واخيرا وضعت الأمور في نصابها واتضح الأمر وحدث الذي يجب ان يكون ، ماقام به الحوثيون اليوم من اعلان دستوري قضى بهيمنتهم التامة على الدولة والغاء مؤسساتها التشريعية والرئاسية هو الذي كان لابد ان يقومون به في ٢١ سبتمبر حين اجتياحهم صنعاء وهو امر طبيعي ونتاج لسعيهم الدؤب للوصول إلى الحكم بدلا من التحكم على الرغم من اعتراضنا لوسيلتهم التي استخدموها لمأربهم ، وماقام به شركاؤهم في الشراكة الكاذبة ( الاصلاح ، الناصري ، .. )من رفض لتعزيز مبدأ المشاركة وتشكيل مجلس رئاسي هو عمل يجب ايضا أن يكون لأنه لايوجد مايشجع على أي شراكة في المستويات
العليا للدولة وقد فشلت الشراكة فيما هو أدنى منها ..
مهما كانت طلائع الأمور غير مبشرة بالاستقرار ( اعتقالات ، ملاحقات ، اغلاق صحف ، تكميم حريات ، ....) إلا أن هذه الاجراآت غالبا ماتحدث ابان أي انقلاب حتى انتشار مسلحي الجماعة ابان انقلابهم واعلانهم الدستوري فهو امر غالب أيضا فمالذي يتوقعه الانسان ان يجده صبيحة الانقلاب ( اطفال يوزعون الورود والرياحين والشيكولاته في كل شارع) هذا هي طبيعة الانقلابات او الثورات المسلحة إن آمنا بأن ماحدث ثورة وإن كان الواقع يقول إن - انقلابا كاملا خير من ثورة ناقصة - على اعتبار وضوح النتائج والمقاصد .
دعوا الحوثي يستأثر بالأمر ولا تنازعوه ولنرى ماهو صانع لهذه الأمة والوطن ويكفي هذا الشعب معاناة متوالية وكل يلقي باللائمة على الآخر ، لقد آن الأوان للشعب أن يعرف غريمه أو منقذه فالشراكة في الحكم والتي تقود إلى الهاوية يضيع فيها الغرماء لتنكر بعضهم لبعض وتقاذف اللوم فيما بينهم ولن يتضرر في ذلك إلا المواطن (الغلبان ) وحتى الشراكة التي تقود الى تحسن في حالة المواطن فإن أولئك الشركاء يتنازعون تلك المنجزات وكل ينسب كل انجاز لنفسه .
ان تكتيك قريش الاجرامي والتي مارسته يوم هجرة النبي محمد بان اخذت من كل قبيلة شابا جلدا ومعه سيفا صارما ليقتلوا رسول الله ويتفرق دمه بين القبائل فيعجز بني هاشم في المطالبة بالقاتل هو نفس الاسلوب التي مارسته جماعة الشراكة والسلم والوفاق سابقا مع هذا الشعب وآن لهذا النوع من الحكم العبثي أن يسقط وأن يتبنى العدل مع هذا الشعب أو ظلمه طرف واحد بعينه ، إن على المكونات السياسية والحركات الرافضة للأمر الواقع أن تجمع أمرها وتوحد كلمتها وتصدر بيانا مزمنا وتعلن فيه تريثها عن القيام بأي عمل احتجاجي منتظرة ما ستأول إليه الأمور مع الحاكم
الجديد وهل سيفضي حكمه إلى رفع المعاناة عن كاهل هذا الشعب وهل سيعطي الشعب مزيدا من الحرية والديمقراطية مسقطة بذلك عنه أي حجة يتعلل بها لفشله معطية للشعب فرصة يلتقط فيها أنفاسه وليقف على مشاهدة مشهد واقعي بدلا عن تلك المسرحية القبيحة والمسماه ( الشراكة والسلم ) ولن يعدم هذا الشعب دروب الثورة والتحرر حين قمع حرياته وسلب ارادته متى ماتوفر له الظروف والأسباب الذاتية والموضوعية آجلا أو عاجلا .