منذ اليوم الأول لانتخاب هادي رئيسا لليمن " توافقيا " بصندوق انتخابي واحد وكشخصية توافقيه واحدة للكل ، كان صناع رؤساء اليمن - بزعم الفار حميد الأحمر - بانتظاره ليرد لهم جميلهم في هذا المنصب ، إلا أن هادي كان رده أوضح ولم يستقبل صادق الأحمر ومرافقيه المدججين بالا سلحه والذي في الأصل كان حضورهم لتهنئته وانتخابه كرئيس ؛ ولا غبار إن "الأحمر" الفارين أو الباقيين في اليمن لهم الدور الأكبر في إهانة شعبهم والوطن والى لحظتنا هذه ، وكان مشروع هادي لهم واضح بطرد صادق وأسلحته ومرافقيه ليعلن لليمنيين أنهم على طريق سير أخر ، والرجل لا يمل من تكرار وحدويته وانه فقد خيرة رجاله ، ومن اجل ذلك أطلق كلمته المشهورة "الباب قدام من لم يرد الحوار" فأصبح اليوم الباب موصدا ويمنع من الخروج .
هادي اليوم سقط .. وان الأطراف التي تتباكى عليه اليوم هناك هي من لعبت الدور الأعظم في إسقاطه ، وكانت من عظيم معاركه التي نجح فيها هي ضرب خصومه وإفشال مخطط إسقاط أن يكون الجنوب في قبضة القاعدة ، والمخطط صنع للجنوب لإحداث الفوضى الخلاقة القاتلة و المشردة لشعبه " إدارة أزمة " وحصد مكاسب قذرة خطط لها ، ففشل الساحر وسحرته وانتقل مشروع الفوضى ليتحرك من شمال الشمال إلى إسقاط صنعاء ، والكل هناك تآمر على صنعاء ، والشعب هناك لا يوجه إدارة الفعل السياسي بقدر تماهيه مع أية قوة تبرز فنشأت التحالفات والعهود الجديدة للفاتحين الجدد .
هادي الرئيس الضعيف المحاصر المنتهك إنسانيته وخصوصيته في منزله ، والكل وضع أسلحته ورفعت الاسلحه لترسم برصاصاتها مشهد يترجم لا إنسانية الإنسان هناك ؛ لماذا كل هذا الاستعراض ؟ ولماذا كل هذا الحديد يصب على رؤوس منزل وساكنيه ؟ وهم في الأصل ضيوف ؟
المعلوم في مثل هذا موقف لهادي انه اتخذ بعد أن أدرك حجمه الحقيقي في بلد مازالت لعنة الشهيد الثلايا تطاردهم ، وان جميع المشاريع المحتملة بعد هادي هناك تصطدم بحقيقة انه قد انفرط العقد وتجميعه ضرب من ضروب المستحيل ، القضية اكبر من عودة هادي عن الاستقالة أو أن يحل محله رئيس مجلس النواب أو رفض مجلس النواب للاستقالة و بقاءه رئيسا لمدة ثلاثة أشهر وعندها تقدم الاستقالة ويشرع في انتخابات رئاسية ، القضية اكبر من مجلس عسكري أومن مجلس سياسي انتقالي ومن هكذا لعب وزيف .. لقد سقطت دستورية كل شيء ، سقطت المبادرة وسقط البرلمان وسقطت الحكومة ، وعلى ماذا ستلتقي الإطراف في ضل وكل طرف يريد من الأخر الخنوع ، هل الحوثيون سيعودون من حيث أتو هل الأحزاب والمكونات اليمنية قادرة على إدارة الفعل السياسي إلى بر الأمان هل الشعب قادر على استعادة هيبة ألدوله ، أما ؛ سيناريوهات ما بعد هادي فهي وهم المريض في ان يجد ضآلته من أحجار التنجيم والحقيقة ماثله للناضرين ومتوجهة إلى انزلاق فوضوي خطير. وستزداد مشاريع الغلبة التي يخطط لها كل طرف ، ومن هنا يجب إدراك الحقيقة ألمغيبه والمرفوض الإفصاح بها وأنها كانت بين أيديهم إلا أنهم علو واستكبروا وتآمروا! فالدولة المدنية صنعها الجنوبيون في كل مراحلهم ومنعطفا تهم ويقدمون فيها أروع الدلالات النضالية منذ اتفاقية الوحدة ووثيقة العهد والاتفاق وتصحيح مسار الوحدة . هاهي دورات الدم الغير متوقفة تحصد مئات الآلاف ومثلهم في تشريد ونزوح وهجره ودمار وفتنه ، وبصراخ .. لا يعدو عن حناجرهم إلا كلمة مدنية .. مدنيه ، وإنكم حقيقة لم تصنعوا إلا المناطقيه ليتطور اليوم الأمر حتى يبرز قرن الشيطان والطائفية المهلكة. وانه لمستغرب استغاثة الهروب للجنوب من مناطق شمالية والتي هي في الأصل إن تحررت من عقدة الاستعباد أن تدير مفصلية جميع الأمور ، وحصار هادي يمثل حالة إرباك وضعف حقيقي وصلت إليه جميع الإطراف اليمنية في صنعاء ومجتمعة القول والفعل اليوم بضرورة الحجر والحجز عليه فالصانع القوي للوحدة بالأمس هو الصانع الأقوى اليوم لعودة الجنوب لشعبه ، وهذه من الأفعال المفلسة فللجنوب شعب وعبر لجانه الشعبية يمتد اليوم بكل طرقاته وفي كل مؤسساته من عدن إلى حضرموت ينشدون الأمن والاستقرار لوطنهم والفعل السياسي في حالة تقارب عبر وانبثاق كيان موحد عاجلا أم أجلا وسيصدح بهيئة وطنية أو تنسقيه موازية لمجلس عسكري لا يتعدى على الغير بقدر أن يستعيد وطن مغتصب .. فالحراك وهادي جنوبيون .. وأيادي الكل للجنوب (أمينة ).