربوا عدن !!!
اليوم الوضع تغير وأصبحت الأمور ألين من ذي قبل ولكننا نفتقد للإرادة الحقيقية التي تنبع من حب الوطن لا البحث عن المماطلة والتسويف والاسترزاق باسم الجنوب وأهله في دول المهجر !!! على الشعب في الجنوب أن يعي الأمر ويدرك لمصلحة من ضياع كل هذا الوقت ؟.
الجنوب وطن الجميع وإن أردنا أن نصل به للأمان فلنذهب إليه قبل فوات الاوان !!! وكفانا هدرا للوقت والجهد ،،كفانا لعب بالنار وضحك على الدقون !!نريد ان نقدم للوطن شيئا ، كما قدم الشباب في 2008 و2009م هذان العامان هما من أعطى الزخم الحقيقي للحراك وتجاهل الاعلام وقتها بل والناس ايضا تلك التضحيات .
دفعت الحبيلين والضالع واخيرا أبين ثمنا غاليا ليرتفع صوت الجنوبي الحر ورفع العلم بيد الشاب حينها !!! قد يعرف هذا من حضر وشارك وقتها ام اليوم فأراكم تمرحون وتسرحون بالإعلام وتقولون ما تشتهون لكن لا أفعال ولا تغيير يوحي بأننا نتجه نحو الجنوب ..
اليوم الشمال نفسه وأهل الشمال يقولون انفصلوا الفرصة امامكم اهربوا بأنفسكم ووطنكم لبر الامان ونحن نعلم كيف كان الشمال يقول لنا الوحدة أو الموت !!! السيد قدم من كهوف مران وهو الصوت الذي لا يعلو عليه صوت ونحن مازلنا ننتظر قدوم وحوش جديدة وناهبين جددا وعودة لمرحلة الصفر !.
أخيرا أذكر نفسي وإياكم بشهداء ثورة الجنوب وأحيي من أطلق الحراك وأعطاه الزخم أحيي كل امرأة وطفل وشاب كان يموت اختناقا بالحبيلين والضالع وأبين وبعدن وكان يقول ثورة ثورة شكرا زهرة شكرا انتصار خميس شكرا علي هيثم وهشام باشراحيل والخبجي والشنفرة وشكرا بن شعيب وشكرا لكل الشباب.
...واتمنى ألا يخرج منظرون علينا ويتحدثون ويجتهدون تذكرينا بالأحداث والوقائع ونحن من عايشها لحظة بلحظة محافظة محافظة اعتصام اعتصام مظاهرة مظاهرة ...سرنا معهم برفقة الرصاص منذ انطلاق الحراك حين كان الكثير يفرون ذعرا وتبا لمن يتسول باسم الجنوب ويعيش على استمرار وضع الجنوب هكذا
