مجرد أيام تفصلنا على ملحمة تاريخية ستشهدها اليمن شمالاً وجنوبا لن تعتمد تلك المعركة بمن سيملك القوة والعتاد ولا الكثرة والتأييد بل سيكون التركيز على من سيحظى بتحالف دولي وعربي فالمتحالف هو من سيدير الملحمة في اليمن ...
لن تقتصر عودة الرئيس هادي الى عدن بالانتصار ولا بالصفعة التي يتوقعها البعض وإن كانت مثلما زعموا فيها مجرد استراحة لأخذ الأنفاس وانتصار مؤقت ولملمت ما بعثر في الشهور الماضية ليبدأ الرص والاستعداد لخوض ملحمة لم يحدد شكلها ونوعها ....
فعلاً الوضع ليس مطمئن وليس بأيدي القوى المنقلبة على الحكم "الحوثي" ولا بأيدي القوى العودة الى الحكم "هادي" فكلاهما يعرف الأخر جيداً ويعلم ان القوى الخارجية التي اسندت هادي في الحكم هي نفسها من مكنت الحوثي في البسط ...
لنجد أنفسنا في مرحلة حرجة ونسأل هل الملحمة سياسية أو دموية أفكر أو رصاص مناورات سياسية أو مناورات عسكرية ومن ضد من وأين الساحة التي سيلتقيان لخوض الملحمة. ..
السيد لن يسكت وسيبدأ في التمدد نحو الجنوب بأي حجة وأي عذر وتحديداً بعد فشل المخطط الذي وضع آماله وأحلامه عليه إعلان هادي الانفصال وتكرار سيناريو 94 ليدخل بنفس الطريقة التي احتل صالح سابقاً فيها الجنوب ...
استطاع هادي أن يفشل مخطط الحوثي بإصدار بيان أعلن فيه تمسكه بالمبادرة الخليجية والدولة الاتحادية ليجد السيد نفسه في ورطة جديدة ويبحث عن أعذار لكي يعلق عليها خطط أعدها سلفاً ويرمم ما صنعه الرئيس هادي من انكسارات في الحوثيين بعد مغادرته صنعاء ....
هنا فقط نقف ونتمعن جيداً ثلاثة متصارعين في اليمن أحدهم شرعي والآخران جاءا من الخلف لتمزيق النسيج وزرع الفوضى هادي شرعي ويملك القرار والدعم الدولي والخليجي ولكن لا يملك الجيش والنفوذ في اليمن بينما عبدالملك الحوثي والرئيس المخلوع صالح رقمان يملكان ما لا يملكه هادي من قوة وعتاد ...
الجنوب سيكون البداية في الصراع ولكن هل سيقف العالم مع هادي ان رفضت القوى بتنفيذ المبادرة الخليجية ضد الاجتياح غير المعلن عنه من قبل الحوثي وصالح ؟ هل سنبدأ الملحمة التاريخية لهادي بمناورات عسكرية قبل مناورة الحوار ....
الأيام القادمة ستكون مليئة بالتغيرات المفاجآت قد تكون قاسية ومؤلمة او تغيرات سلسة تبللها طاولة المفاوضات ولكن لن تخلوا من الرصاص فالسياسيون والقوى والأحزاب في اليمن تعودت الخضوع للمفاوضات بعد إراقة الدماء لتأتي معها حلولاً عقيمة