ثورة فبراير والمخلوع ..الرقص على الراقص

2015/02/17 الساعة 12:09 صباحاً

فكرة مقالنا اليوم، جاءت من قرأتي لرد المخلوع صالح على مقال كتبه الكاتب الكويتي احمد الجار الله، رئيس تحرير صحيفة السياسية الكويتية بعنوان " عندما يحتال النسر على الثعلب" شبه فيه الكاتب النسر "الحوثي" الذي احتال على الثعلب " صالح"، ذلك الثعلب المغرور الذي أرداه غروره ومكره  ، فوقع في النهاية فريسة دسمة وعشاءا شهيا، للنسر الذي لم يعاني كثيرا للحصول عليه.

وما يعنيني، في الرد الذي انزله المخلوع على صفحته في الفيس بوك، اولا انه جاء مكتوبا بصيغة تفضح كل كلمة فيه، مقدار الحالة المرضية المتردية التي وصل اليها هذا الاخير ، فجنون العظمة والعته وإظهار القوة الكاذبة، والأكاذيب والمغالطات التي تخالف الواقع ولا تمت اليه بصلة، والمحاولات المستمية للتغطية على الحسرة والفشل والخيبة الكبيرة، كلها مفردات تحتاج الي بحث وتوضيح وإزالة للبس والتدليس المتعمد فيها .

لقد انتقد مقال الجار الله، واتهمه بالسطحية وعدم التعمق ، ورفضه التشبيه له بالثعلب المتحذلق الذي قتله حذقه ، وعاد ليكررعلينا الاسطوانة المشروخة المملة بأن الانسب له ان يوصف " بالراقص على رؤوس الثعابين " ، والثعابين هنا المقصود بها الشعب اليمني بكافة شرائحه وفئاته ومكوناته، ليس إلا ،،،،،،،، ،،،

 لقد ظل يصور نفسه كراقص يرقص على رؤوس الثعابين، مدة ثلاثة وثلاثين سنة ، فكان يرقص ويرقص ، وبرقصه ذلك حكم البلاد ، وضبط عقالها جيدا من الانفلات، ومنع أي انياب من الخروج عن الإطار، وعندما أراد , قرر ان يترك الرقص بإرادته الحرة واختياره الكامل بغير إكراه  " فتلادغت " حسب تعبيره تلك الثعابين وكان ما كان،

والسؤال هنا المنطقي ، هل فعلا كان المذكور راقصا ماهرا ؟، وهل فعلا ان الشعب اليمني كان   مجموعة من الثعابين؟ ، ثم من الذي رقص على من؟ ، الشعب ام المخلوع ؟ وهل نفعت سياسة الرقص ، ولصالح من كانت؟ ، وكيف نقيم نتيجة الرقصة النهائية ،

 

" الراقص على رؤوس الثعابين " وصف يعشقه حد الجنون، ويتلبس الشخصية تلك  ويتفاخر ويتلذذ بها حد الوله، لدرجة انه فقد الاحساس والوعي، فلم يعد يستشعر جروحه العميقة ، جراء اللدغ المتواصل ، والسم الزعاف الذي وصل الي أعماقه ،والذي معه لم تعد تجدي حكمة الحكماء ولا رجاحة عقل العقلاء ولا الدهاء والمكر ، وهي الصفات التي خلعها على نفسه،من عتقه وإنقاذه من المصير المحتوم الذي ينتظره  .

وفي الواقع ، فأن ما يسميه رقصا ، لم يكن الا نصبا واحتيالا وإجراما بحق الشعب والوطن ، استفاد منه وعائلته ورموز عصابته طويلا، وكانت ادواته ، الضرب على اوتار الخلافات وإثارة الصراعات السياسية ،والنعرات الضيقة، والمناطقية ،والمذهبية  ، وشن الحروب العبثية في الشمال والجنوب ، تلك الحروب التي اعتبرت الركيزة الثانية بعد الاستحواذ على ثروة الشعب وشفطها ، لتغذية حساباته البنكية المهولة وبناء امبراطوريته المالية الكبيرة ، بينما الشعب اليمني يرزح تحت وطأة الحرمان والفقر، ويكدح من اجل لقمة العيش ، ويحصل على الفتات، استطاع رئيس العصابة ، الاستحواذ على الثروة والسلطة ، نعم قد يكون نجح في ذلك ، ولكنه لم يستطع الاحتفاظ بها الي الابد  ... وهذا ما يهمنا ،،،،

لم تستمر رقصات الراقص، ولم تطل لحظات النشوة والاستمتاع بالأنغام والألحان، فقد خرج الشعب عليه ليرفضه ويلفظه ، فكانت البداية في الانتخابات الرئاسية 2006م ، حين اختار الشعب المنتفض الاستاذ فيصل بن شملان رئيسا ، ولأول مرة تتحطم كل معادلات الراقص،

كانت ضربة موجعة جعلته يفقد توازنه ويترنح ، لحقتها ثورة الحراك الجنوبي السلمي في المحافظات الجنوبية الذي انطلق في 7 -7-2007م، بنضال ظل ساعده يشتد يوما بعد يوم، ساهم بدوره في خلخلة اركان العرش المختطف ، اما الضربة القاضية، والتي لم تقم للمخلوع وعائلته قائمة بعدها فكانت ثورة11 فبراير، الثورة الشبابية الشعبية العارمة، التي امتدت الي معظم المحافظات، سقط الرقاص بعدها خائر القوى ، منزوع السلطة ، وان جاهد لإظهار العكس، او ادعى في رده انه سلم الكرسي طواعية وعن حب وكرامة وانه الزاهد الغير راغب في العودة اليه مجددا  ،،

والحقيقية المرة التي يجب على هذا المخلوع ان يعترف بها، أن الشعب خلعه خلعا عن السلطة ، فهو مخلوع ، شاء ام ابى ، ثورة الشعب الذي خرج بالملايين ليصرخ في وجهه " سترحل "  ، خلعته، بعد ان دفعت ضريبة باهظة جدا ، من آلة القمع الاجرامية ، وجيشه العائلي ، الذي وجه سلاح الشعب لقتل الشعب ، فأسقط 2000 شهيدا ، 28000 الف جريحا.

 لقد مارس ابشع الجرائم ، والانتهاكات ، وقتل الشباب والشعب الثائر ، ومن اجل الاحتفاظ بالكرسي المهترئ ، قصف المدن والقرى على رؤوس ساكنيها، عشرة اشهر كاملة وأجهزته الامنية من الحرس الجمهوري والأمن المركزي ، ترتكب المجازر تلو المجازر ، كانت اولاها مجزرة جمعة الكرامة، ومجزرة كنتاكي، ومحرقة ساحة الحرية ، وضرب مصلى النساء فيها، ومجزرة مسيرة الحياة،والاعتداء على ساحة الحرية بعدن، بالإضافة الي القصف المدفعي العشوائي للمدنيين العزل في تعز والحصبة بصنعاء وغيرها من المحافظات.

اذن لقد خرج من السلطة ذليلا وخاضعا ومجبورا لا مخيرا ، بسبب الصمود الاسطوري لللشعب ومقاومته الشرسة ، لا بسبب تكرمه وزهده  ،،

وكانت ثورة فبراير ، اللدغة الاقسي على الاطلاق ،، وليست الوحيدة،  بل تلتها لدغات  اسقطت بقية الانياب وخلعت المخالب ومازالت تتوالى لدغة بعد لدغة ، وعلى نار هادئة ،،،،

استطاعت الثورة ان تسقط بقية معاقل العائلة في قيادة الجيش ، وابعد عفاش وعائلته من اهم المراكز الحساسة التي كانوا يستولون عليها في قيادة الحرس الجمهوري والأمن المركزي والامن القومي والسياسي وغيرها من المناصب الادارية والعسكرية العيا ،،

قوة الشباب والثوار على الارض ، والأداء المتماسك في المجمل لأحزاب اللقاء المشترك، وعلى رأسها حزب التجمع اليمني للإصلاح، في المحطات التي اعقبت التسوية السياسية ، كحكومة الوفاق التي تشكلت بموجب اتفاقية المبادرة الخليجية برئاسة باسندوة ، أظهر النصف الاخر للحكومة حصة المؤتمر الشعبي كمعرقل وكمفشل للعملية السياسية، هذه السياسة العفاشية الهدامة عملت عملها في تآكل ما بقى من شعبية هذا الحزب ، واستمر السحب من رصيده الشعبي ، ليضيفه الي رصيد الثورة وقواها السياسية الحية ،

خلخلة اوصال المؤتمر الشعبي العام وتفكيكه ، لدغة اخرى ، تلقاها الراقص على رؤوس الثعابين ، المرقوص على رأسه ، وجاءت ايضا على يده، ونتيجة سياساته الغبية ، ومكره السيئ الذي طال القيادات العليا في حزبه، ومنهم الرئيس هادي رئيس الجمهورية ، والأمين العام والنائب الاول للمؤتمر الشعبي العام ،

حيث انقلب عليه المخلوع ، وقام بخطوة احدثت شروخا اخرى في الحزب الذي واصل ترنحه بترنح الراقص ، فصل المخلوع الرئيس هادي من منصبه داخل الحزب ، وفصل معه القيادي البارز عبدالكريم الارياني، هذا الفصل ، قصم ظهر الحزب وادخله في دوامة صراعات وتصارع اجنحة ، جعلت فروعه في الجنوب تطالب بالانفصال عن الشمال، توالت ضربات المعتوه ضد نفسه وحزبه بالأساس ، ووصل الامر بحقد عفاش ، ورغبته الجامحة بالانتقام ، ان تحالف مع جماعة الحوثي المسلحة ، وادخل تلك الجماعة وميليشياتها لتحتل العاصمة وتعيث فيها فسادا ودمارا وخرابا ،، لقد حول الحزب ورجالات الدولة وقياداته الي لجان شعبية تأتمر بأمر سيدها العبد الايراني في مران ،،،،،،،،،،،،

الراقص رقصة الموت، دخل في مغامرة التحالف مع الحوثي ليقضي على خصومه السياسيين، وبخاصة حزب الاصلاح ، فدفع حزبه قبل أي شئ اخر الثمن غاليا ، وليس تآمره ضد رئيس الدولة المؤتمري الا احد الادلة على حالة العته والخرف والارتزاق  ،،

 لقد وصل الامر الي قصف دار الرئاسة ومنزل الرئيس ، وقتل حراسه في المعارك العبثية التي ارادت فرض الاجندة الحوثية بالقوة ،، لقد ضرب الحوثي الرئيس هادي ، احد قادة المؤتمر بأعقاب البنادق ضربا مبرحا ، وصفع في وجهه صفعا شديدا ،،

تلك الصفعات التي ليست في وجه هادي فقط ، بل وفي وجه المخلوع وكل اعضاء هذا الحزب الذي اهانته سياسيات المريض الذي سياتي دوره على يد حلفائه الجدد لا محالة ، ،،،، 

وبعد كل ذلك ، حقيقة لم اجد مكسبا واحدا، استطيع ان ادرجه في قائمة الدهاء الذي مازال يتدشق به هذا الرجل ، وبالنظر الي ما خسره وما خسرته الاطراف المعارضة له ، سنجد ان ما خسرته الاطراف الاخرى لا يقارن بمقدار خسارة المخلوع وحزبه ،

كان هذا الحزب يشارك ب17 وزيرا، و18 محافظا مع احتفاظه بالغالبية العظمى للمجالس المحلية والقيادات التي تدين بالولاء له داخل الجيش، وكل ذلك تبخر ،، بينما ما كان مع حزب الاصلاح كمثال ، هو ثلاث وزارات وثلاثة محافظين ، ولا تواجد لهم في السلك الدبلوماسي ،

الاصلاح خسر عدة قادة عسكريين ، بينما المخلوع خسر جيشا بكامل عدته وعتاده ، ظل يبنيه لعقود كجيش عائلي عقيدته الولاء لعفاش لا للوطن ،،،،

لقد رقصت الثورة والاصلاح خاصة ، على راس الراقص المخلوع ، فدفعته ودفعه ليبدد قوته السياسية والعسكرية، لقد سلم المخلوع معسكرات الجيش وسلاح الدولة ومؤسساتها العامة الي الميليشيا التي تحالف معها لتجتاح العاصمة ولتحتلها ، ولتنتقم له من رموز الثورة الذين انقلبوا عليه وأخرجوه من السلطة ، لقد اراد ان ينسف التسوية السياسية بادخال البلد في حرب طائفية ومناطقية طاحنة ، فأسقط الاصلاح بذكائه ودهائه ورقة التوت تلك ، واحرق كرت المخلوع حتى صار مطاردا ومهددا ليس من خصومه في الداخل والخارج وإنما من الميليشيات التي استجلبها من كهوف صعدة   ،

وحقيقة هذا المخلوع ، يكفيه خزيا،  انه سلم الدولة التي يتباكي عليها الي مشروع اللادولة الذي يتبناه المشروع الايراني ويافطته الحوثية، ذلك المشروع الذي يهدف الي ابتلاع الارض والإنسان وثروة الشعب ومقدراته وسيادته وامنه واستقراره ، وحاضره ومستقبله .

 ويكفيه ذلا ، انه حول جيش الدولة وقياداته الموالية له الي لجان شعبية، استغلته ثم رمته عظما ، لتنفرد وحدها بإعلانها الانقلابي الذي يستفرد بالسلطة ولا يعترف بأي شرعية بما فيها برلمانه العتيق ،

يكفيه عارا، ذلك الراقص ان مؤتمري الامس صاروا حوثة اليوم، يقادون كقطيع اغنام بعد ان كانوا رجال دولة ، ويتخذون من الارتزاق تجارة رابحة وأسلوب حياة .

يكفيه مهانة ، ان شرفاء المؤتمر الشعبي العام يتبرأون منه ومن تحالفاته المشبوه ومن سياساته الرعناء ، ومن رقصاته البلهاء ، ويقاتلون مع اخوانهم للدفاع عن اراضيهم ومحافظاتهم في كلا من مآرب وتعز والجوف وعدن وغيرها ،،،

لقد صار هذا المخلوع، مصدر خوف لا مصدر امن ، وعامل تدمير وتخريب لا عامل بناء ، وعنوان متاجرة بالوطن لا عنوان وطنية ،، ومصدر قلق دولي واقليمي وخليجي ، العقوبات الدولية والفصل السابع تلاحقه،  ولعنات الشعب اليمني ودول الجوار تطارده، ولن يستطيع اعادة الثقة ولو استأجر ملايين الاقلام التي تظهر براعة رقصاته ودهاء حركاته  ،،

وللأسف لقد كانت نهاية الرقصة كارثة بكل المقاييس، ليس كما ذكرنا على المخلوع الراقص الاحمق ، وانما دفع تكلفتها الوطن والشعب ،،،،،،،،،،،،

 وبعون الله وعبقرية الثورة التي رقصت فوق كل الراقصين ، وبتعاون كل الشرفاء والأحرار سيتجاوز الوطن محنته التي اوصلته اليها المشاريع الخاصة الرخيصة ، وسيتم عزل وإضعاف التحالف الحوثي العفاشي سياسيا وعسكريا واجتماعيا وفكريا وثقافيا وإعلاميا ، وستتصدر قوى فبراير وعلى رأسها التجمع اليمني للإصلاح المشهد من جديد و#ستنتصر_ثورة_فبراير_هذا_قدرها_ولا_قدر_لها_سواه  ،،، وسترون ،،،،،،،