إعلان انقلابي يشرعن حرب على الجنوب

2015/02/06 الساعة 11:19 مساءً

في 7/7المشئوم من عام 1994م اجتاح الشمال اليمني الجنوب بقوة البندقية والدبابة بذريعة الحفاظ على الوحدة وتحول الجنوب  إلى مزاد علني يباع فيه الإنسان والبنيان لمن يزود ، أما الثروات الطبيعية فحدث ولا حرج فالبيع سري ومحدود ، والبائع والمشتري كلاهما مستفيدان  .

 ورغم حراكنا السلمي  من 2007م ومطالبنا المشروعة والمغتصبة لم نحمل البندقية ولم نركب الدبابة وحملنا على أكتافنا وفي أعناقنا قضيتنا سلميا وبأسلوب حضاري .                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                    وللأسف دخلنا حوارات ووقعنا على اتفاقيات ولكن تظل لغة الفيد والجكم بعنجهية السلاح هي اللغة التي تفهمها القوى الشمالية سوى التي أتت من سنحان أو مران ، وما أدري لماذا ، ومهما تحدثت كذبت ومهما وعدت أخلفت وما أن تؤتمن حتى تخون وما وثيقة الوحدة والعهد والاتفاق ثم وثيقة الحوار والسلم والشراكة إلا دليلا موثقا على ذلك .

وما أشبة الليلة بالبارحة وهاهي المليشيات الجوثية المسلحة بعد عجزها الواضح لإيجاد غطاء سياسي  يشرعن لها استيلاءها على السلطة وحصارها  المفروض على  قيادتنا الجنوبية وعلى رأسهم الرئيس عبدربه منصور هادي ، تعود لتحاصر اليمن كاملا وتعلن احتلال  مباشر على اليمن  من خلال  الإعلان الانقلابي  الذي أعلنته المليشيات الحوثية المسلحة  لإخضاعنا من جديد ، ولتشرعن حرب جديدة على الجنوب شبيه بحرب 7/7 /94م ، إعلان يتحدث صراحة عن  خوض حربا في كل مكان صيانة لأمن الوطن. 

 وعادت شعارات الموت أو الوحدة والخطابات الرنانة بذريعة حماية الأرض والثروات وما مقصدهم إلا ثروات الجنوب والسيطرة على باب المندب ، لنعيد به تاريخ مازالت أحداثها تجري في عروقنا من حرارته ، ومازلت الذاكرة تزخر بكل تفاصيله و بالفتاوى التكفيرية  وبخطابات ثورية مزيفة يعيدوا أحياء الذاكرة في أحداث 1994م ويفتعلوا  الأزمات والصراعات الداخلية لإخضاع الشعب للقبول بسياسة الأمر المفروض عليه .

استمرار حصار القيادات الجنوبية وفرض الإقامة الجبرية  لمنعهم من العودة إلى أرضهم الجنوب ، وتلاحمهم مع شعبهم ، هو أكبر دليل على عزم  المليشيات الحوثية التوجه للجنوب ومحاولة احتلاله أسوة بصنعاء .

حضور وزير الدفاع الجنوبي الصبيحي في مراسيم الإعلان الانقلابي هو دليل آخر وكان واضح أنه حضور إجباري تحت قوة السلاح هدفه إظهار أن هناك قيادات وطنية جنوبية مؤيدة لها حتى يظهر الانقلاب أنه شرعي ومقبول لدى الجنوبيين ، والحقيقة أن السحر أنقلب على الساحر وأظهرت الصورة   حقيقة جماعة الحوثي التي تبحث دائما عن غطاء سياسي يبرر أعمالها العسكرية والسياسية .

 

الانقلاب مكتمل الأركان فمحمد الحوثي القائد العسكري هو الحاكم السياسي ، وعبدالملك الحوثي المرشد الديني ،ونحن أمام سيناريو 7/7 للجنوب فتاوى دينية يصدرها المرشد الديني تشرعن الاحتلال وقوة سياسية  وعسكرية تعلن الحرب وتوجه قواتها نحو الجنوب ، سيناريو عنيف  تعمل له جماعة الحوثي منذ وقت ، وربما غدا أو بعده  نكون أمام وقائع ستفرضها الجماعة وبشكل  عنيف سيؤدي لا محالة إلى حرب هوجاء ستأكل أرض الجنوب ومن عليها .

فهل يمكن لمليشيات الحوثي أن يعيد سيناريو 7/7 ويغزوا الجنوب بحجة الوحدة بعدما أعلنت كل القوى الجنوبية السياسية والثورية  أن الجنوب لن يعود كما كان جنوب الفيد والضم والإلحاق ولن يقبل بغير إعادة حقه في السلطة والثروة في أراضي الجنوب وحقه  في تقرير مصيره وفق المواثيق الدولية والاتفاقات المحلية وهل  الجنوب اليوم مستعد ماديا وبشريا وعسكريا للوقوف وقفة رجل واحد ضد عودة 7/7.