(رددي أيتها الدنيا نشيدي ... ) نشيد يمني حصري كنا نردده شامخين ،ماركة يمنية خالصة اعتزاز اليمنيين وعزتهم ،به كنا نبتدي صباحاتنا وعلى إيقاعه كنا ننام . لازلت أتذكر ذاك الزمن ولازلت احنَ لذاك العنفوان ، كان زمنا بسيطا عفويا وجميلا ، وكان نشيدا صادقا وناصع وبرَاق .
ثمة خذلان الآن يمتشق الهامات المنكَسة والنشيج المتهاوي ويفرض نفسه على الملأ ، خذلان المغامرين ومدمني السلطة .
تنفطر القلوب حسرة ،وتتجمَد العقول من هول ما يجري والدماء تدفق بغزارة من أورده مفتوحة على ساحات عبثية ،تبحث عن إنسانية تحجَرت وعقول تخشَبت لا تملك قدرة على التفكير والتدبير .
(رددي أيتها الدنيا نشيدي)
أي نشيد ذاك وأي نشيج الآن أضحى شاحبا
لا صوت له ولا صدى، عندما يوارى نشيد العنفوان ، تتزين الشوارع بالمتاريس ،والثكنات بالسلاح ويتكئ الوطن على براميل بارود توشك على الانفجار .
فقط شئ ما يتردد الآن على أشلاء الروح ،تصرخ المدن المكلومة والشوارع الملغومة والعيون الفزعة التي هجرها الأمان واستوطنها الخوف في ليل يكاد يطوي كل شئ بأجنحة سوداء وأشرعة مهترئة صوب المجهول .
الآن فقط اللحظات لا تمر كما تمر عادة ، بطيئة تمشي في الأحشاء على أقدام مسنَنه وحادَة وتعرَج على المخيلة كالمجنزرات في انتظار الآتي حيث السقوف العالية والخيارات المفتوحة والمشهد الهستيري .
كل شئ قد تغير أمامنا وصار موحشا ، السماء لم تمطر ولكنها تكاد تهوي. والأشجار التي تورق على جنبات الشوارع احترقت أو ذبلت ، وصوت الباعة والجوالة توارى، والنجوم والأحلام تلاشت خوفا أو غادرت ، لم يعد هناك إلا صوت المشهد المجنون ورماده المتطاير صوب (ألَا عقل) .
لا يفيد أن يصرخ اليوم بأعلى صوته (رددي أيتها الدنيا نشيدي) من اضحى محشورا في وسط ملتهب كأعواد كبريت في انتظار الاحتراق ، إلا إذا نهضت من بين ركام المغامرين الحكمة أو تسيَد العقل .
نشيج اليمنيين ونشيدهم فؤاد مرشد (رددي أيتها الدنيا نشيدي ... ) نشيد يمني حصري كنا نردده شامخين ،ماركة يمنية خالصة اعتزاز اليمنيين وعزتهم ،به كنا نبتدي صباحاتنا وعلى إيقاعه كنا ننام . لازلت أتذكر ذاك الزمن ولازلت احنَ لذاك العنفوان ، كان زمنا بسيطا عفويا وجميلا ، وكان نشيدا صادقا وناصع وبرَاق . ثمة خذلان الآن يمتشق الهامات المنكَسة والنشيج المتهاوي ويفرض نفسه على الملأ ، خذلان المغامرين ومدمني السلطة . تنفطر القلوب حسرة ،وتتجمَد العقول من هول ما يجري والدماء تدفق بغزارة من أورده مفتوحة على ساحات عبثية ،تبحث عن إنسانية تحجَرت وعقول تخشَبت لا تملك قدرة على التفكير والتدبير . (رددي أيتها الدنيا نشيدي) أي نشيد ذاك وأي نشيج الآن أضحى شاحبا لا صوت له ولا صدى، عندما يوارى نشيد العنفوان ، تتزين الشوارع بالمتاريس ،والثكنات بالسلاح ويتكئ الوطن على براميل بارود توشك على الانفجار . فقط شئ ما يتردد الآن على أشلاء الروح ،تصرخ المدن المكلومة والشوارع الملغومة والعيون الفزعة التي هجرها الأمان واستوطنها الخوف في ليل يكاد يطوي كل شئ بأجنحة سوداء وأشرعة مهترئة صوب المجهول . الآن فقط اللحظات لا تمر كما تمر عادة ، بطيئة تمشي في الأحشاء على أقدام مسنَنه وحادَة وتعرَج على المخيلة كالمجنزرات في انتظار الآتي حيث السقوف العالية والخيارات المفتوحة والمشهد الهستيري . كل شئ قد تغير أمامنا وصار موحشا ، السماء لم تمطر ولكنها تكاد تهوي. والأشجار التي تورق على جنبات الشوارع احترقت أو ذبلت ، وصوت الباعة والجوالة توارى، والنجوم والأحلام تلاشت خوفا أو غادرت ، لم يعد هناك إلا صوت المشهد المجنون ورماده المتطاير صوب (ألَا عقل) . لا يفيد أن يصرخ اليوم بأعلى صوته (رددي أيتها الدنيا نشيدي) من اضحى محشورا في وسط ملتهب كأعواد كبريت في انتظار الاحتراق ، إلا إذا نهضت من بين ركام المغامرين الحكمة أو تسيَد العقل