كلنا يعلم جيدا ماذا تعني لنا القضية الجنوبية وتضحيات شعبنا الجنوبي في استعادة دولته وهويته التي طمست في 94 بعد اجتياح قوى التحالف والهيمنة والبطش لتبدأ مراحل تحول من وحدة شراكة إلى اجتياح واحتلال رسمياً ..
ونعلم أيضاً أن الحراك الجنوبي السلمي خرج في 2007 ليكسر كل قيود الظلم والقهر ويفتح مجالا لملايين الجنوبيين بإعلان قرارات مصيره من بينها فك الشراكة واستعادة الدولة الجنوبية (ج.ي.د.ش) بحدودها ما قبل 90 ..
هنا نقف لنتأمل ثمان سنوات والحراك الجنوبي وشعب الجنوب يقدمون كماً هائلاً من التضحيات ومازالوا مستعدين في تقديم المزيد من أجل استعادة الدولة الجنوبية، ولكن كانت قياداتهم تستثمر تلك التضحيات ولم تحقق تقدما ملحوظا على الصعيد السياسي والدولي سوى مقابلات وتصريحات لقيادة فكرت بنفسها قبل شعبها ...
من بين كل تلك الأحداث والصراعات جاءت جملة إقليم جنوبي بداية استقلال واستعادة ليس استعادة الدولة والهوية فقط بل استعادة جميع المؤسسات المدنية والعسكرية والحيوية وغيرها من المؤسسات ..
الكل يحلم باستعادة الجنوب ولكن كيف نستعيده ؟ ومن هي الجهة التي ستستلم الجنوب إذا عاد ؟ اعتقد بأن الإجابات الشعب والشباب والخ الخ ، ولكن ليس هذا الحل علينا أن نجسد ثقافة التسامح والتصالح ثقافة الائتمان وعدم التخوين في عمل موحد يمهد لنا كيف سنبني دولتنا دون إقصاء أو تنكيل ...
الحل الذي أراه هو تثبيت إقليم جنوبي لتوحيد صف القيادة ولعمل وطني موحد ،،اليوم الدولة أصبحت لا وجود لها في اليمن رئيس دولة ورئيس حكومة وقيادات جنوبية اخرى تحت إقامة جبرية والبعض يردد شعار لا يعنينا !
كيف لا يعنينك والحوثيين أصبحوا قوة ضاربة وبات الشمال على مشارف صراعات ستكلهم وستجعل منهم ضعفا بعد ماكنت القوة بأيديهم ولكن بمجرد شعورهم بذهاب الجنوب من قبضتهم ستتأجل كل صراعاتهم حتى يتفرغوا له فماذا تملكون لمواجهتهم إذا أتوا ؟...
الحديث يطول في هذه التشعبات ولكن إذا نظرنا قليلا كيف نبني إقليم جنوبي ومن ثمّ نمضي لاستعادة الدولة ونحن جاهزون ،قد يرى البعض أن كلامي مناقض لما يريده الشعب الجنوبي ولكن أريد منه أن يتمعن ويقرأ المشهد بطريقة سياسية لا بشعارات ومطالب سقفها جوي فضائي..