مها السيد
كلما قلنا أننا قطعنا رؤوس الحنشان نفاجأ أننا لم نقطع إلا أذيالها التي لا تؤثر على حياتها بل أن هذا الجزء المقطوع يستطيع بمساعدة أجزاءه السليمة النمو من جديد وإعادة تشكيلة ولكن بصور آخرى ، فنظام صالح الذي أستمر يحكم 33 عام لا يمكن الخلاص منه بمجرد قطع جزء من جسده لان الفساد فيه أصبح ممنهج بشكل منظم ، وأكبر دليل على ذلك أن ثورتي الحراك الجنوبي 2007م والشباب السلمية 2011م لم تستطع اجتثاث نظام صالح ولم تحقق أهدافها إلى الان ، وفي كل حراك ثوري وسياسيي يحاول فيه أبناء الجنوب ومعهم الرئيس الجنوبي عبدربه منصور هادي أن يتنازلوا ويقبلوا بأنصاف الحلول لأجل أخوتنا في الشمال ولأجل بقاء اليمن موحدا لعلى قواهم المثار عليها والفاسدة تحترم وتعي حق شعبها في العيش الكريم وحقه في تقرير المصير نفاجأ بظهورها من جديد وإعادة انتاج نفسها رافضة سنن التغيير والتداول الإلهية .
حاول طاهش الحوبان- صالح- أن يعود بعجائبه ، وبحث عن حنش يتلون من خلاله ليخفي قبح طهوشته ، وفعلا وجد شاب أرعن مغرور – عبدالملك الحوثي -لا يفقه بالسياسية شيء وجعل يسيره مثلما يريد في لعبة سياسية قذرة إلى أن أنتهى من أداء دوره ، وأصبح لأبد أن يتخلص طاهش من الشاب الأرعن ، ولكن المفاجأة أن الشاب اصابه الغرور وتعلم السياسة القدرة وأعجبته اللعبة ولم يشاء أن يتركها لغيره.
فهل نصدق عجائب طاهش الحوبان بعد كل ذلك ؟ وهل نقبل بحكم طفل تعلم السياسة علي يدي طاهش الحوبان ؟ قالها الفنان الكبير الراحل المرشدي رحمة الله عليه وهو يغني اغنيته المشهورة نشوان للشاعر سلطان الصريمي في عام 79م قاصدا بما تحمله في طياتها من مفردات أحداث الصراع الدائر بين حكام الشمال والجنوب انذاك :
نشوان لا تفجعك خساسة الحنشان وحسك تصدق عجائب طاهش الحوبان ، فما أشبه الليلة بالبارحة وهاهو طاهش الحوبان قد بذل جلدته وعاود ليزرع الحنشان ويركب برأس الجمبية جعنان .
الجنوب بمختلف قواه الثورية والسياسية وبقيادته في الداخل والخارج فهم عجائب صالح وأعلن أنه لن يكون فريسة المصالح أو تنهشه خساسة الحنشان وتفجعه القوارح والطبال ، لأنه اليوم ليس جنوب الأمس فقد اجتمعت رجالاته قاطبة وقرروا إعادة الجنوب بعدما فشلت كل الحوارات والاتفاقات مع الشمال كان آخرها اتفاق السلم والشراكة ، وأصبح العنف والحصار الجبري اللغة السائدة والمفروضة واقعيا ، فالرئيس هادي أيقن ان لا مشروع مدني للدولة الاتحادية مع حنشان الشمال وخاصة بعد تحالف صالح مع عبد الملك الحوثي ضد مشروع الدولة الاتحادية ، ورفض الرئيس بحاح وحكومته أيضا ان يكونوا كمبرس في مسلسل السياسة القدرة لحوثة عفاش .
لن يبكي الرئيس هادي على ما كان لأنه عمل بإخلاص ووطنية لصالح اليمن شمالا وجنوبا ، ولن يفجع من أي خيانة أو حصار لأنها خساسة تدل على ضعف وخوف من قام بها ، والقوة الحقبقبة اليوم بيد الرئيس هادي ومن معه من الوطنيين الجنوبيين والشماليين على حد سوأ ، فمن يجعل الله حسبه ويؤمن بحقوق شعبه لن يخذله الله ولا شعبه.
الجنوب سيعود لأنه اليوم يملك قوى مدنية واعية ، وقيادات حكيمة مؤمنة تفكر بباكر بطريقة موضوعية استطاعت أن تجعل المجتمع الإقليمي والدولي الضامن الرئيسي ليعترف بحق تقرير مصيره رغم تمسك هذا المجتمع بوحدة اليمن ويعتبرها من الثوابت ، إلا أن قيادتنا الحكمية ممثلة بالرئيس هادي ومن معه من الجنوبيين السياسيين والثوريين في ساحات الجنوب الأبية أثبتوا لهذا المجتمع الدولي أن الجنوب مدني وسلمي وأنه قبل بالحوار كوسيلة حضارية لحل قضيته العادلة ولم يحمل سلاحه ، ولم يستغل مناصبه العليا في الدولة لدعم مشروع الانفصال أو الإقليمين الذي وضعته قوى سياسية في مؤتمر الحوار الوطني ، ورغم كل ذلك فأن ضمانات القضية الجنوبية خاصة و ومخرجات الحوار الوطني عامة تراجعت عن تنفيدها قوى شمالية ممثلة بالحوثيين وجناح صالح في المؤتمر الشعبي العام ، متذرعين بأن مشروع الأقاليم مشروع خارجي يفضي بتفتيت اليمن وإنهاء وحدته ، وقد حسم الجنوب أمره ولن يتراجع للخلف فإما دولة اتحادية من 6 أقاليم وإما انفصال وبرعاية دولية وأعتقد أن الخيارات لم تعد متاحة ولن ينتظر الجنوب كثيرا .
مقطع من أغنية المرشدي نشوان للعبرة والتذكير:
نــشـــوان كــــم في جـــعـــبــتــي نصـــائـــــح
وكــــــم ورِم قــــلــــــبــــي من الفـــضـــائـــح
وكم شــــســــامِـــح لــــو أنا شــــــســــامِــــــح
أوصـــــيــــــك لا تـــــــهــــــــرب ولا تـــــمـــــازح
لا تــــفـــــتــــجـــــع من كــــــثـــــرة المــــــرازح
شُـــــق الـــطَـــــريــــــق وظــــهِّــــر المَـــــلامِـــــح
حـــتــــى تُـــعــــانِــــــق صبــــحــــنـــــا تـــصافح
ويـــــنــــــتــــهي الإرهــــــــــــاب والمــــــذابِــــــــــح