بعد الانقلاب على الشرعية المتفق عليها من الجميع ..والرئيس الذي توافقت عليه كل القوى الوطنية والأحزاب السياسية والمستقلين ..يأت اليوم الدعوة إلى اجتماع دعا إليه عبد الملك الحوثي ..لكن الواقع الذي فرضه بقوة السلاح الحوثيين والانسلاخ من كل الاتفاقيات السابقة ..هذا الواقع لا يتوافق مع دعوته إلى الاجتماع فقد اغلق كل أفق الحل السياسي بسيطرته الأخيرة على الرئاسة وإسقاط رئيس الدولة الذي كان يمثل توافق الجميع ..وحتى يخرج الحوثي من هذا النفق المظلم دعا إلى هذا الاجتماع ...والأخطر من ذلك هو محاولته أن يلبس انقلابه ثوب الشرعية ..وهذا الأمر لن يتحقق إلا إذا هرولت الأحزاب السياسية وخاصة الفاعلة منها كالإصلاح أو المؤتمر وسيحاول الحوثيين التواصل مع الحراك الجنوبي جناح البيض – حيث أن الأجنحة ترفض انقلابه ومشروعه – وبالعودة إلى محاولة شرعنة الانقلاب على الشرعية سيكون هناك مزيد من الضغط على الرئيس المستقيل من قبل الحوثيين في الداخل ومساومته واستخدام المراوغة السياسية وهنا ستتضح خلفية الرئيس هادي السياسية وقبوله أو رضوخه للضغوط الداخلية المتمثلة بالحوثي وكذلك الضغوط الخارجية المتمثلة بأمريكا ومندوب الأمم المتحدة بن عمر فإذا ما قبل ورضخ لترأس المجلس السياسي أو أن يكون عضوا فيه فهذا يمثل غباء سياسي فادح ,وتغطية وشرعنه الانقلاب والاستمرار في الوصول بالبلد إلى الهاوية ...وكذلك الأمر عند الأحزاب السياسية الأخرى وخاصة الفاعلة فإذا ما شاركت في الصيغة القادمة للحكم التي لا قد أعدت مسبقا ولا يستبعد أن طباختها قد تمت في مطابخ غير يمنية .
إذا المشاركة في مثل هكذا عملية ما هو الا انتحار سياسي وتحمل فشل الأخر الأمر الذي يستدعي الجميع الأحزاب والرئيس المستقيل وحكومة الكفاءات أن تبقى في موقف الرفض في أي دخول لمرحلة سياسية على الأقل في الوضع الراهن , فما الضامن للنجاح في هذه خاصة وأن هناك تجربة بل تجارب كثيرة في تنصل ذلك الطرف عن كل اتفاق أبرمه .
ملاحظة : أثناء كتابة هذه السطور :الحراك الجنوبي ينسحب من الحوار ورفض الواقع الذي فرضه الحوثيين ..وطلب العودة إلى ما قبل 21/سبتمبر .