كانت من أصعب لحظات شعب الجنوب إذلال و إهانة هي زيارة عفاش لهم خصوصا "عدن " فتتحول هذه المدينة الوديعة المسالمة وسنحات وجوه شعبها الحضري المسالم إلى بؤس وألم . وانتشار عسكره كأعمدة الإنارة على امتداد الطرقات وعلى المباني واقتحامهم السافر لشقق المواطنين وتمركزهم في نوافذها والبلكونات تمثل ذروة وسادية هذا الرجل ، والمشروع اليمني في الجنوب . وسقوط "المعبد " لا يعني نهاية حقبة كارثيه بقدر صياغة كارثيه قادمة ، وثوار جامعة صنعاء كانوا الحقيقة لشعب أراد أن يتنفس هناك معنى الحرية مستمدا عزته من صمود شعب الجنوب ، فأي عزة لشعب يحكم بحركة طقم عسكري ، وعبر طلقات تنطلق من الضغط على الزناد والحصار والفتك بالخصوم " يدار الفعل السياسي " . وصناعة التحالفات في صنعاء تحددها وتجددها إبقاء الجنوب في القبضة اليمنية ، وتعد هذه المرحلة الأكثر تعقيدا لأنها تبنى على دورات من الدم والعنف وفرض الوصاية عبر الفعل المتجه بالتسقيط المسلح لكل شيء.
ومابين ملعب 22 مايو وموفمبيك يتم رسم معالم النهاية ؛ وخط البدء الأكثر دمار وتشظي . فالثورة المزعومة القادمة من كهوف مران تؤسس وبلا وعي "فرض اللامقبول " وهي بذلك تسعى إلى فرض عزله محكمه على نفسها سيلحظ عما قريب، ومكالمة عفاش التلفونية وطلبه بالتصعيد ووصيته للحوثيين أيضا الاهتمام "بالرفاق " وبالمقابل طمأنة الحوثيين له بذلك توضع علامة استفهام بأنهم أكثر سؤ من صالح والشعب ابعد من هرطقا تهم و عراب التآمر على الجنوب " الارياني عبد الكريم" لا يقوى اليوم على السير إلا متكآ على الآخرين ليعلن وعبر وزيرة الإعلام اليمني اعتزاله السياسة ، ولم يستطع أن يهضم الجنوب . وإسقاط الرئيس هادي الذي توافق عليه الكل هناك هو إعلان نهاية ثورة فبراير التي صنعت لإيقاف طوفان الجنوب . والمستغرب إن الأحزاب اليمنية والتي دوما تدور في فلك إيجاد صيغة استحلال الأقوياء لمراكز صنع القرار، مازالت تسير في غيها وتآمرها فقد تآمرت في عهد عفاش مع عفاش وكذلك مع حميد الاحمر واليوم تؤسس لغطاء شرعنه الاستحقاق الثوري لنزع السلطة بغطاء سياسي للأقوياء الجدد . إلا أن هذه المرحلة تمثل المفصلية في كسر العظم ومن هو الأول و الأقرب للهلاك دستورية صالح في نقل السلطة عبر مجلس النواب وأثره أو مجلس رئاسي يدير تطلعات الغزاة الجدد ، فكلا المشروعان يؤسسان للحرب على الخصوم والمعارضين كانوا سياسيين أو مناطق ، ويؤسسان لصناعة الطغيان وأبجدية تحركهم تتعارض مع أي نوع من تطلعات الاستقرار ، وبالنظر وبتأمل رويدا لدول الإقليم الراصد لمثل هكذا تحركات فأنه يسير ويعمل على إهلاك الأطراف و إضعافها وما أن يتهيأ طرف لقطف تمار النصر حتى يتم صناعة أطراف أكثر قوة على التنكيل به ، شكرا للجيش هكذا استهل به الحوثيين بيانهم الصداح من ملعب 22 مايو المزمن والموجه للطرف الأخر في موفمبيك وهي أسوء صفعة يتلقاها الجيش والتي دماءه ورجالة تسفك خارج إطار الاستحقاق الوطني ووزيره في الأسر خلف الجدران ؛ هذا هو المشهد اليمني الباعث للقلق والذي لا يسأم من التوقف عن الفوضى ، والذي أسست هذه الفوضى عبره ومباركة أطراف متصارعة على الموقع والثروة ولن يكونوا ا نصار الله الحوثيين الشوكة التي ستغرس في خاصرة دول الجوار وعملقتهم مرسوم لها حتى تستباح دماءهم على خارطة الجنوب والشمال من اليمن وهي سياسة عملت على نقل خطورتهم من الحدود إلى الوسط و الأطراف وحركاتهم القادمة ستكون أشبه بالسير على الرمال المتحركة . والصرخة التي تطلق ضد تمزيق البلاد هي في الأصل تؤسس لغزوة قادمة على غرار 94م والوضع في الشمال اليمني يجب ألا يؤسس عليه الفعل الثوري الجنوبي والذي يجب أن يكون مستقل في فعلة وتحركه بما يخدم قضيته وأن تسارع كافة الأطراف الجنوبية في إيجاد صبغ ثلاث متناغمة ميدانيا أولا في رفد اللجان الشعبية بكل عوامل القوة والقبول والاحتضان والرعاية وثانيا في تأسيس لجان مدنية تدير العمل ألخدماتي والمؤسسي وثالثا إبراز اللجان التنسيقية للاتصال والتواصل بين لمكونات التحررية ليرتبط العمل الدفاعي والخدمي والسياسي في مجرى تحرري لحظته التاريخية ترسم ملامحها من انهيار صنعاء و القادمة على حروب طاحنه لن تتوقف وتآمر لن ينضب وعدن وحضرموت ليس من أو ملك لليمن فمتى يفطن الجنوبيون لدعوة سيد الحوثيين والتي تنطلق لحشد وجمع معارضيه والمتفقين نحو الجنوب أو مع عصا صالح الذي يحشد لرفعها ضد الجنوب وشعبه .