للمبادرة الخليجية الكثير من الألغام والعلل القاتلة ، ليس أخطرها فقط ، هيكلة وفكفكة الجيش والأمن، بل هناك الكثير منها ، ما بين مخفية ومستترة وظاهرة ، ومنها على سبيل الذكر، لا الحصر:
لماذا اغفلت في نصوصها - وهادي معها أيضا - وضع بند متعلق بتعيين نائب للرئيس الانتقالي التوافقي، وتحدد آلية اختياره وتعيينه ، لأن هادي، أو غيره ، ليس مخلدا أصلا ، ويسري عليه ما يسري على بقية البشر ، وقد يحصل الفراغ الرئاسي في لحظة ما من دون سابق انذار، لأي سبب كان ، سواء بسبب أنصار الله ، أم بسبب الوفاة الطبيعية ، سيما وإنه يعاني من مشاكل صحية كمرض القلب وغيره من الأمراض - شفاه الله منها - ، أوحتى كان سليما في الجانب الصحي فقد يحدث له حادث طبيعي ، كأن تسقط طائرته مثلا ، أو يتعرض لاغتيال، أو ما شابه؟
يعني هل يعقل بأن الذين اعدوا المبادرة وآليتها لم يكونوا على علم بهذه المسلمات ، أم إنهم حصلوا على ضمانة من ملك الموت عزرائيل بتأجيل قبض روح الرجال للوقت المناسب ، عندما يصبح خارج السلطة، أو بجعله يعدل عن أي قرار بالاستقالة ، كالقرار الذي أعلنه مؤخرا ، أم إنهم ارادوا لنا أن نصل إلى ما وصلنا إليه اليوم من حالة توهان وفراغ دستوري واحتمالات مرعبة !
أم إن هذه المسألة برمتها غابت عليهم بدون قصد وبسبب العجلة وضغوطات الثوار ( الأبطال) ، ( الشرفاء ) في الفرقة الأولى مدرع والحصبة ، الذين كانوا مستعجلين في بفعلهم الثوووووري من أجل انقاذ البلاد وتخليصها من الفساد والفقر والازدواج الوظيفي والأرقام الوهمية في الجيش والأمن ، وتطهير الشركات النفطية وإعادة الأراضي المنهوبة لأهلها ، وتصحيح أوضاع شركات الإتصالات ومحاسبة المتهربة منها عن دفع عشرات المليارات من الضريبة العامة المستحقة للدولة وووووالخ
مجرد تساؤلات ، وقد يقول قائل حول هذه النقطة : حتى وإن كان هناك نائب له ،لن تتغير الحالة والأوضاع التي وصلنا إليها بحكم سيطرة أنصار الله الفعلية على كل شيء ، الأمر الذي يجعل هذه القضية لا تفرق كثيرا ، سواء كان هناك رئيس يسلم السلطة بطريقة سليمة وصحيحة ، أو وجود بديل له، وهذا الرأي حقيقة ، في غير محله ، لأن فراغ السلطة ، اي سلطة كانت ، له تبعات سلبية غير عادية ، ولاحصر لها أيضا..فغياب الرجل الأول في الدولة ونائبة، وفي بلد كبلادنا وأوضاع كأوضاعنا يعني غياب الشرعية وغياب القائد ولو كان رمزيا.. لأن الأهم في الأمر هو أن يكون هناك شخص شرعي ، حتى ولو كان ضعيفا ، أو شرعيته منقوصة ، لأن عدم وجوده يعني ظهور حركات وأصوات وكيانات تدعو للإنفصال عن الدولة وشيوع الفوضى ، إلى جانب توقف عمل الأجهزة ، وتوقف أي تعامل دولي وإقليمي مع هذا البلد .. وبالتالي لو كان هناك رئيس أو من يحل محله كان ، على الأقل ، سيوجه الحكومة بتصريف الأعمال لحين تشكيل حكومة جديدة ، بدلا من هذا الفراغ والفلتان الحاصل في كل مرافق الدولة ومؤسساتها، ومناحي الحياة. وما يسببه هذا من تدهورحاد في المعيشة والتجارة وتعاملات السوق ، ووضع والتعليم والصحة والأمن وغيره..وفي كل الأحوال وجود رئيس يعني الكثير للمواطنين وللعالم على مختلف المستويات والجوانب التطمينية، والمعنوية ، والنفسية والسياسية ، والاجتماعية ، والاقتصادية وغيرها..