دائماً ما أتجنب الكتابة عن بعض القضايا بحكم حساسيتها ومخاطر تناولها على النسيج الاجتماعي اليمني، وسعيت كثيراً للنصح في الغرف المغلقة، لكن بعد التعيينات الأخيرة العسكرية والمدنية التي دفعت بها لجان أنصار الله الثورية في الكثير من مؤسسات الدولة إضافة الى التعيينات الداخلية الخاصة بهم كتيار وظهر فيها وبوضوح بُعد "الهاشمية السياسية" وطغيانه الفاضح عليها لم يعد في قدرة أحد تجاهل تلك الاشكالية، فالسكوت عنها يصبح أشد خطراً على النسيج الاجتماعي اليمني والنسيج الاجتماعي لحركة أنصار الله نفسها من خطورة الحديث عنها، وكتابتي عنها لا تكشف سراً أو توضح مُلتبساً من القول، بل تعبر عن الثورة التي لاحظتها في مواقع التواصل الاجتماعي والتي عبرت عن امتعاضها من ذلك الوباء وأقصد به "الهاشمية السياسية".
وحتى أكون منصفاً فإن الكثير من الذين انتقدوا ذلك الوباء هاشميين وذلك لعلمهم بخطورته على المجتمع لأنه سيعيد الى الأذهان الأسباب التي أدت الى ثورة 62م ضد الحكم الامامي والتي دفع ضريبتها الكثير من الهاشميين حتى الأبرياء منهم والمعارضين لنظام الامامة، ولا يخفى على أحد أن الكثير من ثوار سبتمبر 62م كانوا هاشميين كما نرى اليوم أن الكثير من معارضي "الهاشمية السياسية" هاشميين أيضاً ولهم الفخر أن يتصدروا تلك المعركة.