جائتني مكالمة مفاجاءة وغيرمتوقعة من مسؤول سابق في النظام السابق قبل عدة أيام ،وطلب مني زيارته في مكتبه بوسط العاصمة صنعاء ،ذهبت إليه في الموعد المحدد ،وبعد حديث طويل داربيننا إمتد لأكثرمن ساعة ،حول المشهدالسياسي في اليمن في الماضي والحاضروالمستقبل ،سرح الرجل ببصره عبر نافذة مكتبه لدقائق معدودة وهو يحدق بمسارات طرق العاصمة والمركبات التي تعج فيها ، والكتل الأسمنتية التي تشكل البنايات وتخلومن أي مساحات خضراء تلك الكتل الخرسانية الصماء كقلوب بعض ابنائها الذين تركوا الوطن والتفواحول السلطة ،إحترمت صمته الذي امتد لبعض الوقت ،ولم اتفوه بحرف واحد وكأن على رأسي طيرا ً ،التفت الي وكسرحاجز الصمت وقال والحكمة تشرق على قسمات وجه المضيئ :- ( أتمنى أن يعلم الناس بكل ما أخبرتك به في هذا اللقاء ...اكتب مقالا ًعن ما أخبرتك به ؟ ) أنا :- (وهل أذكر أسمك ومنصبك السابق ؟) المسؤول السابق :- (كماتشاء لك مطلق الإختيار ) ،لقد بدء حديثنا عن الوضع الراهن في اليمن ،وعن ثورة 11فبرايرعام 2011م ،وعن الأحداث المتسارعة التي أعقبت ثورات الربيع العربي ، ثم قبل أن يسترسل في الحديث سألته :- برأيك ما هي الأسباب التي جعلت اليمن تصل إلي ما وصلت إليه ، هشاشة الدولة وغياب النظام وسيادة القانون ،وتفشي ظاهرة الفقر والجهل والمرض ،عندما نراجع أهداف ثورة 26سبتمبروأمتدادها ثورة 14أكتوبر سنجد أن الثورة فشلت في تحقيق أهدافها ؟ المسؤول السابق :- فعلا الثورة السبتمبرية فشلت في تحقيق أهدافها ،كان من اهدافها القضاء على الفقر والجهل والمرض ومازلنا تحت خط الفقر وحسب إحصائات دولية ومازال الجهل متفشي في كل ركن وفي كل بيت ،والأمراض المستعصية تفتك بالمجتمع والتي لم نعهدها في الماضي البعيد ، من أهداف الثورةالسبتمبرية الأم بناء جيش وطني قوي يحمي الوطن ومكتسباته ،ولاكن على أرض الواقع لم يُبنى إلا جيش عائلي لحماية الأسرة الحاكمة ومكتسباتها ..قاطعته سائلاً:- برأيك ماهي الأسباب التي ألقت اليمن في هذا النفق المظلم وأسقطت أهداف الثورة السبتمبرية الأم ؟ المسؤول السابق ( الحاكم وأدواته التي أرست له قواعد الحكم ،وحكام اليمن بعد الثورة السبتمبرية الأم لم تُمنح لهم الفرصة الكاملة لتحقيق أهداف هذه الثورة لذلك لن نستطيع تحميلهم المسؤولية ،فقد حكم اليمن بعد ثورة 26سبتمبر ثلاثة حكام "السلال والارياني والحمدي "وقد تم التخلص منهم عن طريق الإنقلاب أو الإغتيال ،ولاكننا نستطيع إلقاء المسؤولية كاملة على عاتق الحاكم المخلوع على عبد الله صالح وأدواته التي هيئت له الحكم ومكّنته من التربع على كرسي السلطة لأكثر من ربع قرن من الزمان ،والأداة الرئيسية التي مكنته من حكم اليمن طيلة هذه الفترة الزمنية الطويلة هي جهاز المخابرات وهو ماكان يطلق عليه قبل الوحدة اليمنية المباركة عام 1990" جهاز الأمن الوطني "وبعد الوحدة أطلق عليه أسم "الجهاز المركزي للأمن السياسي " وفي أواخر حكم الرئيس المخلوع على عبد الله صالح تم إستنساخ جهاز أخر أطلق عليه اسم "الأمن القومي " ،نستطيع بكل ثقة أن نحمل الحاكم المخلوع وأجهزة مخابراته كامل المسؤولية عما حصل في الماضي وما يحصل الأن ،لقد كان جهاز المخابرات في الماضي يعمل من أجل الرئيس المخلوع فقط وليس من أجل الوطن ومازل يعمل من اجله الي هذه اللحظة ،فكان يتجسس على الجميع معارضين ومناصرين ،كان يتجسس على المعارضين وعلى القيادات العسكرية والأمنية التي تعمل لديه بلا إستثناء ومن يعارض كان يناله البطش والتنكيل والتدمير والإخفاء القسري ،بناء ً على تقارير هذا الجهاز ،الذي لم يكن إلا تشكيل عصابي بتصريح رسمي ومازال ،مهمته الأساسية والوحيدة حماية "زعيم العصابة "الذي هو الحاكم المخلوع على عبد الله صالح وأفراد العصابة...قاطعته سائلاً (والقبيلة والجيش ألم يكونوا من أسباب دمارهذا الوطن أيضا ً ) مط المسؤول السابق شفتيه وقال بحنق (القبيلة والجيش العائلي "إذا استطعنا تسميته جيش لأنه عبارة عن تشكيلات قبلية عائلية " كلاهما من صناعة جهاز المخابرات بأوامر من الرئيس المخلوع وزمرته ) أنا :- (حدثني أكثر عن جهاز الأمن الوطني سابقا والامن القومي والسياسي حاليا ً...مثلا :- ماهي طبيعة عملهم ؟ هل لديهم قوانين ولوائح يسيرون عليها ؟وهل إجراءاتهم تخضع للقانون ؟ وهل اي اجراء يقدمون عليه يستصدرون به أمر من النيابة العامة ؟ وكم تبلغ ميزانيتهم السنوية ؟وهل سجونهم تخضع للتفتيش القضائي ؟ ارتسمت على ثغر المسؤول السابق إبتسامة عريضة أظهرت صف اسنانه الامامي وقال ساخرا ً (قانون اي قانون يحكم هؤلاء ؟ كما اخبرتك هم عبارة عن تشكيل عصابي يعمل تحت الكواليس وفي الغرف المظلمة بعيدا ً عن القوانين النافذة وبعيدا ً عن الأعراف والتقاليد والأخلاق وشريعة الإسلام هم باطل بني على باطل ، إنهم قلعة الشر وسبب تخلف الشرق الإسلامي في اليمن وفي بعض الدول العربية والإسلامية ،وطبيعة عملهم اختراق المجتمع المدني والعسكري والهيئات الحكومية والأهلية والمؤسسات التجارية وهم مندسون في الأحزاب والجمعيات التعاونية ومؤسسات الجيش والأمن وهيئات القبائل والمؤسسات الدينية ،لدرجة أن لهم "مندسون" "مخبرين " في المدارس الصغيرة ودورالعبادة وحتى بين بائعى الموز في الجولات ...(قهقهت ضاحكا ً وأنا أقول (وهل يخشون معارضة أو حركات مناوئة من بائعى الموز والباعة الجائلين في الجولات والميادين ) المسؤول السابق (أنني لا اسخر ،فعلا هذا ما يفعلونه لأنهم يريدون أن يكون لهم عين في كل مكان ، لهم مخبرين "متعاونيين " في الجامعات والمدارس والمكتبات ولديهم مساجد بنيت بتمويل منهم وخطباء هذه المساجد هم خطباء "الامن القومي والسياسي " بل إن عدد كبير من خطباء المساجد الأخرى في العاصمة صنعاء وفي المحافظات الاخري حتى البعيدة منها يعملون "مخبرين "ويبثوا من على منابرهذه المساجد فحيح شرهم ليسمموا أدمغة الناس ويقوموا بعمل "غسيل دماغ" لهم بما يوافق مصالحهم الذاتية الضيقة التي تصب في مصلحة الحاكم وزمرته أولا ً وأخيرا ً .أنا :- (ما هي قصة جهاز الامن القومي الذي أنشئه الرئيس المخلوع ولديه جهاز الامن السياسي الذي يدين له بالولاء المطلق ؟) المسؤول السابق ( على الرغم من أن عبيد جهاز الامن السياسي راكعين للرئيس المخلوع ويعبدونه ليل نهار من دون الله هوونجله "احمد" واقاربه من الاسرة الحاكمةالسابقة وزمرته "اعضاء العصابة"وانجالهم واقاربهم ، ويفعلون ما يؤمرون حتى لو طلب منهم المخلوع ونجله وزمرته أن يلقوا بأنفسهم في البحر لفعلوا إلا أنه أسس جهاز الامن القومي لعدة اسباب منها انه كان يريد أن تتعدد هذه الاجهزة لتضيع الحقيقة وليلقي كل جهاز المسؤولية على الجهاز الاخر في ظاهر الأمر ،ولاكن في باطن الأمر الجهازين وجهان لعملة واحدة ،ومن يريد أن يعمل في الامن القومي يجب أن يأتي بموافقة من الامن السياسي او يكون قد عمل سابقا في الامن السياسي ،العمل في الأمن القومي يتطلب موافقة الامن السياسي ، وكان قرار انشاء الامن القومي استخفافاً بالعقل اليمني المغّيب أصلا ً بفعل عمل هذه الاجهزة وإهداراً للمال العام ، بل أن أحد اصدقائي المقربين من المخلوع صالح أخبرني أن فكرة إنشاء الامن القومي هي فكرة عمار صالح ابن اخ المخلوع ، وكان كل شاب من اقارب المخلوع يفعل ما يشاء ينشاء اجهزة وفيالق او سريات في الجيش كما فعل نجل المخلوع ويدعى خالد الذي قام بإنشاء وحدة مشاة جبلي وتعين رئيسا لهذه الوحدة ،كان أطفال الأسرة الحاكمة يطلبون طلبات ساذجة وبلهاء وطفولية والاب ينفذ على حساب أموال الشعب وخزينته العامة ، وعبيد الامن السياسي راكعين لا حول لهم ولاقوة ، بل هم من يروجون لنجل المخلوع حتى الان ليحكم اليمن ، ليهدموا اخر حجر من بناء النظام الجمهوري الذي فشلوا بمعية المخلوع واسرته البلهاء وزمرته الحمقى طيلة الفترة الماضية في تحقيق حتى ولو هدف من أهداف النظام الجمهوري المنبثق من الثورة السبتمبرية الام ،) أنا :- ماهو دور الامن السياسي في الحياة السياسية اليمنية وعلاقته بالاحزاب السياسية ووأحزاب المعارضة ؟ المسؤول السابق ( هذه المعلومة التي سأخبرك بها ستصيبك بالاحباط ولكنها الحقيقة، والواقع قد يكون صادم لمثلك من الشباب السياسي الناشط ،جهاز الامن السياسي إخترق كل الاحزاب السياسية اليمنية وهناك أحزاب هو من قام بإنشائها لذلك فالمعارضة اليمنية ضعيفة بل هزيلة لأن المعارضة صنعها الامن السياسي والنظام ) أنا :- إخترقوا حتى حزبي الإصلاح والاشتراكي ؟ (نعم كل أحزاب اللقاء المشترك مخترقة ،وبعض المندسين وصلوا الي بعض المراكز القيادية داخل هذه الاحزاب وهم يسيّرونها في اغلب الاحيان ) أنا :- ان كان الامر كذلك فكيف خرج الناس في ثورة 11فبراير ولحق بهم أحزاب اللقاء المشترك ؟) (ما حدث في ثورة 11فبراير كانت ارادة الله القاهرة اولا، ثانيا خروج الشباب المستقل اثر كثيرا في مسار الأحداث وكثير منهم لم يكونوا من "عبيد الامن السياسي والقومي" فكان ان قام جهاز المخابرات بتحريك عناصره داخل الاصلاح والاشتراكي والناصري وعددمن المستقلين ، فلحقوا بركب الثورة واجهزوا عليها ،وقاموا هم بالتفاوض مع النظام السابق بينما شباب الثورة المستقلين كانوا رافضين لمجرد التفاوض وطالبوا بالتنحي دون قيد أو شرط ، لقد قام "المندسين "ومخبرىّ "أمن" المخلوع داخل الاصلاح والاشتراكي بالمُضي قدما ًبهذه الأحزاب لتوقيع اتفاق مع المخلوع منحه طوق النجاة ،بينما لوكان هذا التوقيع لم يتم ،لأستمر المخلوع يراوغ قليلا ولكان هرب كبن علي او تم ايداعه السجن كمبارك ، لم يحدث في اي دولة من دول الربيع العربي كما حدث في اليمن ، لقد قام عملاء الأمن السياسي والمخلوع داخل هذه الأحزاب بمنحه حصانة قانونية والإبقاء على حزبه وحصل حزبه على نصف مقاعد الحكومة واحتفظ بمجلس نوابه المنتخب عن طريق التزويروالمنتهية صلاحيته وشرعيته ، ولم نصل الي حل كما كان يروّج قادة المشترك ،لقد برر قادة المشترك التوقيع على المبادرة الخليجية المهينة ،من أجل الحفاظ على اليمن من الدخول في اتون الفوضى والصراعات المسلحة ومن اجل الحفاظ عليه موحداً ،ماذا سيقولون الأن بعد دخول اليمن في مستنقع الفوضى والصراعات المسلحة وهو في طريقه الان الي الانفصال والتشرذم ، لقد لعب المخلوع وجهاز مخابراته باللقاء المشترك ،ولم يكونوا سوى بيادق شطرنج بيده وبيد مخابراته كما هو حالهم منذ زمنا ً بعيداً، لقد دفع عبيد الأمن داخل الاصلاح واللقاء المشترك بهم الي التوقيع على المبادرة والانضمام الي الثورة قبل ذلك ،وفي نفس الوقت روّجوا لمقولة ان الثورة استولى عليها اللقاء المشترك و"إخوان اليمن" ،لقد كان هذا الترويج تغطية لعمل المندسين داخل احزاب اللقاء المشترك ،ولإقناع الشارع وبالذات اقناعكم انتم شباب الثورة المستقلين بأن اللقاء المشترك على حق وعلى خلاف دائم مع المخلوع . أنا :- (ما طبيعة العلاقة التي تربط جهاز المخابرات بتنظيم القاعدة ؟)المسؤول السابق (تنظيم القاعدة في اليمن تسيطر عليه المخابرات بشكل كلي ومعظم العمليات التي نفذها التنظيم في العمق اليمني كانت بتوجيه مسبق وتنسيق كامل مع جهاز المخابرات من أجل أهداف معينة تصب في مصلحة النظام والحاكم منها إبتزاز المجتمع الدولي ماديا ً بحجة محاربة الإرهاب ولإنشاء تحالف دولي لمكافحة هذا الارهاب يكون فيه النظام طرفا ً مهما ً وشريكا ً فاعلاً يضمن بهذا التحالف والشراكة مع المجتمع الدولي الإستمرار في الحكم والحصول على الدعم المناسب وبهذا التحالف والشراكة مع المجتمع الدولي واجهزة مخابراته يحظى النظام بالدعم والرعاية ويصعب الإطاحة به من قبل مناهضيه مهما إرتكب هذا النظام من فظائع ومخالفات .أنا :- (ماعلاقة جهازالمخابرات بجماعة الحوثي ؟) المسؤول السابق :- (جهازالمخابرات يسيطر على جماعة الحوثي ويرسم مخططاتها بتوجيه من الرئيس المخلوع ،النظام السابق خاض ستة حروب مع هذه الجماعة وقتل زعيمها الروحي ،وبعد ثورة 2011م أصبح تحالف المخابرات والنظام السابق مع هذه الجماعة بشكل علني ، لقد كان تحالف الرئيس المخلوع وجهاز مخابراته مع جماعةالحوثي تحالف للإنتقام من الوطن ومن الشعب الذي ازاح رأس النظام وبقى جسد النظام ومخابراته الذي مازال يحكم اليمن ،لقد قام هذا الجهاز"العصابة" بالتنسيق والترتيب لجماعة الحوثي في صفوف الجيش والأمن لتسهيل إستيلائها على صنعاء وقبلها عمران وبقية المحافظات ،لقد سلم هذا الجهاز "العبد "للمخلوع على صالح اليمن للجماعة الحوثية ولإيران على طبق من ذهب ، لقد قام هذا الجهاز بإغتيال جدبان وشرف الدين والمتوكل وألصق التهمة بالاصلاح من أجل شق صف من وقف مع الثورة والانتقام من رموزها كما اغتالوا قبل ذلك جار الله عمر مهندس اللقاء المشترك وحملواعملية التصفية حزب الاصلاح كماقاموا بإغتيال مساعد امين إصلاح تعز لكي يبدوا الامر انتقام من جماعة الحوثي . إن جهاز المخابرات الذي يعتبر قفازات للحاكم المخلوع ومن كان يخدم معه وللأنجال والأصهار يقف وراء ما وصل إليه اليمن من تخلف وهشاشة وفقرومرض إن هذا الجهاز يعلم الفاسدين فردا ً فراداً، أولئك الذين قاموا بنهب المال العام واستغلوا الوظيفة العامة للكسب غيرالمشروع وشربوا دماءالجسد اليمني طيلة الفترة الماضية ، وهو يقوم بحمايتهم والتستر عليهم كما يقوم بالتستر وحماية المجرمين وقطاع الطرق وناهبي ثروة الشعب .أنا :- ( كيف يتم تجنيد المخبرين "المندسين"من قبل هذا الجهاز وما مدى تأثيرهم على الحياة العامة ؟ ) المسؤول السابق (يقوم الجهاز بتجنيد المندسين والعملاء عن طريق إستمالتهم بالوظائف والإمتيازات والمناصب والتسهيلات ،وهناك من تقوم المخابرات بتربيتهم منذ مراحل حياتهم المبكرة ويطلق على مثل هؤلاء "ابن الامن "او "ابن المخابرات "او من تربى في أحضان المخابرات " فبعضهم يقوم الجهاز "بتجنيدهم "مثلا ًمنذ مراحل الدراسة الثانوية ،فيحصل على تقدير عالي في الثانوية أو حتى اذ لم يحصل وتقوم المخابرات بتسهيل حصوله على منحة خارجية أو تسهيل دخوله للكليات المختلفة ثم تسهيل حصوله على مؤهلات عاليه ثم تمكنه من الوظيفة العامة والمنصب العام وهكذا يصبح جزءً مهماً في الدولة العميقة التي تحكمها المخابرات ،فيفعل مايؤمربه ولوطُلب منه ان يُلقي بنفسه من هاوية سحيقة لفعل بلا تردد وبلاتفكير،وهذا الشخص قد لايتوب يوما من الأيام لأنه أصبح غارقا ً في مستنقعهم الأسن من رأسه حتى أخمص قدميه ، أما تأثيرهم في الحياة العامة ،فنستطيع ان نستخدم "مصطلح الدولة العميقة "فلديهم كتاب مأجورين وصحفيين مأجورين وإعلاميين في كل وسيلة إعلامية سواء كانت محسوبة عليهم أو محسوبة على المعارضة ولديهم كُتاب ومفكّرين "غسلت أدمغتهم "وهم انصاف كتاب وانصاف مفكرين لا يكفوا عن التنظيرلشر هذا الجهاز وللحاكم المخلوع ورموز عصابته ، هم عالم خفي متكامل وراء الستار،نستطيع أن نطلق عليهم "طيورالظلام "، كذلك يعملوا على تبني أنصاف المتعلمين والمؤهلين والمثقفين والمتردية والنطيحة وما أكل السبع ثم يقوموا بعد ذلك بتلميعهم وتمكينهم من المنصب العام وهم جوفى وتافهين وبعضهم علمانيين لا دين لهم إلا المصلحة وبذلك يضمنوا ولائاهم المطلق وعبوديتهم التامة ،هؤلاء إن وجدت دولة النظام والقانون وأصبح هذا الجهاز لا وجود له لن تجد لهم مكانا ً في الاماكن التي يشغلونها ،و هم يدركون ذلك قطعا ً لذلك فعبوديتهم مطلقة لهذا الجهاز وللحاكم المخلوع الذي يسيطر عليه،أنا :- (هل المخابرات المصرية"أمن الدولة" لها دور في الإنقلاب الذي حدث في مصر ؟ ) المسؤول السابق :- ( المخابرات في مصر كالمخابرات في اليمن تماما ،وقدقاموا بدور رئيسي وهام في الترتيب والإعداد للإنقلاب وتحديد ساعة الصفر وحشد الناس ووسائل الاعلام والكتاب والمثقفين والاكادميين وتجييشهم ضد الاخوان على الرغم من صدور قانون بإلغائهم كما حدث في تونس عقب ثورة 2011م،وللعلم مخابرات الدول العربية وكثير من الدول الصديقة تجمعهم إتفاقيات أمنية لتبادل المعلومات والخبرات والتضييق على المعارضين ،بمعنى اخر يجمعهم " "نادي" عصابي دولي وإقليمي " مقره الرئيسي الاول في واشنطن والثاني في تل أبيب . أنا :- (لماذا اخترتني أنا بالذات لأكتب عن هذا الموضوع؟ )أطرق المسؤول السابق برأسه الي الارض وقال (لقد قرأت الوثيقة المنشورة على صفحتك في الفيس بوك والتي تبين إستهدافهم لك منذ عام 2002م ولم يأخذوا بعين الإعتبار أن عمك "عبد قديم وكبيرعندهم ومقرب من صنمهم المخلوع هبل "على عبدالله صالح" إنهم عبيد لهبل ولزمرته وانجالهم وهم خشب مسندةوأراجوزات يفعلون مايؤمرون بدون عقل أو منطق لقد غسل هذا الجهاز أدمغتهم وعصب اعينهم وجعل منهم دُمى يحركهم ويستخدمهم في أي وقت يشاء ويدفع بهم الي شفيرالهاوية ،كذلك قرأت لك عدة مقالات تطالب بإلغائهم أسوة بمصر وتونس أنا :- (سؤال يراودني منذ فتحت هذا الملف ماسر كشفك لهذه الحقائق التي يعلمها الكثيرمن الناس وانت كنت مسؤولاًسابقا ً في النظام السابق ومؤكد تعاملت مع هؤلاء الناس ...أو تعرضت لظغوط.... قاطعني قائلاً :- سأرفع عنك الحرج أنت تريدأن تطرح سؤالا ً يقول لقد خدمت معهم ومؤكد خدمت مع هؤلاء العبيد وكنت عبداً "لهبل"ذات يوم أريد أن أقول لك انها صحوة ضمير أو بالمصطلح الشرعي توبة لقد كنت عبدا ً مهما ً لصنمهم "هبل" وشاركت في رسم بعض سياسات هذا التشكيل العصابي "جهاز المخابرات "والأن أعلن توبتي الي الله وادعوه ليل نهار ليقبل هذه التوبة ولقد قمت بأعمال عديدة لأكفرعن أخطائي منها اتصالي بك وإصراري أن تنشر هذا الحديث الذي دار بيننا في مقال ربماقد يقتدي بي بقية عناصر هذا الجهازوأنا اناشدهم عبرمقالك هذا ان يتوبوا الي الله فورا ًوان يغلّبوا مصالح الوطن فوق مصالح الأفراد والأصنام وعليهم ان يدركوا انهم محاسبون امام الله يوم القيامة عن كل صغيرة وكبيرة ،وان كانوا مسلمين كما يدّعوا فدين الإسلام يحرم افعالهم جميعها بلا استثناء تحريما ً قطعيا ً في القران الكريم وفي السنة النبوية المطهرة وبإجماع جمهور العلماء،فليدرك هؤلاء أن الموت يأتي بغتة وأن عقاب الله وبطشه يأتي بغته ايضا ،ومن كان في قلبه ذرة ايمان بالله وبنبيه فعليه ان يبادر الي التوبة قبل أن يأخذه عذاب الله بغته أو يأخذه الموت الي أعماق سقر ،أنني اشعر براحة عظيمة لقد وصلت الي النضوج الفكري الذي كنت انشده ، أشعر اليوم أنني انسان وأنني ولدت من جديد حرا ً ومختارا ًوهي فطرة الله التي فطر الناس عليها ،لقد كسرت قيود الذل ومزقت حبال العبودية ووجدت السلام الروحي والداخلي وهي بلا شك مكافئة الله لي على اتخاذي قرار التوبة ثم صمت فجاءة وأجهش بالبكاء ثم قام وقبل رأسي وهو يقول بصوت متحشرج يشوبه الحزن والإحساس بالذنب ويكتنفه نقاء عودة نصوحة الي الله(لقد اقلعت ُ عن الذنب ولن أكرر ذنبي هذا ،وأنا نادم على أفعالي وحياتي السابقة ،لقد قمت بشروط التوبة الثلاثة ،وتبقى لي الشرط الرابع "التحلل من الذنب "أن يغفرلي كل من تسببت في إلحاق الضرر بهم في الفترة الماضية صمت لبرهة من الوقت ثم أردف (فلتغفرلي أنت ) أنا :- (وهل ستطلب المغفرة من كل من تسببت في إلحاق الضرربهم ) المسؤول السابق :- (لقد ذهبت الي كثيرمنهم ،وسأذهب اليهم فردا ًفردا ًومن رحل الي الله سأطلب المغفرة من وليه "من يرتبط به بصلة دم" أنا :-(ماهي نصيحتك لعلاج هذا المرض الخبيث المتفشي في المجتمع المسلم ؟) (الحل يتكون من عدة اجزاء ،الجزء الأول :-توعية الناس وعناصر جهاز المخابرات الداخلية بأن وجود هذا الجهاز من الأساس محرم شرعا ًوفق شريعة دين الاسلام وكل الاديان السماوية لأنه يقوم في الاساس على التجسس المحرم شرعا ثم إلحاق الضرر بالناس وكذلك افعالهم مجرمة قانونا ً وفق القوانين الوضعية لأن افعالهم ليست لهاأى مسوغ قانوني ، ويجب أن يدرك اعضاء هذا الجهاز وكذلك الناس المحيطين بهم أن هذا الجهازادة تسلّطية وقمعية يستغلها اي حاكم لتثبيت دعائم حكمه ويستغلها اعضاء النظام لإيذاء من يشاؤون و في اي وقت يشاؤون ، على النخبة المثقفة من سياسيين واكادميين وكتاب الغير تابعين لهذا الجهازاو حتى التابعين ان يبينوا للناس هذه الحقائق .أنا :- (والجزءالثاني من الحل ؟)(الجزء الثاني من الحل الذي يسبقه توعية شاملة باضرار ومخاطر هذا المرض ،العمل على إلغاءهذا الجهاز بشكل نهائي على الرغم من ان الغاء هذه الاجهزة في مصروتونس بعد ثورة عام 2011م بقانون إلا انهم مازالوا يعملون كما كانوا بل أشد ،ويُعزى السبب الي ان الالغاء كان شكليا وبروتوكوليا ً،ولم يلحقه متابعة لعلاج المرض بشكل جدي وتشكيل لجان مراقبة وفحص وتدقيق ،في مصر لم يلغى من الجهاز إلا "الاسم السابق فقط "ومايزال يعمل تحت اسم اخر بحجة مكافحة الارهاب ،قرا ر "حل الجهاز"في مصر كان يتطلب خطوات ضرورية منها على الاقل توزيع افراد الجهاز في وحدات امنية اخري ،تغيير رؤساء الاقسام والادارات العامة وكل مسؤولي مفاصل الجهاز،وضع الادارت المهمة وعدد من الافراد داخل الجهاز تحت مراقبة اللجان المكلفة بحل الجهاز لمدة معينة ،الإستعانة بالخبرات الخارجية مثل تجربة حل "جهاز المخابرات الألماني ""الجستابو"الذي كان يخدم السلطة النازية بقيادة هتلر. أنا:-( تحية تقديروإحترام لك مني ومن كل أحرارالوطن سعادة اللواء والمسؤول السابق ).